الفصل التاسع

423 6 0
                                    

كانت ملاك تمسك هاتفها وتتصفح صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى ثم تذكرت ان عليها الاتصال بوالدتها لطمأنتها واخبارها اخر اخبارها والا غضبت عليها
ملاك لنفسها "اوووووبا انا ازاى نسيت ده اكيد زمانها لو اتكلمت هتنفجر فى وشى بس لو اتأخرت اكتر ممكن تدبحنى خالص انا هقوم اتصل دلوقتى وارتاح"
نهضت ملاك من مكانها لتبتعد عن الفتيات قليلا وتقوم بإجراء مكالمتها مع والدتها فأوقفتها عائشة لتستفسر عن مكان ذهابها
عائشة بنبرة عالية نسبيا "ملاااك"
ملاك وقد استدارت لها"انتى شايفانى اتطرشت قدامك فى ايه يا شيخة فضحتينى مصر كلها عرفت اسمى"
عائشة بلا مبالاة"عادى يعنى متكبريهاش المهم انتى مالك رايحة فين ووخدالك جنب كده "
ملاك بغيظ "رايحة اعمل مكالمة "
عائشة بفضول "مين"
ملاك "وانتى مالك انتى فضولية اوى على فكرة"
عائشة محاولة ان تستفزها "ايه حبيبك مثلا"
كانت ملاك تعلم ان صديقتها تحاول ان تستفزها لتعلم مع من ستتكلم ولكنها لم ترد منحها تلك الفرصة وارادت ان تغيظها قليلا فأجابتها بهدوء مستفز "اه عندك مانع"
صدمت عائشة من رد صديقتها فهى معتادة انها لاتتقبل هذا النوع من المزاح
قاطعت ملاك تفكيرها قائلة "انا ماشية عطلتينى يا شيخة اكتر ما متأخرة "ثم تمتمت بعدها بحنق قائلة "هتهزأ انا دلوقتى بسببك"
تركت ملاك صديقتها وتوجهت لمكان لتقوم بإجراء مكالمتها مع والدتها والتى لا تستبشر بها خيرا لم تكن منتبهة لهذا الواقف قريب منهم نسبيا وتابع ما يحدث وأزعجه حقا فكرة كونها لديها حبيب أو مخطوبة لا يعرف لما ولكن أحس بغضب شديد يعتريه لمجرد التفكير فى ان هذا الكلام حقيقى وهى بالفعل مخطوبة لذا وبدون تفكير توجه خلفها ليعرف مع من ستتحدث .
حاولت ملاك الاتصال بوالدتها عدة مرات ولكنها لا تجيب فكانت تفكر بطريقة للوصول اليها فهى ان لم تحادثها ستلقى عليها هى باللوم وهذا هو اكثر شئ هى لا تريده بالوقت الحالى حتى لا تلقى امها بالحق على ذهابها للرحلة وليس من الصعب عليها ان تأمرها بالعودة مرة اخر وإلغاء امر الرحلة وأثناء انشغالها بالتفكير طرأت ببالها فكرة وهى محادثة والدها حتى لا تتلقى اللوم استدارت بسرعة وهى تشعر بالفرحة كأنها وجدت حلا لأعظم مشاكل العالم فاصطدمت بشئ صلب لم تكن منتبهة له
فى مكان ما بالاستراحة:
ديما بصدمة "انت"
عمر بسخرية "اه انا تصورى"ثم تابع بسخرية اشد"صدفة سعيدة "
نظرت له ديما بغضب شديد وشرارات حارقة تخرج من عينيها ثم سحبت يدها من يده الذى كان ممسكا لها لمنعها من السقوط بعصبية شديدة وهى تتطلع لهذا الوقح كما اسمته منذ رأته فى الباص فقد جعلها حظها السئ بجانبه فى الباص
فلاش باك :
فى الباص عند ديما وعمر كانت ديما تلعب بهاتفها غير معيرة انتباه لما حولها حتى اخرجها من شرودها صوت رنين لهاتف فرفعت نظرها تلقائيا لترى فكان هاتف عمر فأعادت بصرها لهاتفها مجددا ولكن لم تستطع منع فضولها من الاستماع لهذا الغامض فى الهاتف
