الفصل السادس والعشرون

244 3 0
                                    

فى قصر بيرلا بالقاهرة:
استيقظت بيرلا بعد أن نامت مرتاحة لليلة فى سابقة لم تحدث منذ سنوات تقريبا لربما كان السبب فى ذلك هو شعورها بأنها وضعت قدمها على أولى خطوات النجاح فى مخططها والذى إما نجاحه أو موتها فبعد أن أتى والدها ونايل الليلة الماضية كانت مصرة على الاحتفال بالشراكة الجديدة وحجتها أمام نايل هو نجاح شركتهم ودخولهم لبلد جديدة فى عملهم ولكن أجلت احتفالها معهم بسبب رغبتهم فى النوم لارهاقهم الشديد فى أولى أيامهم بمصر فوافقت مرغمة فقد كانت أقسمت أن أى طلب ﻷى شخص فى تلك الليلة سينفذ بلا نقاش ولأنها كانت عكسهم وتشعر بالنشاط الشديد يسرى فى عروقها فلم تنم مبكرا وأمسكت الملف الذى كانت والدتها أعطته لها وقد فاجأتها المعلومات فيه والتى تقريبا لم تخفى والدتها تفصيلا يفيدها ولم تبحث فيه وقد قررت بدء عملها الليلة ولكنها وعلى غير العادة تأخرت فى الاستيقاظ فقد نامت متأخرة عندما شدتها المعلومات بالملف ولم تنم بدون أن تنهيه بالاضافة الى انها نامت بدون كوابيس تقريبا أو لنقل ليس ببشاعة ما اعتادت أن تراه.
اتجهت إلى الحمام وتحممت سريعا وارتدت ثيابها الرياضية لتستطيع الخروج لتمارس رياضتها الركض فهى إحدى عادات حياتها اليومية والتى لن تغيرها أبدا وتحت أى ظرف وعندما خرجت وجدت سيلا خارجة من غرفتها و...........
بيرلا"صباح الخير يا كسولة"
سيلا ولازالت اثار النوم عليها"طب أنا وبحب النوم مش حاجة جديدة إنما انتى اللى مش مظبوطة النهاردة"
بيرلا"أنا أصلا نمت متأخر امبارح و...."
سيلا مقاطعة"أيوة حسيت بيكى جناحك كان منور كله تقريبا لوقت متأخر شفته وانا نازلة اجيب ماية ،انتى كنتى بتعملى ايه امبارح"
بيرلا"كنت سهرانة بقرأ فى ملف ماما ادتهولى وأجلته لحد ما جيت ما أنا كنت قيلالك عليه"
سيلا متذكره"اهه ولقيتى فيه ايه بقى"
بيرلا"لما أجى ابقى اقولك انتى أصلا اخرتينى"
سيلا"اخرتك على ايه احنا فاضيين اصلا واوعى تقوليلى هتنزلى تجرى"
بيرلا  ببرود"ايوة هنزل منزلش ليه ان شاء الله"
سيلا"عشان ببساطة احنا فى القاهرة مش فى روما وبعدين قدر حد شافك"
بيرلا"متقلقيش محدش هيشوفنى "
سيلا بسخرية"ليه هتلبسى طاقية الاخفاء"
بيرلا"لا حول ولا قوة الا بالله انتى يا بت انتى متأكدة انك طول عمرك عايشة فى روما بل وأبوكى أصلا إيطالى ده انتى لو من بولاق مش هتبقى كده"
سيلا بضحك"البركة فى جدتى وماما عيشونى جوه روما فى جو بولاق"
بيرلا بضحك بالمقابل وهى تتذكرهم"على رأيك أنا لولا إنى أعرفهم مكنتش صدقتك"
سيلا "مكنش العشم يا ريسه"
بيرلا بضحك"غورى يا بت بقى من وشى خلينى أمشى"
تركتها بيرلا ورحلت ولكنها سمعتها تقول خلفها"روحى بس افتكرى انى حذرتك"
خرجت بيرلا من القصر ووضعت سماعاتها الحديثة على أذنها لتستمع ﻷغانيها المفضلة وبدأت تركض وهى تحاول استكشاف المجمع السكنى والقصور فى تلك المنطقة الراقية والتى تدل على بذخ أصحابها وثروتهم التى يبحثون عن أى طريقة لتزداد بها وغيرهم ما يقتات به فى يومه أتراهم يظنون أنهم سيحيون أبد الدهر ولكن كيف للمرأ أن يحب المال لتلك الدرجة أترى هى الشاذة لاختلافها عنهم فهى لم تحب المال يوما ولم يكن أبدا هدفها فى الحياة بالرغم من الثروة التى تمتلكها وربما تزيد عن أضعاف ثرواتهم فالمال لم يكن أبدا الهدف بالنسبة بل بالوقت الراهن كان هو وسيلتها المناسبة لتنتصر وهذا ما يجب أن يحدث بالنهاية وعليها ألا تسمح بغيره أبدا.
