تعارف

604 8 0
                                    

ساد الصمت بالمكان والكل ممسك بهواتفه ليتسلى وكل بعالمه الخاص إلا مالك فقد كان شاردا بشئ مختلف تماما كان شاردا بهذه الفتاة الغريبة بجواره فعندما أتى الدور عليه لينتقل كان يتوقع أن اى فتاة سيجلس بجوارها ستكون أكثر من سعيدة بهذا لكن ما رآه كان العكس كانت لافتا نفسها التى لفتت انتباهه من قبل وكانت رافضة للنقل وبقوة ولم تنظر حتى لوجهه حتى عندما أتى ليجلس بجانبها لم تنظر له وكأنه نكرة وظلت تطلع لشاشة الهاتف والفضة بجوارها وانكمشت أكثر فى الكرسى الخاص بها وكأنها تشمئز منه وفى هذه اللحظة تأكد بالفعل من ان هذه الفتاة مختلفة عن الباقى تماما بلا ادنى شك كان فى هذه اللحظة يريد فعل اى شئ للفت انتباهها حتى تلقى عليه نظرة ولو نظرة واحدة ولكنه لم يجد اى فكرة فى هذا الوقت إلى أن وصل له رسالة على مجموعة على موقع التواصل له ولأصدقائه وكانت تقول(لازم ننتقم من المشرف ده واحنا شايفين ان الحل يبقى بأننا نعمل الازعاج اللى هو عمل كده عشان يوقفه)رد مالك (مش فاهم ازاى)رد أحد الأصدقاء(بأننا نتكلم مع البنات اللى جنبنا دى وأعتقد أن ده مصلحة لينا)كل الشباب ابتسموا عند رؤية الرسالة ما عدا مالك الذى رد (ده مستحيل مع الحجر اللى جنبى ده)ردوا (اتصرف احنا فى أزمة انا جالى شلل رباعى من الصمت ده )أجاب مالك (هحاول مع انى بالشكل ده داخل على مهمة مستحيلة)
فى هذا الوقت كانت بيرلا جالسة تلعب على الهاتف لتشغل وقتها قليلا فى هذا الملل الرهيب ولكن عقلها كان يحدثها ان تدير عينيها ولو قليلا لترى هوية هذا الصامت بجوارها ولكنها كانت ترفض هذه الأوامر رفضا باتا وتعود لتركز بهاتفها مرة أخرى إلى ان سمعت صوت رسالة على هاتف هذا الصامت واحست بأنه رد عليها فتوالت الرسائل فبدأت تشك بالأمر ولكنها حاولت طرد هذه الأفكار عن رأسها ولكن زاد شكها عندما ترك الهاتف وتنهد ثم نظر لها وهو صامت قليلا كان القلق يتغلغل بداخلها فلم تقدر على رفع رأسها له فبدأ مالك الكلام ليجذب انتباهها قائلا "اهلا"وما كان منها إلا ان صمتت وكأنها لم تسمعه فتنهد مرة أخرى ونظر أمامه وهو يعلم علم اليقين انها سمعته ولم ترغب فى الرد حتى وصلت به أفكاره انه سئ الشكل او رائحته ليست لطيفة ولهذا هى تشمئز منه ولكنه لم ييأس ونظر إليها مرة أخرى بإصرار على جذب انتباهها قائلا "اهلا"وكأنها قد أدركت انه لن يمل من التكرار فرفعت رأسها إليه ليراها عن قرب ويرى وجهها للمرة الأولى منذ ركوبها وكم كانت ملامحها عن قرب جميلة بالنسبة له فزاد هذا من شعوره بأنها تشمئز منها بينما هى استجابت لأوامر عقلها للمرة الأولى لتنظر أخيرا لمن يجلس بجانبها وتتأمل ملامحه بسرعة ليرسم مالك أكبر ابتسامة على وجهه وهو يعيد مكررا "اهلا "ثم أكمل ليلفت انتباهها أكثر "انا مالك ،مالك الشناوى "كان يظن انه عند ذكره لاسم عائلته انها ستركز معه مثل الجميع عند ذكر اسم عائلته ولكن حدث العكس فقد دورت عيناها بملل وقالت بهدوء "اهلا"وصمتت ليشعر بخيبة أمل وتوتر أكثر فهو ولأول مرة يظن انه لا يساوى شئ فلم يفيده هذه المرة مال او جمال او سلطة فهذه الفتاة لابد وأنها لا تهتم لأى شئ ولكنه أكمل بإصرار "اسمك ايه"فاجابته ببرود وهدوء شديد "وانت مالك"نظر لها بصدمة من هذا الرد المحرج له فقال بارتباك "انا مش قصدى انا كنت اقصد نتعرف مش اكتر ""لا شكرا ماليش انا فى الجو ده سورى "قالتها بهدوء ثم نظرت لهاتفها وأكملت ما تفعله فأدار وجهه بحرج وأمسك الهاتف ليجد اصدقائه جميعهم أرسلوا رسائل بإتمام المهمة بعد محاولات كثيرة استطاعوا استدراجهم بالكلام فنظر حوله ليجد انه بالفعل الجميع يتحدث وهو الصامت الوحيد وهو الذى كان يتفاخر برغبة البنات بالكلام معه تجلس بجانبه فتاة لا يقدر حتى على التحدث معها
