الفصل الثامن والعشرون

252 4 1
                                    

عندما يجتمع الماضى الاليم والحاضر البشع معا بالتأكيد لن يخلقوا سوى مستقبل مدمر غير قابل للتعديل فقدرك معروف من قبل مولدك وبالنهاية كل بأعماله وهنا فقط تكمن المشكلة.
فى شركة عائلة الشناوى:
اتجه يوسف الشناوي إلى مكتبه بعد ليلة طويلة من التفكير والارق لليلة طويلة لم ينم فيها أى من سكان القصر من عائلتها فظهورها الليلة الماضية تقريبا دمرهم نفسيا بعد أن كانوا متأكدين من موتها واكن أليست متوفية بالفعل لقد رأى جسدها ميت بلا روح فى المشرحة قبلا أثناء التعرف على الجثث لازالت تلك الحادثة تتعبه نفسيا لقد أصبح بسببها مريض من المترددين على الاطباء النفسيين ولكن أيمكن لما حدث الليلة الماضية ان يكون فرصة وبداية جديدة منحها الله له وان كانت كذلك بالتأكيد سيحرص على عدم تكرار أى شئ من الماضى ولكن أفكاره تلك لا تتوافق ابدا مع العائلة والتى تعتبر ذلك كارثة ستدمرهم جميعا ولم تهدأ تلك العاصفة الا بعد ان تأكدت من أن بيرلا جوزال ليست ملاك الشافعى....للأسف.
لقد أتى مبكرا اليوم وكل أهدافه تكمن فى تجهيز المكاتب والاستعداد لاستقبالها فى أول يوم عمل لها فى تلك الشركة ولكن أفكاره لم تنسى الليلة الماضية بكافة تفاصيلها ابدا لازال يتذكر كل شئ كأنه يحدث الان....
فلاش باك:
فى الليله الماضية:
فى الحفل بقصر بيرلا جوزال:
نايل بابتسامة"يوسف أحب أعرفك على جميلة الحفل واللى انت كنت مستنيها بيرلا..........بيرلا جوزال........!!!!!!"
"ملاااك"كانت تلك الهمسة المصدومة هى كل ماصدر منه فى تلك اللحظة وهو يتأملها بكافة تفاصيلها فإنها هى نعم فالشبه كبير جدا بينهم فقط مع اختلاف العينين فعيناها لونهما مميز وغريب مائل للزرقه بينما ملاك ذات عينان رماديتان يشعان شقاوة وحيوية وهو متأكد من ذلك فهو لم ينسى تفصيلا ولو صغيرا بها منذ سنوات كان يدور فى حلقة مفرغة فى رأسه مصدوما مما يحدث بينما كانت بيرلا تطالعه ابتسامتها الواثقة حتى سمعت همسته المصدومة فلم تهتز ابتسامتها بل قالت مندهشة وهى ترفع أحد حاجبيها"?What"
بينما استلم نايل الحوار قائلا بمزاح"هى أينعم طالعة زى الملاك النهاردة بس انا لا أسمح بالحوار ده أدامى"
بيرلا بابتسامة"اتشرفت بمعرفتك يا مستر يوسف واتمنى الشراكة دى تحقق أهدافها بالرغم انى اتضايقت فى الاول بس ده قدرنا وكل شئ بيتم ولو رغما عنا"
كان يوسف فى تلك اللحظة مشغول فى تلك اللحظة يفكر بانها احدى خيالاته كالعادة ولكنهم يرونها كما يراها بل وتحادثه أيضا فلم ينتبه للمعن الخفى لجملتها الاخيرة فشغله الشاغل الان هو تأملها وفقط غير قادرا على الحديث وهو يراقب ابتسامتها الواثقة حركات يديها أثناء الحديث وحركة عينيها فى ذات الوقت يود لو يكتشف أى شئ يؤكد له أنها هى ليحتضنها فرحا ولن يتركها ابدا ولكن كيف واخر ذرة عقل يمتلكها تخبره بأن هذا أنها ليست هى وان هذا مستحيل فهو قد خسرها للأبد بغبائه
بيرلا مقاطعة سيل أفكاره "واضح انك مش مركز معايا خالص شكلك تعبان "
اكتشف يوسف بلاهته أمامها ولكن كيف له أن يخرج من تلك الصدمة فحاول النطق بشئ فخرجت أفكاره على هيئة سؤال"ملاك... أنتى...أنتى إزاى...آآآآآ......"