نظر عمر لهاتفه فابتسم وضغط على زر الايجاب ثم وضع الهاتف على اذنه
عمر بابتسامة "ازيك يا حبيبتى ايه لحقت اوحشك"
صدمت ديما من كلامه ونظرت بطرف عينها نحو يده بدون ان ترفع رأسها من الهاتف لتتأكد من وجود اى محبس (دبلة)ولكنها لم ترى شئ فارتسمت على ملامحها الضيق والاستنكار والاشمئزاز فكل ما كان فى تفكيرها وقتها هو ان من بجانبها هو شاب لعوب وسئ وتابعت باقى المكالمة بضيق واضح على وجهها عمر بابتسامة مشاغبة "لوكنت معاكى دلوقتى كنت وريتك نتيجة كلامك ده ايه"
كانت الدهشة تملأ وجه ديما فبالطبع اتجه عقلها لتفسير كلامه بمعنى سئ وكانت تفكر فى مما مكون هذا الوقح ألا يخجل ولو قليلا ولكن تعود لتجيب نفسها بأنهم جميعا هكذا هؤلاء الرجال وقحون وخائنون فبالطبع ماذا ستجنى من رجل وكيف للفتيات ان يقعوا فى حب امثاله ثم عادت لنفض تلك الافكار من رأسها وذكرت نفسها بأنه لا دخل لها وظلت تدعو الله فى نفسها ان ينتهى الطريق سريعا لتتخلص من الجلوس بجانب هذا الوقح لم تكن منتبهة وهى منغمسة فى افكارها ان عمر انهى المكالمة ووضع هاتفه بجيب بنطاله مرة اخرى ثم نظر الى الطريق من النافذة التى يجلس بجوارها وهى يقاوم فكرة النظر للجالسة بجواره فهو ليس غبيا حتى لا يلاحظ نظراتها الغريبة له وضيقها الواضح عليها فهى تقريبا تتأفف كل دقيقة وفى النهاية قرر ان يدير عينيه ليلمحها فقط وكانت النتيجة ان ادار رأسه كاملة لها فقد لفتت ملامحها انتباهه بشدة فقد شعر وكأنه يعرفها من قبل وكان يبدو على وجهها الضيق الشديد والتفكير العميق ويبدو انها فى مشكلة يصعب حلها وقد ظهر ذلك جليا على وجهها وانعقاد حاجبيها وعلامات الاستنكار الواضحة احست ديما فجأة مسلط بصره عليه فرفعت رأسها سريعا لعمر ووجدته محدقا بها فاغتاظت بشده ديما بغضب مكبوت ونبرة حادة "افندم فى حاجة فى وشى حضرتك"
انتبه عمر لنفسه وانه كان يتطلع بها ولابد انها تضايقت "انا اسف مقصدش بالمناسبة انا عمر"
ديما بنبرة سخرية"اه تشرفنا يا استاذ عمر "
تضايق عمر من نبرة السخرية التى تتكلم بها معه ولكنه آثر الصمت عن ان يتشاجر مع تلك الفتاة التى تبدو تريد افراغ غضبها به فنفخ بضيق ونظر امامه فسمع صوت تأففها مجددا فأخرج عمر من جيبه سلسال ذهبى وأخذ يتطلع له بصمت وابتسامة
مر عليهم بعض الوقت هكذا حتى اهتز الباص فجأة اهتزازة شديدة ادت الى سقوط السلسال من يد عمر فبحث عنه بعينيه بخوف حقيقى حتى وجده واتسعت عيناه بفزع اكبر فقد كان على كرسى ديما بجانبها فقرر ان يخبرها حتى تعطيه له فهو باﻻتأكيد لن يتركه
عمر بهدوء"يا انسة "
لم تنتبه ديما لنداء عمر فقد كانت واضعة للسماعات بأذنها اما عمر فاعتقد انها تتعمد تجاهله
عمر بنفاذ صبر "يا انسه"
تضايق عمر بشدة من تجاهلها له وقرر اخذه وليحدث مايحدث فمد يده لاخذه بينما احست ديما بجانب قدمها ففتحت عينيها على وسعهما وادارت رأسها بسرعة باتجاهه ورأت يده فأطلقت عينيها شرارات غاضبة للحظة جعلته يشعر بالخوف منها للحظة ثم استدرك نفسه فسحب يده وقد اخذ السلسال بها وقامت ديما بنزع السماعة من اذنها بعصبية ثم قالت