عند تلك الفكرة انقطع سيل أفكارها وقد شعرت بشعور كانت نسيته منذ سنوات شعرت بعينين تراقبنها بل تتابعان حركتها بصدمة نعم هذا هو شعورها الان كأن أحدهم مصدوما من رؤيتها وهى متأكدة وظنها لا يخيب أبدا فى العادة أرادت أن تستدير لترى من بل لتتأكد فقط فهى عرفته...يوسف...لن تخطئه أبدا ياالله كم شعرت بغبائها يزداد عند تلك النقطة فكيف لها أن تسلم بأنه بالشركة الان فبالتأكيد حظها لن يتركها تهنأ أبدا عليها الان أن تهرب قبل أن يحاول المجئ لها عليها أن تختفى فجأة كما ظهرت أمامه فجأة ولكن كيف؟عند تلك الفكرة توقفت عن الركض وأمسكت هاتفها ورفعته أمام وجهها لتتأكد من ظنونها دون أن تستدير فرأت بالفعل انعكاس يوسف بشاشة الهاتف.
فى تلك اللحظة كان يوسف يفتح باب سيارته ليخرج خلفها فاستغلت إبعاده لعينيه لثوان تقريبا وكانت هى قد اختفت فقد انتبهت ﻹحدى الشوارع الجانبية يتميز بأشجار كثيفة أمام إحدى الفيلات فاختبئت بينها بسرعة وخفة بدون أن يلحظ لتختفى بسرعة وتراقبه من بعيد وهو يبحث عنها وقد ظهر على وجهه علامات التشتت والضياع وكأنه لا يصدق ما يراه ويظن أنه يتوهم ظل على هذا الوضع لبرهة مرت عليها ببطئ شديد وهى تخشى اكتشاف مخبأها ولكنه ابتعد وعاد الى سيارته وعاد لقصره مرة أخرى وقد شعرت فى تلك اللحظة أن تلك الخطوة الغير محسوبة كانت فى صالحها وبالاخص مستقبلا بالاضافة الى أنها استطاعت أن تتأكد من عدة أشياء برؤيته أولها أن ظهورها سيكون ضجة للجميع فقد رأت تشتته وضياعه والذى هى تعتقد أنه نتج عن ظنه أنه يهذى بالتأكيد وتأكدت أيضا من الكثير المعلومات عنه الموجودة بالملف والذى تعتقد الان بكونه كنز للتعامل مع خصومها.
اتجهت بعد تأكدها من رحيله إلى القصر سريعا وبمجرد أن رأتها سيلا والتى كانت تنتظر تجهيز الفطور تقريبا نهضت وقد ارتسمت على ملامحها الرقيقة القلق فهى لم تعتد قدوم بيرلا مبكرا هكذا عند ذهابها للركض وأيضا ما زاد من قلقها هو نزرات بيرلا الشاردة فاقتربت منها و.......
