الفصل الحادى والثلاثون

255 5 0
                                    

خرج مالك من شروده أخيرا ومن ثم أمسك جريدة الامس بسرعة ليقرأ الخبر الرئيسى الموجود بالصفحة الاولى وهو....
(اختطاف سيدة الاعمال الايطالية بيرلا جوزال واتهام يوسف الشناوى بتورطه فى الامر).....!!!!؟؟؟
نظر مالك للخبر مشدوها بصدمة وهو يتمتم لنفسه"مش معقولة ....ده أكيد كذب..كذب"
فى تلك اللحظة دخلت سمر لصالون الاستقبال الجالس به مالك وتوقفت عيناها على الجريدة التى يمسكها ورأت ملامح وجهه الشاحبة المصدومة فارتبكت وأشارت لوالدتها أن تتركهم وحدهم فذهبت و....
سمر بارتباك"مالك ..أنا هفهمك ..متتسرعش....أنا..."
مالك مقاطعا بغضب "تفهمينى ايه هاه ما هو كله واضح ...انتى كنتى بتخفى ظهورها عنى"
سمر بتوتر "انت فاهم غلط أنا مش كده يمكن كنت ناوية كده فى الاول بس والله عشان مصلحتك....."
مالك مقاطعا"كنت عاوزة تحرمينى من الامل الوحيد اللى بقالى سنين عايش عليه وانت اكتر واحدة عارفة بده ليه"
سمر بهدوء وقد جلست أمامه وهو واقف ينظر لها بغضب"أنا لو عملت كده كنت هعمله عشان مصلحتك بس..."
مالك مقاطعا"مصلحتى أنا عارفها كويس ومفيش ليها أي علاقة ببعدى عن ملاك وانتى عارفة كده كويس يبقى ليه تعملى كده"
سمر ببرود"ما انت لو عايز تعرف انا ليه مداريتش عليك وتأخرت فى انى أقولك اقعد واسمع"
مالك بدهشة"نعم يعنى انتى كنت هتقوليلى طب ليه"
سمر باستنكار"انت علقت على ليه وبس ما تقعد  لو عايز تفهم وبعدين أنا ليه أداري عليك أصلا"
مالك وهو يجلس بضيق"يمكن عشان تثبتى وجهة نظرك يا دكتورة مش يمكن ده يكون طريقة علاجى من مرضى المزعوم"
سمر"لا من الناحية دى اطمن أنا فكرت كويس وقررت انى لازم أفصل فى الموضوع ده ان كنت مريض ولا لا ولقيت الحل"
مالك باهتمام"واللى هو؟"
سمر بجدية"ايه أثبتلك ان اللى فى الصور دى هى بيرلا جوزال مش ملاك الشافعى وتتأكد بنفسك ان هى ماتت وتبدأ فى العلاج يا تثبتلى انت العكس وهو ان هى ملاك مش بيرلا وتلاقى دليل ان ملاك عايشة وساعتها ميبقاش عندك مرض من الاساس"
مالك"ده بردو مش سبب يخليكى تأجلى الموضوع أسبوع وبالنسبة لباقى كلامك هنفذه ازاى"
سمر "إزاى دى هى إجابة السؤال الاول أنا طول الفترة اللى فاتت كنت بفكر بطريقة نتقرب فيها منها ونتعرف عليها أكتر ولقيتها وقررت اننا هنسافر القاهرة وعجلت بالسفر بعد ما قرأت الخبر بتاع امبارح وجمعت عنها معلومات كافية طول الفترة اللى فاتت دى و........."
مالك مقاطعا"هنسافر انت ناوية تيجى معايا طيب وشغلك هنا فى المستشفى أو فى العيادة ومامتك إزاى تفكرى بالاسلوب ده"
سمر بصدق وجدية"مالك انت عارف انك بالنسبة ليا اكتر من أخ أو صديق وانت عارف مشاعرى ناحيتك دى كويس وكنت بتتجاهلها و...."