قاطعته والدته التى كانت قد اقتربت واستمعت الى الحديث فحاولت إسكات ابنها عن النطق وهو بتلك الحالة فاقتربت قائلة بابتسامة"أهلا أكيد انتى انسة بيرلا انا فرحانة بإنى اتعرفت عليك أصغر business woman ومش بس كده صاحبة واحده من أكبر الامبراطوريات فى عالم الاعمال أحب اعرفك بنفسى فريده هانم الصاوى والدة يوسف وطبعا واحدة من شركائك دلوقتى اللى اتمنى تحقق نجاحات اكبر بمساعدتك"
بيرلا بابتسامة"الشرف ليا يا مدام فريدة وأوعدك انى هعمل كلى اللى مخططاله متقلقيش"
مر بعض الوقت بعدها تأكدت به فريدة من عدم حديث يوسف بأى شئ يزعجها وخصوصا بصدمته تلك التى كان يراقب بها بيرلا بكل حركاتها وحديثها مع الجميع فى مجال العمل وغيره غير قادر على إبعاد عينيه عنها يكاد يجن من فرط إفراز الادرينالين بأوردته مسيطرا على أعصابه بقوة تحمل يحسد عليها وقد حرصوا أيضا على عدم تفوه زوجة عمه بأى شئ أملا فى عدم انتباه بيرلا لما قاله فى البدايه وبالاخص بعد ظهور منير الذى نظرته المطمئنه والغير متفاجئة سهلت على والدته هضم الموضوع فبالتأكيد لديه تفسير لما يحدث الان لما كان مطمئنا بهذا الشكل بعدها بقليل ادعت والدته الارهاق والتعب وعادوا جميعا بعد التقاط بعض الصور للصحافة.
بمجرد دخولهم القصر وذهاب زوجة عمه لترتاح على ان يتناقشوا بالغد دخلوا جميعا للمكتب وبدأ الانفجار من والدته التى قالت بغضب ناظرة لمنير"إزاى ده يحصل مين البنت دى وعايزة ايه"
يوسف ببرود وقد استعاد بعضا من جمود اعصابه القديم"إزاى زى الناس ومين فعلى ما اعتقد بيرلا جوزال أما بالنسبة لعايزة ايه فهى ببساطة شريكتنا دلوقتى"
فريدة"يوسف بلاش تستفزنى دلوقتى خالص احنا حاليا فى كارثة"
يوسف بحدة"والله لولا اللى عملتوه زمان كانت مستحيل تبقى كارثة"
فريدة بصراخ"ده على أساس انك برئ من كل حاجة وبعدين لما تشوف واحدة ميتة ده مش كارثة ولا انت اتعودت على كده "
يوسف بصراخ اكبر"ايوه اتعودت بعدما خسرتها بسببكم ...بسبب العيلة دى ..خسرت انا الانسانة الوحيدة اللى حبيتها بجد"
همت فريدة بالصراخ مرة اخرى الى ان قاطعها منير قائلا بهدوء "مش هى"
فصمتت فجأة ونظرت له بنظرة غريبة يشوبها الاستنكار "نعم"
اتجه منير ليجلس ثم تابع بهدوء "مش هى ما انتى لو سمعتينى من أول ما دخلتى مكنش كل ده حصل"
كانت تلك الكلمات كما كان لها مفعول السحر على والدته لتهدئتها كانت كالخنجر المسموم الذى انغرس فى صدره بلا رحمة أو ذرة شفقة فقد كان يأمل ان تكون هى وان رؤيته لها فى المشرحة لم تكن سوى كابوس مريع فقط بالرغم من ان ظهورها وبعد تلك السنوات لم يكن ليعنى سوى الاذى لتلك العائلة بأكملها ولكن لا يهم فقد اهتم بهذا سابقا فخسرها واصبح كالزومبى الحى الميت حى الجسد ميت القلب والروح
يوسف بجمود ناظرا لمنير "عرفت الكلام ده منين"
منير ببرود ناظرا لهم"ببساطة انا كده كده كنت بجهز ملف عن حياتها كاملة عشان نعرف هنتعامل ازاى واستعجلته اكتر بعد ما مضينا العقود بسرعة وهى مكنتش موجودة وقتها وجالى النهاردة" قالها وهو يخرج ملف من حقيبة بحوزته وناوله لفريدة أمام عينى يوسف الناظر لهم بنظرات ميته جامدة ولم يحاول حتى رؤية الملف.