سيلا "بيرى انتى كويسة"
بيرلا وقد انتبهت لوجودها فقالت بهدوء"شفته"
سيلا بدهشة وقد فمهت من تقصده"وهو"
بيرلا بهدوء وهى تنظر لها"شافنى"
سيلا وهى تحثها على المتابعة"و..."
بيرلا"مصدقش إنى أدامه"
سيلا "إزاى؟"
بيرلا وهى تنظر بعينيها"عايزة تعرفى تعالى ورايا"
اتجهت بيرلا لجناحها فوق وورائها كانت سيلا وعند دخولهم للجناح اتجهت ﻹحدى الطاولات أمام الاريكة بغرفة بالجناح مخصصة للجلوس ومشاهدة التلفاز ولكن لم تستعمل هى تلك الاريكة إلا لسهرتها ليلة أمس لقراءة الملف الموضوع على تلك الطاولة فاتجهت له وأمسكته لتعطيه لسيلا التى أمسكته بعدم فهم ومن ثم نظرت لبيرلا تنتظر تفسيرا.......
بيرلا وهى تجيب على تساؤلها الصامت"افتحى أول صفحة "
فتحتها سيلا لتطالعها الصورة التى أرتها لها بيرلا من قبل ملاك والتى تشبهها شكلا مع اختلاف بسيط وهو الروح فملاك وبيرلا عكس بعضهما ملاك بروحها المحبة المفعمة بالحياة وحب العيش عكس تلك التى أمامها التى لا يهمها من الحياة سوى انتقام ربما يؤدى لهلاكها فى النهاية وكان بصحبة ملاك بالصورة يوسف ومالك وباقى الاصدقاء التى تعلم بعض المعلومات عنهم من بحثها ورائهم من قبل ولكن ليس الكثير فلم يكونوا محور بحثها الذى طلبته بيرلا بالاضافة إلى أنها تعرف تلك الصورة ...نعم تعرفها....هى الصورة التى التقطوها بعيد ميلاد ملاك.......هنا نطقت بيرلا أخيرا...
بيرلا"المعلومات اللى فى الملف ده تأكد ان يوسف مهما شافنى وهو لوحده هيفضل يعتبرنى هلاوس وتهيؤات ﻷنه اتعرض للموضوع ده ولفترة طويلة من بعد موت ملاك وهو أكيد شك فيا لما شافنى ﻷنه ببساطة بمجرد ما بعد عينه كنت أنا اختفيت بعيد عنه وبراقبه وعلى فكرة هو اتعالج لفترة طويلة على ايد دكاترة كتير لحد ما استقر مع دكتور لسبب أنا أجهله الصراحة لكنه ودى أهم نقطة بالنسبالى المهدئات اللى أخدها لفترة طويلة خليت ثقته فى نفسه تقل لدرجة كبيرة فهمتى هو ليه بقى مكشفنيش"
كانت عينى سيلا تتسعان تدريجيا مع كل كلمة تقولها ولكن لم تمهلها بيرلا الفرصة وتابعت...
بيرلا"سيلا الملف ده مكتوب فيه ملاحظات عن كل شخص اقرى الملف كله وركزى فيها ﻷنها مهمة ماشي و الحفلة هتبقى على آخر الاسبوع ده وطبعا ده فيها كبار رجال الاعمال والصحافة والشركات اللى بنتعامل معاها من واحنا هناك اه وخصوصا الشركة اللى بنتعامل معاها من ساعة ما ابتدينا نشتغل فى تصميم الازياء غير شغلنا الاساسى ﻷنها أمام الناس هى الوسيط عشان الشراكة تتم بينا ﻷنها بتتعامل معانا ومعاهم وبعدين انتى تعرفى مديرة العلاقات العامة فيها صح"
سيلا"اه عرفاها طبعا دى حتى حاولت أيام توقيع الشراكة انها تقابلك بس حضرتك مكنتيش بتقابلى حد ومحدش كان يعرف شكلك أصلا ده أنا افتكر بردو ان ليها موقف عدائى من الشراكة الجديدة بينا وبين عيلة الشناوى ده اللى اعرفه عنها من ناحية شغلنا "
بيرلا "كلامك يدل انك مقابلتيهاش ومتواصلتش معاكى شخصيا صح ﻷنك متعرفيش المفاجأة اللى جاية"
سيلا"صح متعاملتش معاها والكلام ده كان مع العلاقات العامة عندنا لو تفتكرى بس بصراحة أسمع عن جمالها وذكائها بس مفاجأة ايه"
بيرلا بابتسامة"المفاجأة هى ان مديرة العلاقات العامة اسمها ميرا...ميرا الشرقاوى .....اللى موجودة أدامك فى الصورة..!!!"..........................................................................................................