قاطعها مالك بتوتر وارتباك وهو يبتلع ريقه بصعوبة"سمر أنا ....أنا..."
سمر بثبات"متحاولش تبرر يا مالك على فكرة انا كنت متأكدة انى مكشوفة أكتر من اللازم كمان وكنت ساكتة وراضية ﻷنى عارفة بحبك الكبير لملاك  اللى مخرجتش من دوامته لحد دلوقتى وحاولت اقنعك كتير بأنك لازم تنسى وان ده مرض لازم تتعالج منه لكن انت اتمسكت بيها اكتر وكنت بتقنعنى انها مامتتش وسبت كل حاجة حتى عيلتك ومن غير ما تفكر مرتين سيبتهم عشان اللى حصل منكرش انى كنت بتضايق بل وبغير ساعات كمان من الحب ده اللى بالرغم من كل حاجة حصلت الا انك لسه بتحبها ومش حاسس بيا خالص واليوم اللى شفت فيه الصور دى جالى شبه انهيار وصدمة وانا بتخيل انك صح وان هى لسه عايشة وانك أكيد هتعمل المستحيل عشانها وهتغوص فى الدوامة دى اكتر جاتلى فكرة انى اخبى عليك بس....."
صمتت سمر للحظة تأخذ نفسا ومن ثم تابعت"بس اكتشفت ان الموضوع مش سهل عليا خالص على فكرة وانى مش هقدر اعمل كده معنديش الدناءة الكافيه وبعدين انت كنت كده كده هتعرف بأى شكل زى دلوقتى مثلا فقررت إنى احقق بنفسي فى الموضوع ده ...مالك انت ساعدتنى كتير انا وماما أول ما جيت هنا بل وقدرت لعمامى وجبروتهم وأكيد ده مش هيبقى رد الجميل إنى أخونك.."ثم تابعت بابتسامة "ومش يمكن لو ساعدتك تحن عليا ولا حاجة ويمكن ساعتها بقى انا اللى ارفضك"
مالك بابتسامة "سمر انت انسانة رائعة بكل المقاييس وتستاهلى حد أحسن منى بكتير تحبيه بجد ميبقاش مجرد إعجاب"
سمر بابتسامة"متحكمش على مشاعرى وتحطها فى خانة الاعجاب "
مالك"أنا متأكد انه إعجاب ممكن بسبب وقوفى جنبك بس مش حب  اسألينى أنا عشت كل المشاعر دى ومتأكد من كلامى"
سمر "أتمنى تكون صح وبعدين معتقدش انى هلاقى انسان يحبنى حبك لملاك ده مستحيلة دى شوية بل حاجة نادرة"
مالك"على فكرة هتلاقى وهيبقى أكتر منى مية مرة وهتحبيه حتى لو متأخر شوية ومين عالم مش يمكن يكون أدامك ومش واخدة بالك منه"
سمر"انت قاصد تتطبق قصتك عليا بقى"
مالك بحزن"ممكن ﻷنى اكتر واحد عشت الالم ده واكيد متمنهوش لغيرى"
سمر وقد لاحظت علامات الالم الظاهرة على وجهه فأرادت إخراجه مما هو فيه"اللى يشوفك دلوقتى ميشوفكش وانت بتكلمنى على إنى خاينة وشريرة كأنى كنت اكلت اكلك"
مالك بأسف"معلش بقى أصلى اتوترت لما قريت الخبر وعرفت انك عارفة و..."
سمر بجدية"خلاص يا سيدى مش ده المهم دلوقتى خلينا فى موضوع الاخت بيرلا"
مالك بحزم"مش قبل ما تقولى إجابة سؤالى الاول ليكى هتعملى ايه فى العيادة و شغلك ومامتك وحياتك هنا"
سمر برد قاطع"وافقت على العرض بتاع المستشفى وهنقل القاهرة"
مالك بصدمة "نعم طيب ليه "
سمر"انت مالك حساك متضايق مش انت اللى كنت بتشجعنى على كده"
مالك بضيق"ايوة بس تعمليها لنفسك مش عشانى وانتى قلتى انك مبترتاحيش هناك ومتعرفيش حد و..."