منير متابعا"تقدروا تقروه براحتكم بس عموما عشان تطمنوا انا هقولكم قصتها بخطوطها العريضة البنت دى من اب جذوره ايطاليه تركية زى ما قلينا قبل كده والده تركى من الباشاوات كان عايش فى مصر من ايام الملك وساب مصر واستقر هنا واتجوز واحدة ايطالية مليونيرة هى كمان ومع بعض كونوا امبراطورية كبيرة وخلفوا ولد واحد اللى هو والدها وبالنسبة ﻷمها جذورها ايطالية مصرية ﻷنها من والد مصرى مليونير ووالدتها ايطالية مليونيرةواصلا عيلتها مليانة سياسيين واقتصاديين كتير ورجال اعمال اكتر وبردوا هى الفرع الاغنى واصلا والدها والدتها ولاد خالة يعنى البنتين الايطاليات اللى افتجوزوا المصرى والتركى اخوات وطبعا زى كل القصص الولد والبنت القرايب كبروا وحبوا بعض واتجوزوا وقعدوا فترة مبيخلفوش لحد ما حملت والدتها بس هى اصلا كانت مريضة فحالتها كانت خطر وساعة الولادة حصل مضاعفات المهم اتولدت ولكن والدتها دخلت فى غيبوبة فتكفلت بيها خالتها اللى كانت ما اتجوزتش وطالت فترة الغيبوبة ووالدها فى الفترة اتعرض للتهديد بسبب شغله فبعدها عنه وبعتها مع خالتها لامريكا وعاشت هناك فى اول حياتها طبعا لغايه ما أمها فاقت وكانت مصممة تجيبها بس اولا التهديد مراحش ثانيا البنت مرضيتش ﻷن اصلا كانت اتعلقت بخالتها جامد وكانت طفلة فى الوقت ده فأمها الظروف غصبتها انها مترحلهاش غير كل فترة لحد من حوالى ست سنين او اكتر اعداء والدها عرفوا انها عايشة وعرفوا مكانها فحبوا ينتقموا منه فاتسببولها فى حادثة كان معاها فيها صاحبتها وواحد صاحبها كمان وكانت النتيجة ان الاتنين ماتوا ماعدا هى وهنا اهلها صمموا ياخدوها بس كانت هى فى الفترة دخلت فى اكتئاب حاد طلعت منه بالعافية وكملت دراستها فى ايطاليا فى احسن الجامعات هناك وهى اصلا كانت بتدرس business فى جامعة مشهورة فى اميركا وكملت فى نفس المجال ده فى روما واعتمدت على نفسها فى الشركة ورأس المال كان بسيط وبصراحة الواحد ان ذكائها وبدون مساعده من ابوها قدرت تعمل الامبراطورية دى دلوقتى يعنى تقدر تقول البنت دى اقتصاد او بنك ماشى على الارض"
يوسف"وانت جبت المعلومات دى منين على ما اعتقد دى منها معلومات خاصة"
منير"انا مش بدور بشكل عشوائى او ناس مش موثوقين هما اللى بيجيبوا المعلومات دى بعدين لازم تعرف ان بمجرد ظهورها مع ابوها لأول مرة اتنشرت معلومات كتير من دول وعموما التفاصيل كلها ادامكم تقدروا تقروها اما انا دلوقتى لازم أمشى وهقابلكم بكرة فى الشركة عشان نستقبلها ﻷنها مصممة زى ما انتم شايفين انها تبدأ شغل من بكرة فلازم نستعد ،سلام"
انصرف منير بينما نظر يوسف لوالدته التى انشغلت بالملف فى يديها فانسحب بهدوء واستيقظ مبكرا فى اليوم التالى ليستعد لمقابلتها.