وفى هذا الوقت كانت ديما رأت ما يحدث من بعيد  فأسرعت بإرسال رسالة تسألها عن هذا الوسيم الذى يحدثها فأجابتها الأخرى برسالة(كان عايز يتعرف وانا رفضت بأدب )أتاها رد ديما بسرعة (أدب ايه ده تحسيه عايز الأرض تنشق وتبلعه)ردت (لا بس واضح انه هو مش متعود على الأدب بتاعى فمش ذنبى)ضحكت ديما (هو انتى قصدك الأدب بتاعك ده أنا عارفاه كويس ده انتى مدب)فى هذا الوقت كان مالك يشعر بفضول شديد لهذه الرسائل فأدار رأسه بسرعة ليحاول لمح اى شئ فاستطاع لمح اسمها فقرأه بدهشة وبدون وعى"ملاك"فاستدارات له بقوة لتراه محدث بالاسم فقالت بغضب "نعم"فانتبه فورا لما فعله نظراتها المحدقة به وقال"انا كنت عايز أسألك عن حاجة بس لمحت اسمك فاتفاجئت مش اكتر انتى اسمك ملاك صح"فهمت من كلامه انه رأى الاسم وظن انه اسمها الحقيقى نعم فمن حقه أن يظن ذلك فقد كانت صفحتها باسم ملاك فهو الاسم الذى يناديها به اصدقائها لأنهم يرون أن اسمها صعب وكانت أمها قد أخبرتها واخبرتهم من قبل أنهم كانوا سيسمونها ملاك ولكن تراجعوا لرغبة أمها فى تسميتها بيرلا كانت ستصحح له لأنه ليس مقرب منها ليناديها به ولكنها شعرت به فضولى  فارادت إفساد معلوماته عنها فأجابته "ايوه اسمى ملاك عندك مانع"اجابها بسرعة "لا مش قصدى أصل انا مالك وانتى ملاك يعنى نفس الحروف و ترتيبها متشابه "أنهى كلامه بابتسامة لم تقدر على أن تمنع نفسه عن الابتسام على كلامه فاتسعت ابتسامته اكتر "على فكرة ابتسامتك حلوة"قالها بعفوية فرسمت ملامح الجدية على وجهها و قالت بجده "نعم "تكلم بسرعة "مقصدش حاجة وحشة على فكرة "سكت وتكلم مرة أخرى"بصى بقى انا من بدرى بحاول اتكلم عشان دى خطة "تسائلت بتعجب "خطة ايه"بدأ يشعر أنه اخيرا جذب انتباهها لشئ ما فأكمل" ايوه خطة الشباب عالجروب اتفقوا أنهم يقرفوا المشرف لأنه السبب فى اللى حصل فهيتعرفوا على البنات فى حدود الأدب عشان نتكلم ونعلى فى صوتنا تانى ونقرفه""خطة غريبة بس لو هتقرفه اوك "أنهت كلامها بابتسامه وظلت تنظر حولها لترى فعلا أن الجميع مندمج بالحديث ولكن بصوت  هادئ ثم أعادت نظرها للهاتف ليقول مسرعا "انتى هتبصى فى البتاع ده تانى"اجابته ببساطة"أيوة وفيها ايه"نظر لها بصدمة ليقول"احنا مش قلنا نتكلم عشان نقرفه""انا مقولتش حاجة"ردت ببرود فقال برجاء "طب لوسمحتى ينفع نتكلم"أغلقت الهاتف وقالت "نتكلم فى ايه"ابتسم وقال"يعنى فى أمل بصى انتى اسمك ايه فى كلية ايه بتدرسى ايه انتى منين ساكنة فين كده يعنى "أجابت ببساطة "أسئلتك كتير بس ماشى هجاوب انا ملاك الشافعى بدرس فى كلية الطب جامعة القاهرة انا اصلا من اسكندرية بس انتقلنا لهنا لأن بابا شغله اتنقل ساكنة فين ده بقى شئ ميخصكش أى أسئلة أخرى "أنهت كلامها وابتسمت وهى عارفة انها بتكذب بس واثقة انه مش هيكتشف لأنه اكيد هيدور على الاسم على موقع تواصل وهيلاقى الصفحة الخاصة بها والتى تحتوى على كل تلك المعلومات الكاذبة ولكن بالحقيقة كان بكلامها بعض الصدق فقالها"انتى ليه كده انا اقصد من ساعة ما ركبنا مش طايقة حد ولا طايقة تبصى فى وشى مع ان صحابك كلهم بيحسدوكى على انك قاعده جنبى"قالها بكل غرور فقالت "أنت واثق من الكلام ده"بنظرات شك رد بكل ثقة محاولا عدم التأثر بنظراتها "اكيد انتى مش شايفة نظرات الكل ناحيتى"ابتسمت وقالت "بما انك واثق كده من حقى اوضحلك اولا انت والثقة فى النفس مستحيل تكونوا مع بعض حضرتك لو واثق فى نفسك مكنش زمانك بقالك ساعة