سمر مقاطعة"مش عايزنى اعمل ده عشانك امال انا اديتك القصيدة دى قبل ما اتكلم ليه وبعدين عرض المستشفى ميتعوضش فمفيش مشكلة بقى انى اسافر ما دام بقى ليا ناس هناك واللى هما انت طبعا يعنى العرض بقى اتنين فى واحد وهبقى غبية لو رفضته"
مالك بضيق "بس....."
سمر مقاطعة" مفيش بس خلاص وخلينا نركز فى البنت المخطوفة اللى شكلك نسيتها أساسا"
مالك بجدية"هو الخبر ده بجد "
سمر بتهكم"لا جرافيك يا ابنى ركز بقى البنت مخطوفة من أول إمبارح وكانوا مداريين الموضوع ومحدش عارف مين اللى سربه للاعلام لحد دلوقتى وبعدين قولى مش يوسف المتهم فى القضية دى يبقى ابن عمك وكان ليه دور فى حكايتك تقريبا"
مالك بسخرية"دور فى حكايتى أحب أقولك ان ده كان البطل"
سمر بجدية"وهو انت شاكك فيه؟"
مالك بايجاز"مستبعدش"
سمر بدهشة"متستبعدش ؟يعنى شاكك فيه طب اشمعنى"
مالك"يوسف يعمل أى حاجة عشان ياخد اللى هو عاوزه طول عمرى كنت مفكره المضحى اللى بيعمل كل حاجة للعيلة وليا واكتشف انه مبيعملش غير اللى هو عايزه واللى هو نفسه فيه بالعكس طلع عنده استعداد يأذى أى حد فى العيلة دى عشان اللى هو عاوزه وبس.."تنهد مالك بحزن"أنا مش عارف هو عمل ايه لملاك بس أنا واثق انه اذاها وبطريقة بشعة ملاك فى اخر فترة مكنتش طبيعية اكتسبت قوة غريبة وكان واضح انها جاية من جرح بتدارى ضعفها بالقوة الغريبة دى وكانت على طول بتتصرف بغرابة وفى مرة انفجرت فيا انا مش هو كالعادة ورددت كلام كتير مفهمتوش وقتها زى انت شبهه والعيلة دى جينات القذارة فيها واحدة وحاجات كتير مفهمتهاش ورجعت بعدها بكام يوم اتقابلنا تانى وكانت منهارة وحالتها مش طبيعية واعتذرتلى على كلامها وقالتلى انى على العكس الشخص الوحيد الكويس فى العيلة وحذرتنى من الجميع وأولهم يوسف وطبعا من غير ما تقول السبب عايزانى بعد ده كله مشكش انه يؤذيها مرة تانية ان كانت ملاك هى بيرلا او لا يوسف مش هيفكر كتير فى النقطة دى"
صمت قليلا وتابع بعدها بحزن"تعرفى أنا كل أما أقعد لوحدى أحس انى السبب فى كل اللى بيحصل من أول مقابلتها ليوسف لحد موتها أنا سيبت كل حاجة ليه يمشيها زى ما هو عايز ولعبت فيها دور المضحى مع انى مش كده ايوة انا مش كده حتى موتها بقول يمكن لو ضغطت عليها شوية كنت عرفت السبب اللى خلاها كده وكنت منعت ده من انه يحصل بس للأسف كنت أغبى من اللازم فى الفترة دى"
سمر برفق"متشيلش نفسك الذنب واتأكد من جواك انك عملت اللى قدرت عليه فى الفترة دى ومتنساش ان يوسف ابن عمك ومكنتش قادر وقتها على حاجة ضد التيار اللى الكل مشيوا فيه"
مالك بحزن"بس انا كنت عارف يوسف اكتر منها وقتها كان لازم احذرها"