عودة من الفلاش باك:
اثناء انشغاله بالتفكير بالليلة الماضية دخلت عليه مساعدته الشخصية وأخبرته بوصولها ....نعم ...قد وصلت بيرلا ومعها بالطبع سيلا ونايل مديرة مكتبها ومحاميها الخاص بالشركة والذين لم ولن تستغنى عنهم فى اي عمل جديد لها .
اتجه لها يوسف فورا وهناك وجدها بمكتبها الذى حرص على تجهيزه على أعلى مستوي من قبل مقابلتها وها هى أمامه الان بكل بهائها تقف وسط المكتب وربما لم تنتبه لدخوله كانت كالحورية شعرها مموج يتعدى خصرها والذى لم يلحظ طوله أمس ﻷنها كانت ترفعه ﻷعلى ولكنه اليوم منساب على ظهرها يظهرها كأميرة متوجة.
استدارت له عندما شعرت بوجوده وابتسمت وهنا اتاحت له تأملها حيث كانت ترتدى حلة كلاسيكية عملية وترتدى نظارات سوداء مما جعله يتأملها وهو يراها ملاك ...فقط وليست بيرلا فلون عينيها يذكره بأنها ليست هى وان الاخرى لم تعد فى عالمنا الان وهنا خلعت بيرلا نظاراتها لتذكره بالواقع وتعود به من أرض أحلامه وهى مبتسمة له وقد قطعت له تلك اللحظات التى اقتطعها من الزمن وظن انه توقف عندها وبدأت هى الحديث مبتسمة و......
بيرلا مبتسمة"واضح ان خبر وصولى وصلك بسرعة عموما المكتب تحفة"
يوسف بصدق وابتسامة"هما طبعا لازم يقولولى ﻷنى مستنى وصولك من بدرى "
عقدت بيرلا حاجبيها بينما فسر هو"أقصد يعنى عشان نعرفك عالمكان والموظفين"
بيرلا"مكنش فى داعى ﻷن نايل عارف المكان عشان الفترة اللى فاتت اللى كان بيجى فيها يتابع فاضل اد ايه وموضوع الموظفين كان مقدور عليه انا كنت...."
نايل مقاطعا"خلاص متكمليش اهو جه خلاص بص احنا بقى طالبين منك طلب"
يوسف"طلب؟اتفضلوا"
تابعت سيلا"احنا كنا عايزين نتعرف على staff اذا كان مناسب للشروط ولا لا"
يوسف"احنا مجبناش ناس جديدة بس كنا عملنا فريق مناسب ليكم هخليكم تقابلوهم "
بيرلا"شكرا بس ياريت بسرعة عشان نبدأ شغل"
يوسف"انتى متحمسة للشغل اوى كده ليه"
بيرلا"عادى"
نايل"بيرى على طول كده فى الشغل"
يوسف"بيرى؟"
بيرلا"ده الاسم اللى بينادونى بيه"
يوسف "وهل مسموح ليا بده"
بيرلا"طبعا احنا من هنا ورايح هنبقى زملاء فى الشغل "
يوسف هامسا لنفسه "زملاء ؟ايه زملاء دى بس بس ماشي صبرك عليا"
يوسف"طيب استأذنكم هروح اجهز الstaff للمقابلة"
ذهب يوسف للإعداد للمقابلة السريعة تلك والتى لا يعرف ماذا ستكون نتائجها وبعد ان تم التجهيز لها اجتمعت بهم بيرلا ومعها نايل وسيلا وانضم لهم يوسف وبعد مرور بعض الوقت انتهت المقابلة و......