قبل خمس سنوات :
اعترف يوسف بحبه لملاك وهو يتطلع لعيونها بحب والتى لم تستطع منع حمرة الخجل من التسرب لوجنتيه فى حين تابع يوسف و......
يوسف بحب"ايوة يا ملاك بحبك مش عارف ده حصل امته ولا إزاى بس اللى اعرفه ان دى مشاعرى ناحيتك ومش قادر أسيطر عليها صح فى الاول كنت مفكره اعجاب من ساعة ماشفتك بس لما حسيت إنى هخسرك كنت هدمر بجد أنا مش عارف شعورك ناحيتى بس قررت إنى أواجهك ﻷنى بتعذب فى سكوتى ......ملاك تقبلى تدينى فرصة أثبتلك حبى تقبلى تدينى امل ان بكرة أحلى وان حياتى هتبقى زى ما بتمنى تقبلى تكونى الانسانة اللى عشت طول حياتى أتمنى اشوفها وأقابلها لدرجة اليأس من ان ده هيحصل لحد ما قابلتك ملاك تقبلى تكونى نصى التانى تقبلى تدينى فرصة فى الحياة"
صمتت ملاك بحياء لا تعرف ماذا يجب ان تقول هى معجبة بيوسف ولكن هل وصلت للحب وهى تجهل ولكنه ربط سعادته بها وهى معجبه به اذا لماذا تشعر بأن موافقتها ليست سهلة أن عليها التفكير بروية يالله لقد علقت بدون ان تدرى بمأساة فهى لم تصدق بالحب من قبل أو أن يحدث معها وتعتبر والديها حالة شاذة فى الحياة ولكن إن جاء لها حب حقيقى هل ترفضه ولكنها لا تستطيع الرفض لا تعرف ولكن لا تستطيع ولكن عليها الحسم فقد طال انتظاره وعليها الاجابة......
ملاك بخجل"موافقة"
لم تعرف ملاك فى تلك اللحظة أن هناك قلبان انتظرا إجابتها وقد قتلت إحداهما بتلك الاجابة فى حين أحيت الاخر والذى ظهرت عليه ملامح الفرح جلية وأمسك بيدها وألبسها الخاتم الماسى بفرحة وهى لا تعرف لما ولكنها أحست بالفرحة ناقصة ولكنها أكدت لنفسها أن الحب برغم ندرته إلا أنه هو سر السعادة أبدية فابتسمت وهو يلبسها الخاتم وكان ذلك المشهد هو ما مزق قلب مالك فضغط بقوة بيده على علبة الخاتم بيده وقد شعر بأنه خسر تلك المرة أيضا ولكنها خسارة لا تعوض أبدا وسيظل أسير حزنه ويأسه للأبد عند تلك النقطة أراد الهروب نعم الهروب فقط لعل ألم قلبه يقل ولكن كيف لهذا أن يحدث وقد خسر ...خسر فرصته الوحيدة فى الحياة.
بينما كان يوسف فى أسعد لحظات حياته وقد ألبس ملاك خاتمه وأصبحت معه وله وانتصر فى أهم معارك حياته ووقف وهو يتطلع لها بحب ثم أمسك بوجهها بين يديه ويقول"أوعدك مش هتندمى على كده ملاكى"
ملاك بابتسامة"وأنا واثقة فيك"
.............................................................