تخطط ازاى تجذب انتباه اللى قاعدة جنبك وعمال تفشل بالشكل المريع ده ولو انت فعلا واثق فى نفسك مكنش زمانك بتعرف نفسك انك مالك الشناوى عشان طبعا متوقع أن اللى جنبك تطير من الفرحة انك قاعد جنبها بس أنا لا لأنى ميهمنيش المظاهر الكدابة دى انت لو واثق من نفسك كنت عرفتنى بنفسك على انك مالك أيوة مالك وبس"كان ينظر لها بصدمة فبالرغم من انها لم تكن تنظر له حتى الا انها كانت كمن استطاعت قراءة أفكاره بينما أكملت هى"أما ثانيا بالنسبة لموضوع البنات اللى بتبص على حضرتك وبتحسدنى لدول مش موجودين ولو شفت حد شاورلى عليه عشان اعرفه"لم يشعر بنفسه إلا وهو يشير بعينيه تجاه ديما ويقول"هذه"ضحكت ثم قالت"ديما انت اكيد بتهزر هى بتحسدنى انك قاعد جنبى مستحيل بس عموما للتوضيح ديما دى البست فريند وشافتنا واحنا بنتكلم فسألتنى عن اللى بيحصل وكلامها معايا أن دل على شئ فهو يدل على انها تشعر بالشفقة ناحيتك لأنك قاعد جنبى وهى حاليا بتبصلنا كده او بمعنى أوضح هى بتبص ناحيتى انا مش ناحيتك انت ولو ركزت هتلاقى ده واضح فى عينها عشان آخر رسالة بعتها كانت أن فى خبر حصرى هقولهلها وهو مصيبة فهى متحفظة انها تسمعه وعماله تبعت رسائل وعايزانى أرد عشان كده بتبصلى بالشكل ده"أنهت كلامها مبتسمة بتكبر فأشار باتجاه فتاه أخرى "مستحيييييل انت تقصد نور هقولك هى بتبص ه عشان أنا أمرتهم قبل ما نركب بأن محدش يتكلم معاكم نهائيا عملا بحكمة من اختراعى تقول (صدر الوش الخشب عشان يلتزموا بالأدب )والكل ملتزمش بده حتى انا شخصيا عشان كده هى بتبصلى بصة (فى ايه يا قائدة)"رد بسرعة "وانتى عرفتي  ازاى ""بمجرد ما انت بتدير وشك بتبدأ هى تكلم وتشاور بصوت واطى ولو تديرت فجأة فى مرة هتشوف بنفسك "شاور على فتاة اخرى بمجرد انتهاء كلامها فقالت بذهول "عائشة انت بتحلم دى مش ممكن تبص فى وشك اصلا بس هى عايزة منى دول "أخرجت من حقيبتها كيس ملئ بالشيكولاتة"انا قلبتها فيه فى الباص وهى اكتشفت لما ركبنا هنا عشان كده تكسر التليفون من غلها"اكملت هى الكلام "اما ميرا اللى هناك دى فدى بردو مش ممكن لأنها شافت ناس أشكال وألوان فمش ممكن تبص لأى كان والباقى اللى بييص ناحية الشبابيك واللى نايم فأنت اللى فاهم غلط أما لوكنت تقصد اللى هناك دى فهى فعلا بتبص عليك وحتى أنتم لايقين على بعض اوى "كانت تتحدث وهى تشاور بعينيها تجاه فتاة فتطلع إلى من تنظر ناحيتها فوجدها فتاة سمينة وبطقم أسنان تطلع نحوه بحب"انتى بتهزرى صح"قالها بفزع فضحكت وقالت "أنت شايف بنفسك ""بصى دلوقتى انتى أول تتكلمى معايا بالصراحة دى وده عاجبنى اوى لأنك مهتمتيش لا بشكل او فلوس فأنا أتمنى لو نبقى اصحاب"قالها بعد فترة صمت"اصحاب ازاى احنا ممكن منشفش بعض تانى ده غير انى مبكلمش شباب"قالتها بجدية وصرامة فأجابها"أولا احنا منعرفش وممكن نتقابل بالصدفة ثانيا زى ما قولتلك انتى أول واحدة تكون صريحة بالشكل ده فيا ريت لوبقينا أصدقاء مش اكتر وبصراحة انتى الوحيده اللى لفتت انتباهى لما دخلت الباص حسيت انى داخل عليا واحد صاحبى لأنى انتى مش شبه الباقى "أنهى كلامه فنظرت له "ده المفروض أعتبره إهانة "أسرع بالرد "ابدا والله مقصدش "ابتسمت "وانا مش هعتبره اصلا لأنى دى الحقيقة اللى صحابى عارفينها "ابتسم "يبقى خلاص انا مالك بدرس إدارة اعمال من القاهرة لكن عايش فى لندن طول عمرى بحضر دراسات عليا "ثم مد يده لمصافحتها"أصدقاء "نظرت ليده قليلا مما أصابه بالتوتر ثم رفعت يدها لمصافحته وقالت بابتسامة "اصدقاء"..........................................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now