يوسف ناظرا لهم"ها ايه رأيكم"
نايل"انا شايف ان بعضهم كويسين وهيناسبونا"
سيلا بتأييد"وانا رأيى من رأيك"
بيرلا برد قاطع وهى شاردة فى احدى الاقلام تلعب به بيدها" لا مش مناسبين"
نايل باستغراب"طب ليه دول حتى..."
بيرلا "ﻷنهم مش مناسبين من نقط كتيرة تجاوزتوها"
يوسف"اللى هما؟"
بيرلا"ببساطة اسلوب تفكيرهم مختلف حساهم نمطيين وأنا مش عايزة كده معدل شغلهم بالاسلوب ده مش هيبقى زى باقى الشراكات حركاتهم وتفكيرهم أبطأ حساهم جايين يهزروا ويلعبوا مش يشتغلوا البنات أوفر فى لبسهم وشكلهم ومجهودهم بيروح فى حاجات تافهة بيفكرونى بعروسة الباربى وأكيد مش دى اللى تبقى واجهة الشركة بتاعتى أنا شركاتى اللى بيشتغلوا فيها دايما شباب مجتهد بيحبوا الشغل وبس وهو اهتمامهم وبعدين فى حاجة اهم بالنسبالى ..."
يوسف يحثها على المتابعة"كملى"
بيرلا"اللغات"
يوسف "بس الانجليزى بتاعهم كويس و..."
بيرلا"مش نفس اللهجه بتاعتى وأسلوبى ﻷنى americianواتربيت هناك وفوق كل ده أنا أصلا إيطاليه وهما مش بيعرفوا يتكلموها وانا يهمنى اللى يشتغل معايا يبقى فاهمنى"
نايل"بس احنا كده كده فاهمين عربي متفرقش"
بيرلا"بالنسبالى تفرق زى ما اتعلمت عربى ومصرى كمان عشان اتعامل هنا من حقى الstaffبتاعى يتكلم لغتى ومش بس كده لغات كتير عشان العملاء من كل دول العالم فعايزاهم مع بعض يبقوا اهم لغات العالم اذا مكنش كلها وهيخضعوا لاختبار هقوم بيه بنفسي اما بالنسبة للتانيين فيتوزعوا على أقسام تانية ياريت مع الالتزام ببعض القواعد الجديدة للبسهم وأسلوب الشغل اللى أكيد هغيره"
ثم التفتت لسيلا و......
بيرلا بجدية"شوفى كل مكاتب العمل اللى نقدر نتواصل معاهم وابعتيلهم خبر بالوظائف المتوفرة والصفات والمؤهلات المطلوبة وهسجلهملك فى ورقة بالاضافة ﻹعلان فى الجرايد يتنشر بكرة بالكتير اوك"
سيلا"بس ده هياخد وقت ﻷن دى أول مرة فى مصر"
بيرلا"احنا متعودناش على الاسلوب ده وعموما  مستر يوسف هيساعدك مش كده"
يوسف وهو يتابع حديثها وقد انتبه أنها تحادثه"طبعا حالا هكون شفتلك حد يساعدك ويكون مسئول عن المواضيع دى"
بيرلا"دلوقتى كل واحد على شغله ونتقابل تانى فى البريك"
وتركتهم بعدها فى حجرة الاجتماعات ورحلت أمام عينى يوسف المندهشتين من كل تصرفاتها والتى يتركز كل اهتمامها بالعمل فقط.
بمجرد دخول بيرلا لمكتبها حتى نظرت له بنظرة شملته كله ثم اتجهت لكرسي مكتبها لتتلمسه بشرود ثم جلست عليه وهى تهمس بشرود"مين يصدق"
ثم ما لبثت أن ضحكت بخفوت هامسة"مين يصدق"
ثم أغمضت عينيها وأراحت رأسها للخلف علها تنشد القليل من الراحة...................................................................................................................