سمر بجدية"مالك انت مكنش معاك اى حاجة تدل ساعتها على ان يوسف وحش او فيه أى مشكلة ولو كنت قلت حاجة وقتها كنت هتكدب ولحد دلوقتى معندكش ضده أدلة إلا تحذيراتها وبس صح"
لاحظت سمر ارتباكه وابعاده لعينيه عن عينيها فعقدت حاجبيها متعجبة وهو يقول بارتباك وهو ينهض من مكانه"ايوة عندك حق ....انا ...انا هسيبك دلوقتى عشان أجهز نفسي عشان أسافر النهاردة"
سمر بجدية وهى تنظر له بنظرات غريبة"هنسافر بكرة مالك سوا "
مالك "ازاى مش لما تجهزى الاول وتقولى لوالدتك"
سمر"موضوع ماما مفيهوش مشكلة هى أصلا هتفرح لو عرفت بموضوع نقلى ﻷنها كانت نفسها اترقى اكتر فى شغلى واحنا أصلا لينا بيت هناك وانا من يومين كنت بعت ناس ينضفوه وبقى جاهز وحجزت لماما تذكرة عشان تروح بالطيارة عشان مش هتتحمل العربية وهاجى معاك بالعربية "
مالك بابتسامة"ده انت مخططة لكل حاجة بقى"
سمر مبتسمة"ايوة وخاف منى انا مش مبظهرش أسبوع من فراغ"
نظر لها مالك وهو مضيقا لعينيه يحاول أن يفهم حديثها بينما تابعت هى"يلا أنت هتفضل باصصلى كتير يلا على شقتك جهز الشنط عشان ورانا رحلة طويلة"
اتجه مالك لباب الشقة ليرحل وهو يقول"ماشي وادينى همشى ورا دماغك دى يمكن نقدر نحل اللغز"
ابتسمت سمر وهى تتابعه بعينيها حتى فتح الباب وهم بالخروج ونادته ليتوقف و....
سمر لتستوقفه"مالك"
مالك بابتسامة"نعم لحقتى تغيرى رأيك"
سمر وبدون أن تهتم بجملته الاخيرة"انت فى حاجة مخبيها عليا"
مالك وقد اختفت ابتسامته وبدى واضحا عليه الارتباك والتوتر"ل..لا لا ...تقصدى ايه يعنى ...انا حكيتلك كل اللى اعرفه ومكدبتش عليكى و...."
سمر مقاطعة بجمود"خلاص مفيش داعى للكلام ده بس أنا أوعدك إنى هكشف الغموض فى اللغز ده ،سلام"
رحل مالك ولازال الارتباك جليا عليه بينما تابعته سمر بعينيها إلى أن رحل و.......
سمر بجدية لنفسها"أوعدك يا مالك انى هعرف السر واعرف ايه اللى مخبيه عليا وبتكدب بالشكل ده عشان تخفيه وانا عمرى ما تراجعت عن وعد......!!!؟؟؟؟؟"..................................................................................................
فى صباح اليوم التالى كان مالك مستعدا للسفر جالسا فى سيارته منتظرا أى إشارة من سمر للإنطلاق ﻷنهم لم يتحدثوا منذ ان اتفقوا على الساعة التى سيتحركوا بها بالصباح الباكر للسفر ولكنها لم تتصل به حتى الان توضح به موقفها وما حدث من والدتها وبالاخص أنها لاخر مكالمة لم تكن تعلم بأمر سفر اليوم على حسب معرفته أمن الممكن أن تكون رفضت ولابد أنها تراجعت وتخجل من إخباره الان ولكنه لن يتراجع أبدا او يؤجل عودته أكثر فقد حان الوقت لتنفيذ ما انتظر عليه منذ فترة طويلة ولن يتركها مرة أخرى......أبدا.
كان يفكر فى تلك الاشياء حتى وصل إلى أن ينتظر خمس دقائق وان لم تأت فعليه أن يرحل فلا فائدة من الانتظار.