مرت بعدها بضعة ساعات على يوسف وملاك سويا فى الكثير من الاحاديث لتتعرف ملاك على شخصية يوسف أكثر حتى انقضى النهار بطوله وهما معا فعادا على وعد باللقاء فى الغد قبل السفر بينما كان مالك لم يعد بعد فقد اختفى من بعد ما رآه ولم يعد بينما لم يدرك أحد سبب اختفائهم جميعا فظنوهم سويا ولكن خابت ظنونهم عندما عاد يوسف وملاك وحدهما وهما غير مدركين لما حدث مع مالك بالاساس واستغل يوسف اجتماع الجميع وعرفهم بارتباطه بملاك مما أدهش البعض بل وصدمهم وهناك من أدرك  منهم سبب غياب مالك ولكن لم يعلقوا سوى بعبارات التهنئة وان كانت مزيفة وبعدها اتجه الجميع للغرف وبالطبع الفتيات بعد أن هنأوا صديقتهم ولم يخلوا الامر من مزاحهم حول انهم يعرفون بالامر مسبقا وانها كانت تكذب فى البداية ليس أكثر وهى جاراتهم فى المزاح حتى بقيت وحدها هى والتى كان يبدو عليها عدم الرضا بما يجرى وبدأت فى الكلام فى صلب الموضوع و.......
ديما بجدية"انتى مقتنعة باللى عملتيه ده "
ملاك بلا مبالاة"عملت ايه"
ديما "بذمتك انتى بتحبى يوسف انتى معجبة بيه مش اكتر لكن أكيد مش حب مفيش حب وعلاقة جدية بتظهر فى أسبوع وبعدين ايه الموافقة والخاتم اللى لبستيه ده فين رأى أهلك ولا ده لعب عيال مش جد"
ملاك"انتى بنفسك قلتى انا معجبة بيوسف بل وكتير وبعدين ليه مكنش حبيته فى أسبوع ايه الصعب فى الموضوع وبالنسبة للخاتم ده مش معناه خطوبة"
ديما"أمال معناه ايه"
ملاك"معناه ان...."
ديما"معناه انك وﻷول مرة مبتفكريش صح ينفع تقوليلى الخاتم ده لما مامتك تشوفك بيه هتقولى ايه وايه اللى عرفك ان يوسف مبيلعبش بيكى وبس"
ملاك"أنا متأكدة ان يوسف مبيلعبش بيا بالعكس انا...."
ديما"انك انتى اللى بتلعبى بيه صح ملاك المشاعر مش لعبة ومش حاجة سهلة انك ترتبطى بحد ممكن مشاعرك ناحيته وهم وبريق هيختفى مع الوقت وتكتشفى انك وجهتى مشاعرك للانسان الغلط وفى غيره"
ملاك"غيره؟"
ديما مباشرة"مالك"
ملاك بنفى"لا انتى فاهمة غلط مالك صديق عزيز بل المفضل كمان غير يوسف مالك حاجة تانية بالنسبالى مشاعرى مختلفة بالنسبة للاتنين وبعدين انا مبخدعش يوسف أنا معجبة بيه وأنا أصلا معرفش الحب يعنى ممكن يكون ده شعورى ناحيته"
ديما"وليه متقوليش انك عشان متعرفيش الحب مشاعرك اتعكست وفكرتى ان الحب هو نفسه الاعجاب والصداقة العميقة دى مجرد صداقة عادية"
ملاك"معتقدش مالك عندى فى مكانة تانية وبعدين يوسف بيحبنى أما مالك بيعتبرنى صديقته زي بالظبط"
ديما "غبية أيوة اول مرة اشوفك بالغباء ده وبعدين سيبك من كده بالنسبة ﻷهلك وجدية العلاقة ايه أخبارهم وبعدين يا ملاك وبصراحة أنا مش بطمن ليوسف ففكرى كويس يا صاحبتى واعرفى انك بتلعبى فى منطقة محظورة فى حياة كل إنسان فخلى بالك من نفسك ،تصبحى على خير"
لم تجبها ملاك ولازال عقلها يفكر بدون توقف فى عواقب ما أوقعت نفسها به .