فى وقت آخر فى إحدى المجمعات السكنية الشهيرة بالقاهرة فى إحدى المنازل التى تتسم بالرقى الغارقة بالسكون والهدوء فجأة يكسر هذا السكون جرس طويل لهاتف آتيا من إحدى الغرف الخاصة بالنوم موجود على الكومود بجانب السرير.
استمر الرنين لفترة طويلة قبل أن يصمت عندما امتدت يد الفتاة النائمه على السرير لتجيب و.....
الفتاة بصوت ناعس لم يخلو من أثر النوم وهى لازالت تدفن رأسها بين الوسائد"الو....ايوة انا .....معاك ديما....ديما رضوان....!!!!!؟؟؟"..................................................................................................
قبل خمس سنوات:
حتى الان وبالرغم من أنها بالسيارة ومسافرة للقاهرة لاتزال غير مصدقة بل تظنها مزحة أو مقلب سخيف ﻷنها ما ان تمنت حتى تحققت أمنيتها وما ان فكرت فيه وللمرة الاولى حتى ظهر لها مجددا من اللامكان لاتزال تتذكر ذلك اليوم الذى أخبرتها فيه والدتها بالسفر فبعد أن خرجت مباشرة وجدت هاتفها يعلن عن وصول رسالة شديدة اللهجة منه ليخبرها أنه ينتظرها ولن يتركها ابدا بل ويهنئها على السفر ويخبرها أنها أصبحت ملكه منذ أن رآها للمرة الاولى لاتزال تتذكر اللعنات والشتائم التى نعتته بها  بسبب أسلوبه فى الحديث فهى لم ولن تكن ملكا ﻷحد ختى وان كان هذا ال(يوسف)صحيح أنها كانت تريد السفر إلا أنها لم ترد أن يفرض الامر عليها فرضا عن طريق والدها فهى لازالت تفضل مدينتها الاسكندريه عن أى مدينة أخرى ولكن ما باليد حيلة وهاهم فى طريقهم لمنزل جديد منحه البنك لوالدها ليسرع فى نقله ولا يتطلب وقتا لايجاد منزل وعلى حسب والدها فهو فى احدى المجمعات السكنية الخاصة بالبنك وهو تقريبا عبارة عن فيلا صغيرة تكفيهم وتزيد.
قطع شرودها صوت والدتها المبتسم"مالك سرحانة كده كأنك مكنش نفسك فى السفر من زمان"
ملاك بوجوم"كان نفسى نقعد هناك فترة مش نستقر أنا بحب اسكندرية وبحرها والعيشة فيها مش القاهرة خالص"
وهنا تدخل والدها قائلا"بيتنا لسه موجود لو حبينى تيجى فى أى وقت"
ملاك"انتم عارفين انى مش هسيبكم"
والدتها"خلاص دى بقى مشكلتك وبعدين كل أصحابك هناك وهتتعودى"
ملاك بوجوم"اوووووف"
أثناء تذمرها وقد وصلوا إلى مدينة القاهرة وأوشكوا على الوصول للمنزل علا رنين هاتف ملاك يعلن عن وصول رسالة نصية بالعادة هى لا تفتح تلك الرسائل ﻷنها تراها دائما عروض سخيفة لشركات المحمول ولكن الملل جعلها تفتح هاتفها لترى المرسل وكانت الصدمة ان وجدته رقم مجهول فدفعها فضولها لتفتحها وهنا كانت الصدمة عندما قرأتها و.....
ملاك لنفسها هامسة تقرأ الرسالة بصدمة"ابعدى عن ابن عيلة الشناوى أحسن عشان متتأذيش دى نصيحتى وتحذيرى الاول والاخير فى نفس الوقت ابعدى عنهم...!!!!!؟؟؟؟"....................................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now