 مر الوقت بل وأكثر منه وهو ينتظر ولم تأت فقرر الانطلاق بالسيارة وأدار محركها ولكنه فوجئ بمن تفتح الباب الخلفى بسرعة وتلقى حقائبهاوبعدها اتجهت نحوه وفتحت الباب الامامي لتجلس على المقعد المجاور له و......
كانت سمر وهى تضع يدها على صدرها وتلهث من الركض بينما كان يطالعها مالك يطالعها بنظرات متعجبة فنظرت له من طرف عينيها وهى تقول "انت هتفضل متنح كتير"
أدار مالك السيارة وانطلق بها ثم سألها متعجباب.....
مالك"انت اتأخرتى ليه أنا فكرتك مش هتيجى و...."
سمر مقاطعة"وكنت ماشي انا مش عارفة ايه الوطيان ده يا أخى"
مالك"مش تعدلى ألفاظك دى ألفاظ دكتورة محترمة وناجحة فى شغلها وبعدين ما انت اللى اتأخرتى"
سمر بضيق"أعمل ايه فى ماما اللى مش مقتنعة من امبارح وحاسة ان فى حاجة غلط فى النقل وخصوصا بعد ما سمعتك بتزعق ولما أقنعتها مبقتش عايزة تسافر لوحدها ده انا عملت المستحيل عشان أقنعها تسافر بالطيارة وكان الشرط انى اركب معاك عربيتك وانت اللى تسوق واسيب عربيتى"
مالك باستنكار"وهو حضرتك كانت عندك النية انك تسوقى المسافة دى لوحدك ولا ايه"
سمر"امال مين اللى هيسوق مثلا وبعدين عربيتى كده انا هبقى مضطرة لحد يجيبها من هنا"
مالك"متحطيش فى بالك الموضوع ده ما احنا مهمتنا واحدة يعنى عربيتى تحت ايدك"
سمر "واضح انك مش واخد بالك انى نقلت حياتى كلها هناك يعنى هيبقالى شغل بردو ومحتاج العربية وبالمناسبة بقى احنا هنودى شنطى فى البيت عندى واكيد ماما هتكون وصلت وهنطلع على قصر عيلتك على طول لازم نقف جمبهم فى الظروف الصعبة دى ولا ايه رأيك يا ....حبيبى"قالت الكلمات الاخيرة بخفوت رقيق ونعومة
نظر لها مالك مدهوشا من أسلوبها الذى تغير فجأة"نعم؟؟"
سمر بجدية"ده الدور اللى هنرسمه الفترة اللى جاية قدامهم أنا وانت اتنين مخطوبين وبنحب بعض وانت جايبنى نتعرف على العيلة تمام حاول ما تخليش حد يشك فى ده انت لازم تبان انك شفت حياتك زى ما كله  شافها من بعد الحادصة وهتسبلى الباقي أوك"
مالك"طب ليه كل ده يعنى"
سمر بجدية"مالك احنا بندور ورا حاجة انا بقيت واثقة ان فى كل الحالات مش هنلاقى حاجة كويسة فى النهاية فلازم نبقى حريصين فى التعامل والا انت هتعرفنى منهم على انى مين .....الدكتورة اللى جاية تعرف مين بيرلا دى وان كان ليها علاقة بملاك ولا لا وهتعرفنى على عيلة بيرلا نفسها على انى مين"
مالك"عيلتها"
سمر"طبعا دول اول ناس لازم أتعرف عليهم كويس أوى كمان ومش بعيد نبقى أصحاب وانت أكيد فاهم ليه صح "
مالك براحة"خلاص فهمتك"
سمر بتعجب"ينفع افهم انت مرتاح ليه واحنا رايحين ندور ورا واحدة مخطوفة أساسا ومش معروف هترجع ولا ﻷ"
مالك بايجاز"هترجع ...ملاك لازم هترجع"
سمر بغيظ"ايه اللى مخليك واثق مش يمكن متكونش ملاك او يمكن مترجعش"
مالك "انا متأكد والجواب بتاع امبارح أثبتلى أكتر"
سمر بحيرة"جواب ايه؟انت جالك جواب"
مالك وهو يمد يده ويسحبه من على تابلوه السيارة ويناولها اياه"مجاليش بس لاقيته امبارح فى حاجات ملاك وتقريبا كان متسابلها عشان تقراه وهى مقرتهوش تاريخه تقريبا كان فى نفس يوم الحادثة وهو ده اللى جيتلك عشانه امبارح ونسيت اقولك عليك"
سمر وهى تفتحه لتقرأه"وده فيه حاجة مهمة"
مالك بايجاز"احكمى بنفسك"
قرأته سمر وعينيها تتسعان تدريجيا ثم هتفت ب....