.............................................................
فى صباح اليوم التالى استعد الجميع للرحيل بحقائبهم فى صالة الاستقبال للفندق وكان بعضهم شاردا فى أمور عدة والاخرين منشغلين بتوافه الامور تقريبا ولكن مالك لازال غائبا عن الساحة حتى هذا الوقت وقد علموا أنه لم يبيت ليلته فى الفندق فقلقوا عليه واتصلوا به ولم يجب حتى اتصلت ملاك فأجابها وهاهم ينتظرونه فقد أتى وصعد لغرفته بدون رؤيتهم ليستعد للسفر لتنتهى تلك الرحلة المليئة بالاحداث الغريبة.
استعد مالك ونزل جارا حقائبه خلفه حتى قابلهم فحياهم بابتسامة مغصوبة وسلط أنظاره على ملاك التى اقترب منها يوسف يخبرها بشئ بصوت جعلها تبتسم بخجل وما إن رأته قد أتى ابتعدت عن يوسف واقتربت منه و......
ملاك بتكشيرة مضحكة"كنت فين"
مالك بابتسامة فرضتها رؤيتها عليه"وانتى مالك"
ملاك"مالى ونص يعنى ايه تبات بره البيت قصدى الفندق على فكرة أنا لا أسمح"
مالك بهدوء وهو ينظر حوله"كنت بودع البحر هنا يا ستى بودع المكان"
ملاك  وقد مدت يدها تمسك بوجهه تديره لها فى لمسة لم تدرك تأثيرها عليه"وداع ايه بس انت ممكن تيجى فى أى وقت على فكرة لازم تعيش على أمل انك هتيجى تانى وتعمل كل اللى انت عاوزه وتحط أدامك الهدف من غير يأس وهتوصله وده وعد منى بس يوم ما تيجى هاجى معاك وهبقى على قلبك هنا"
ابتسم مالك لكلماتها التى تبعث فى نفسه الامل ولكن لم تدم ابتسامته فقد تعلقت عيناه بيدها الملامسة لذقنه وكان بها الخاتم الذى ارتدته أمس وهنا تذكر كل ما حدث بلارحمة فى حين استغل يوسف نظراته فاستغل الفرصة وقد كان يشتعل تقريبا للمسة ملاك لوجه مالك ولنظراته لها لا يعلم لما ولكنه كاد أن يجن فاقترب منهم وشدها من خصرها ناحيته ليقربها منه على نظرات مالك الحزينة والذى حاول إخفائه على قدر الامكان ثم....
يوسف"مش تباركلنا يا مالك أنا وملاك ارتبطنا"
أبعدت ملاك يد يوسف وابتعدت عنه قليلا فهى لم تعجبها تلك الحركة أبدا فى حين هنأهم مالك وتركهم وملاك تشعر بأنه على طبيعته فزاد قلقها حتى كادت تنسى يوسف تقريبا ولكنه استطاع لفت انتباهها مرة أخرى حتى اتت الحافلة الخاصة بهم لتستقلها الفتيات ورفض يوسف أن تذهب معهم بل وألزمها بالركوب معه بالسيارة وبعد إصرار شديد منه رضخت ﻷمره على أن يوصلها للمكان الذى سيتوقف به الحافلات لتعود مع أصدقائها فاتفقوا على هذا ولكن لم يعرف مالك لم يقدر على منع نفسه من الركوب معهم بحجة أنه فى كل الحالات سيسافر مع يوسف بعدها للقاهرة وبالرغم من أن تلك الحجة واهية ﻷن عمر وأحمد سيركبان مع يوسف أيضا ولكن بعد وصولهم للإسكندرية وهو يعلم إلا أنه لم يجد غيرها وبالفعل ركبوا سويا وانشغلوا بالاحاديث العادية طوال الطريق وعند وصولهم حدث مالم يتوقعه مالك أو يوسف......