ديما بنبرة غاضبة ولكن بصوت منخفض"ايه اللى حضرتك بتعمله ده انا لولا انى مش عايزة اعمل مشاكل فى الباص كان هيبقى ليا تصرف تانى وكنت علمتك الادب"
اشتعل غضب عمر وقال"احترمى نفسك وانتى بتتكلمى معايا مش عشان سكتلك مرة يبقى تقلى ادبك وانا الحمدلله متربى واحسن منك "
نظرت ديما بازدراء وقالت"لا مهو واضح تربيتك عاملة ازاى غلطان وجاى تقل ادبك عليا"
اشتعلت عينا عمر وقال "انا مش غلطان انا بنادى عليكى بقالى ساعة عشان اخد السلسلة بتاعتى اللى وقعت منى وانتى مش معبرانى وانا عايزها"
ديما بغضب "ودى فين بقى"
مد عمر يده امامها وفتحها لترى السلسال ولكن عندما رأته ديما ابتسمت بسخرية
ديما بسخرية"سلسلة حريمى وبتاعتك"ثم تابعت بنبرة غاضبة"العب غيرها "
عمر وغضبه فى تزايد "انتى.."
قاطعته ديما قائلة بغضب "انت واحد كداب وقليل الادب ومش متربى وعايز اللى يربيك "
كان عمر على وشك قتلها فى تلك اللحظة ولكن انقذها من بين يديه توقف الباص وبدء الجميع بالنزول فقامت هى بسرعة ناظرة له بنفور واشمئزاز واضحين
ديما بازدراء وهى واقفة "احسنلى امشى عشان فى حاجات هنا بتكتم على نفس الواحد"
نزلت ديما بهدوء امام نظرات عمر التى ترغب بالفتك بها
ايند فلاش باك
ديما بغضب "انت بتراقبنى"
عمر باستخفاف"والله انا مش فاضى للى زى حضرتك عشان اراقبهم"
ديما بغضب"وسع من وشى كده عايزة امشى"
عمر بحدة"انا سكتلك كتير وفى بينا حساب على فكرة وانتى كده بتقليه اكتر"
ديما وهى تدفعه من كتفه لتتحرك وتقول بعدم اكتراث"تقله براحتك"
تركته ديما يقف متعجبا منها ومن تصرفاتها العدائية الغريبة معه
فى مكان اخر بالاستراحة:
اصطدمت ملاك بشئ صلب وهى تستدير وانتبهت انه شخص فقالت"اه مش تفتح"
مالك "على فكرة انتى اللى خبطى فيا"
ملاك ببلاهة"تصدق عندك حق"ثم اكملت بجدية وهى تضيق عينيها "انت اللى جابك هنا "
مالك ببساطة "عادى يعنى "
نظرت له بشك فتوتر وقال"شفتك واقفة قلت اجى اشوفك  اه صح انتى كنتى بتكلمى حد"
ملاك بهدوء "تقصد كنت هكلم حد"
مالك "عشان تطمنيه عليكى صح"
ملاك بتأكيد"اكيد عشان كده عشان مش متعودة اسافر لوحدى"
مالك وقد بدأ يشعر بحزن لا يعلم سببه "اكيد مكنش عايزك تيجى لوحدك "
ملاك "ايوه ده انا اتبهدلت لحد اما اقتنعوا"
مالك "بتحبيه صح"
ملاك باستغراب شديد من اسئلته"اه طبعا لازم احبه"
تنهد مالك بضيق وقال"تعرفوا بعض من امته"
نظرت له ببلاهة متعجبة من اسئلته وهى تعتقد انه مجنون فكيف يسألها منذ متى تعرف والدها
لاحظ مالك نظراتها المستفهمة فقال"اقصد اتعرفتوا على بعض امته اتخطبتوا امته كده يعنى "
نظرت ملاك ليديها وكأنها تتأكد منهم ثم بدأت فى نوبة ضحك هستيرى
مالك بضيق "بتضحكى ليه"
لم تجبه فقال بنفاذ صبر "فى ايه مالك"