سمر بدهشة"الجواب ده هيساعدنا جدا واحنا بندور" مالك "بس الغريب انها حسب ما انا شايف ماقرتهوش وأمها سايباه فى البيت بنفس تاريخ الحادثة ده معناه ايه"
سمر بتعجب"انت تقصد انه..."
قاطعها مكملة"لو هى كانت معاهم المفروض مامتها متسبلهاش الجواب فى البيت وهم مش فيه"
سمر"كلامك منطقى بس المشرحة و...."
مالك بثقة"انا كنت دايما بقولك انها عايشة وحاليا هنقدر نتأكد من ده"
سمر بعد تفكير"مالك ينفع تحكيلى على قصتك مع ملاك تانى "
مالك باستغراب"تانى ؟ده انت عرفاها بالتفاصيل"
سمر بلا مبالاة زائفة"اعتبره تسليه للسكة وبعدين مش يمكن ناخد بالنا من ملاحظات فاتتنا ومركزناش فيها"
مالك"من أول ما قابلتها"
سمر بجدية"لا ياريت من بعد عيد ميلاد يعنى من أول  يوم عرفتوا فيه انها موجود معاكم فى القاهرة"
مالك بهدوء وهو يغمض عينيه  ثم فتحهما بألم واضح"ماشي يا ستي وانا هحكى لو ده هيفيدنا الايام دى أصلا انا مش قادر انساها بتواريخها ﻷن كل اللى حصل بعدها مكنش فى مصلحتى أبدا اليوم ده بالذات أنا كنت قررت إنى هفضل مع ملاك فى كل حتة عشان مسيبش فرصة ليوسف يتقدملها ﻷنى سمعته بيكلمها ةاتفق معاها تجيله الشركة عالساعة واحدة ففكرت إنى امنع المقابلة دى بكافة الطرق"
قبل خمس سنوات:
خرج مالك بسيارته من القصر قبل الساعة الواحدة فقد كان هدفه هو منع مقابلة يوسف وملاك فقام بالاتصال بها ليعلم بمكانها و......
مالك وهو يضع الهاتف على أذنه منتظرا ردها "ردى بقى ايه كل ده ما هو انا مش هسيبك النهاردة"
أتاه ردها هادئا على الهاتف"الو ،ازيك يا مالك"
مالك بابتسامة"انا تمام انت ايه اخبارك وبعدين انت فين دلوقتى"
ملاك بتوجس"انا كويسة بس هو فيه حاجة "
مالك"انا بسأل بس عن مكانك فيها حاجة دى"
ملاك بثبات"مفيهاش حاجة عموما أنا فى الكلية بحضر شوية حاجات قبل بداية الدراسة يعنى انى هتبقى اول سنة ليا فى القاهرة فبظبط الورق وبشوف المكان"
مالك بتفكير"أوك أنا عارف المكان"
ملاك بتساؤل مندهش"نعم"
مالك بسرعة"سلام دلوقتى أنا عشر دقايق وهكون قدامك"
أغلق مالك الخط واتجه بسرعة فى اتجاه الكلية الخاصة بها بأقصى سرعة ممكنة.
وصل مالك إلى وجهته المنشودة ودلف للداخل وقام بركن سيارته بالمكان المخصص لذلك واتجه بعدها للداخل وهو ممسك بهاتفه ليتصل بها ويعرف مكانها بالتحديد ولكن وقبل فعل ذلك لمحها واقفة وسط مجموعة ولكن كانت مندمجة فى أحاديثها مع شابين منهم فقط وتظهر من نظرات أحدهم إعجاب يعبر عن نفسه ولكن الاخر كان من الواضح أنهم أصدقاء فقط .