ملاك"معلش يا مالك ممكن أتكلم مع يوسف لوحدنا شوية"
مالك بحرج"ماشى براحتك "
نزل مالك وبعدها....
يوسف"فى حاجة يا ملاك"
ملاك بجدية"يوسف انت مش ملاحظ ان اللى حصل امبارح كان تسرع أنا مش من النوع اللى الارتباط عندها شوية مكالمات وكلام حب ومقابلات فى السر ويبقى ده الحب أنا لازم كل حاجة تبقى عندى جد ومبعترفش بحاجة غير كده"
يوسف بحزم"وهو انا كنت بضحك عليكى مثلا أنا كلامى واضح انه جد"
ملاك"أنا مش قصد بس لازم تعرف إنى أكيد مش هدخل ﻷهلى لابسه خاتم زى ده ببساطة وأقول إن فى واحد اتقدملى"
يوسف"تقصدى ايه"
ملاك وهى تخلع الخاتم من يدها وتمده له"أقصد إنك لازم تاخده احنا امبارح عشنا اللحظة ومفكرناش بالعقل"
يوسف"طب خليه معاكى وانا هتقدملك و....."
ملاك مقاطعة"لا ده لازم يفضل معاك لحد ما الموضوع يبقى جد وساعتها هاخده منك وأدام الكل وبعدين تكون فكرت كويس"
يوسف"أفكر كويس"
ملاك"ايوة ان كان شعورك ناحيتى حب ولا لا وتبقى عارف انى اكيد مش هسيب أهلى وانا وانت من مدينتين مختلفتين فانت اللى هتيجى هنا ولا عيلتى اللى هتروح هناك لازم تفكر فى كل ده عشان متندمش بعد كده"
فتحت ملاك الباب لتنزل وقبل أن تغلفه نظرت لعينيه و....
ملاك بعد تنهيدة"كلامى مش إنى برفضك بالعكس وانت عارف ردى من إمبارح بس أنا....أنا خايفة من حاجه بجربها ﻷول مرة فبفكر بالعقل مش أكتر واعرف إنى واثقة فيك بس أنا خايفة من تقلبات قدر للأسف مش بايدينا نتحكم فيه ففكر كويس وانا عارغة انك هتوصلى ردك بطريقة مناسبة ،سلام يا يوسف"
تركته بعدها بدون أن يتحدث ولو كلمة واحدة واتجهت للشباب تودعهم أثناء وداعها لمالك فلاحظ اختفاء الخاتم  من يدها فانتعش الامل داخله ولكن ليتأكد أولا واتفق الجميع على أن يبقوا على اتصال دائما حتى لا تنتهى تلك الصداقة.
وبعدها رحلت الفتيات معا لتذهب كل واحدة لمنزلها حتى بقت ملاك للنهاية وعندما وصلت نظرت للعمارة القابعة بها شقتهم بابتسامة ولم تجد الحارس أمامها لتضايقه كالعادة ولم تنتظر المصعد كعادتها وصعدت تركض على السلالم كالطفلة حتى وصلت لمنزلها التى  اشتاقت له كثيرا وبالتأكيد من بداخله الذى قررت مفاجأتهم بعودتها ففتحت الباب بالمفتاح الخاص بها بهدوء وتسللت للمطبخ مكان والدتها المميز ولكنها سمعت أمها تتحدث هاتفيا وهى تبكى و......
والدتها ببكاء"أنا عارفة إنك عندك حق بس ده مكنش بايدى أنا والله بس مش قادرة أعمل كده .....أيوة ملاك ....."
قاطعتها ملاك من خلفها"انتى بتكلمى مين يا ماما......!!!"..........................................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now