ملاك بصوت متقطع من الضحك "اص..اصل ان ...انت"ثم عادت للضحك مرة اخرى حتى هدأت قليلا وقالت"انت عمال اسئلة بيطمن عليكى ومتضايق انك جيتى وبتحبيه وانا وانت بنتكلم عن شخصين مختلفين انا بتكلم عن بابا وحضرتك بتكلم على اساس خطيبى طب بذمتك واحدة مخطوبة هتبقى ماشية ايديها فاضية كده بقى ده ينفع ده ايه الخطوبة الفقر دى"
ضحك مالك وقال"يعنى انتى مش مخطوبة"
ملاك "انت ليه بتكلم عن الخطوبة على انها امر واقع"
مالك بمنطق"عشان ده الطبيعى لكل اللى فى سنك "
ملاك باستنكار شديد "لا طبيعى ولا حاجة وعموما يا سيدى اعتبرنى عانس "ثم تابعت بغرور شديد "انا اصلا الف واحد يتمنانى بس انا اللى رافضة الفكرة "
مالك بابتسامة "لا والله"
ملاك بضحكة وهى تدفعه بيدها "اه والله ويلا امشى بقى حضرتك عشان اعرف اكلم ابى الحبيب"
مالك"طيب بس متزئيش اشوفك بعدين"
امسكت ملاك بهاتفها واتصلت بوالدها فأجاب سريعا فطمأنته ان كل شئ بخير وليطمئن والدتها وانهت المكالمة وهى تتنهد بسعادة لانتهاء كل شئ على خير
ثم تحركت وهى مبتسمة بسعادة واتجهت لطاولتهم
وكانت ديما عائدة فى نفس الوقت ولكنها كانت عابسة بشدة فرأتهم ميرا فقالت"ايه مالكم واحده الابتسامة من هنا لهنا وواحده وشها عامل تمانية "
نظر الفتاتان لبعضهما ثم انفجروا ضاحكين حيث كانا على النقيض تماما مر الوقت سريعا واتى باص البنات بعد ان تم تصليحه وانطلق الباصان معا وبعد مرور عدة ساعات كانوا قد وصلوا لوجهتهم فى الفندق
ملاك بسعادة"اخيرا وصلنا "
عودة للوقت الحاضر :
فى مكتب بيرلا:
استيقظت من نومها على صوت هاتف المكتب يرن ولا يتوقف فتأففت وجلست تفرك عينيها بتعب وفجأة فتح الباب لتنظر بصدمة لمن دخل دون استئذان
بيرلا بصدمة شديدة "ماما"
.............................................................
فى نفس هذا الوقت فى احد ارقى احياء القاهرة فى مصر الجديدة تظهر سيدة تبدو فى الخمسينات من عمرها ولكن ملامح وجهها وشكلها لازال بحتفظ بشبابه ولا يدل على عمرها ويظهر عليها كونها احدى سيدات الطبقة الارستقراطية داخل احد افخم واجمل القصور التى قد تراها الاعين تنزل تلك السيدة على درجات هذا السلم الفخم والتى تدعى فريدة هانم هى تنادى على احدى الخادمات
فريدة بصوت عالى نسبيا"صفية يا صفية"
اتت اليها تلك الخادمة مهرولة خوفا من سيدتها الغاضبة قائلة بخوف"نعم يا هانم"
فريدة بغضب "بقالى ساعة بنادى "
صفية بخوف "انا جيت اول ما سمعت والله يا هانم "
فريدة بغضب "ده اخر تحذير ليكى وركزى بعد كده "ثم تابعت وهى حاولت التحكم بغضبها "البيه صحى ولا لسه"
صفية بخوف"لا لسه يا هانم "
فريدة بأمر"اطلعى صحيه وقوليلهم يجهزوا الفطار بسرعة اتحركى"
تحركت تلك الخادمة مهرولة وهى تدعو الله ان يأتى من يقدر على الوقوف امام تلك الجبارة التى يهابها الجميع بينما ظلت فريدة واقفة واقفة على السلم
فريدة لنفسها"انا مش ممكن اسمحله يضيع الشركة بغباؤه ده انا عملت كتير عشان تفضل واقفة على رجلها وهعمل المستحيل عشان متقعش"
ثم تابعت بثقة"عيلة الشناوى مستحيل تقع"........... .............................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now