اتجه نحوها مالك بخطوات سريعة وناداها بصوت مرتفع ب...
مالك مناديا"ملاك"
استدارت له مندهشة ولكنه رأى بها شئ عجيب أحسها مختلفة كليا عمن يعرفها هو فقد كانت ذات نظرات هادئة راقية جدا حتى ملابسها وتسريحة شعرها أحسها مختلفة عن العادة حتى عينيها ليس بهما لمعان الشقاوة المعتادة وكأنها ليست هى ولكنه طرد تلك الهواجس عن عقله واتجه إليها و.....
الشاب الاول الواقف معها"مين ده يا ملك"
الشاب الاخر متعجبا"هو بيقول ليه ملاك"
مالك بابتسامة لملاك"حبيت اعملك مفاجأة مش كان نفسك تركبى العربية امبارح قلت اجى ونخرج النهاردة"
ملاك بدهشة"أنا ؟"
مالك باهتمام"انت مالك انا مش لسه قافل معاكى مكملتش عشر دقايق"
كانت ملاك على وشك الرد فى الوقت الذى وصلتها رسالة على هاتفها فنظرت للمرسل ثم فتحتها سريعا وقرأتها ثم أغلقتها وقد رسمت ابتسامة أنيقة على وجهها و.....
ملاك "معلش يا مالك مكنتش مركزة بس"
مالك بلا مبالاة "عادى ولا يهمك بس مش هتعرفينا"
ملاك بهدوء "طبعا .."ثم أشارت بيدها للشاب الاول وتابعت بهدوء"احب اعرفك على دكتور عدى و..."وتابعت ناظرة للاخر والذى كان يرى فى نظراته الاعجاب منذ قليل وتابعت بابتسامة متألقة مختلفة فى معناها عن سابقتها"ودكتور عاصم دكتور هنا فى الجامعة"
ثم نظرت وتابعت معرفة له "واحب اعرفكم بمالك صديقى"
ابتسم مالك قائلا"اتشرفت بمعرفتكم بس ليه مقولتليش انك تعرفى ناس هنا يا ملاك"
هنا لاحظ مالك تبدل غريب فى حالهم قد حدث فقد تبدلت ابتسامة عدى وحل محلها التجهم والعبوس وهو يقول "انتم بقى اصدقاء من امته يا ملاك  عشان مقلتلناش يعنى"
ملاك وهى تطالعه بحذر "عادى يا عدى هبقى أفهمك بعدين"
عدى "بس...."
عاصم متدخلا فى الحوار ليقاطعه"وانت مالك أصدقاء ولا لا، خلى ملك ترتاح شوية"ثم صمت ليتابع بابتسامة ناظرا لملاك" تيجى نقعد فى الكافيه هنا شوية واهو ندردش"
ملاك بابتسامة"ممكن بس ......"
مالك "معلش تبقى مرة تانية عشان مش هجيلك كل يوم وانا حاطط برنامج فى دماغى ومش هتنازل عنه أوك"
ملاك بهدوء"بس مش عاملة حسابي ومقلتش لحد خليها انت كمان مرة تانية يا مالك"
مالك باصرار"انا مش متنازل النهاردة اساسا مصرين انى انزل الشغل ودى هتبقى فرصتى الاخيرة"
ملاك بهدوء"حاضر "ثم تابعت ناظرة للدكتور عاصم"واحنا اكيد هنتقابل مرة تانية يا دكتور استأذنكم همشي أنا دلوقتى"
عاصم بهدوء"ماشي سلام وانا هبقى اتصل بيكى"
عدى بوجوم"وانا كمان عشان عايز افهم حاجات كتيرة"
ملاك"اوك"
أمسك مالك ملاك من يدها وجذبها قائلا"يلا بسرعة"
اتجه بها نحو السيارة وعندما اقتربوا جذيت ملاك يدها منه بسرعة وهى تقول بضيق بائن "لو سمحت أنا مبحبش الاسلوب ده فى التعامل"
مالك بتعجب"ليه هو انا عملت حاجة اصلا"
ملاك"أسلوبك فى التعامل غلط مينفعش الاسلوب ده تعاملنى بيه وانا مع حد ويا ريت تنتبه للحكاية دى بعد كده"
مالك بدهشة"انت مالك شكلك تعبانة النهاردة وبعدين ايه الجديد فى تصرفاتى ما انت عارفة انى بتصرف معاكى اكتر من أى حد أنا مش مفهمك عالنقطة دى"
ملاك بجدية"انا بكلمك عشان متكررش الاسلوب ده قدام الناس "
مالك  وهو يناولها مفاتيح السيارة"حاضر خلاص انسي وامسكى اتفضلى سوقى"
ملاك بدهشة"نعم أسوق ؟؟؟انت واعى للكلام اللى بتقوله حضرتك"
مالك باستغراب"انت اللى شكلك مش طبيعية النهاردة ايه حضرتك دى وبعدين مش ده كان طلبك انك تسوقيها بنفسك عشان عجبتك"
ملاك بصدمة"انا اللى طلبت ده بس..بس.."ثم تابعت بعد ان جمعت شتات نفسها"بص اعتبرنى بسحب طلبى او مطلبتهوش أصلا أوك"
مالك بنفاذ صبر وباصرار"اركبى واتفضلى سوقى وخلينا نخلص مش ناقصة لعب عيال دلوقتى"
ملاك بتلعثم"ب....بس ...مينفعش"
مالك "ليه "
ملاك بتلعثم"أنا...أنا ..أصص..أصلا مبعرفش أسوق"
مالك بصدمة "انت بتهزرى"
ملاك"انا بتكلم جد على فكرة فياريت لو جاى عشان توصلنى تسوق عشان توصلنى البيت بسرعة"
مالك وهو يفتح لها باب السيارة"انا اساسا مش هوديكى بيتكم دلوقتى واتفضلى عشان هوديكى مطعم وهتشكرينى عليه  بعد كده"
ملاك بجدية"بس انا عايزة اروح"
مالك بايجاز"وانا مصر"
ركبت ملاك السيارة وهى تزفر بضيق وركب هو خلف المقود ليتحرك بالسيارة وظلوا صامتين طوال الطريق ولم يرد هو ان يقطع صمتها فقد كان يشعر بغرابتها اليوم ويفكر فى السبب حتى وصل إلى وجهته المنشودة فابتسم قائلا بحماس"ها ايه رأيك"
ملاك وهى تنظر للوحة المطعم مصدومة"مطعم بيتزا انت اكيد بتهزر"
مالك عابسا"انت ليه من ساعة ما شفتى وشى وانت ماسكة فى الكلمة دى"
ملاك بجدية"أنا مش بحب البيتزا فأكيد مش جايبنى هنا صح"
مالك بصدمة"مش بتحبى الايه"
ملاك "مستغرب ليه عموما انا شايفة الافضل لو مصر نخرج نروح اى مكان نشرب فنجان قهوة وندردش شوية"
مالك بصدمة أشد"نشرب قهوة"
ملاك "هو انا كل حاجة هقولها هتتصدم"
مالك وهو يحاول السيطرة على أعصابه"وانا مصمم اعزمك على الغدا انت بقى تحبى ايه وبلاش تناقشينى كتير"
تنهدت ملاك بنفاذ صبر ثم صمتت للحظة وبعدها قالت بهدوء"ماشي ممكن مطعم اكل صينى اوناكل سوشي"
هنا زادت صدمة مالك وأوقف السيارة فجأة وتطلع لها بغرابة ثم أردف فجأة ب.....
مالك فجأة "انت مش ملاك انت مين..؟؟؟!!!"..........................................................................................................

 

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now