الفصل الثامن

584 4 0
                                    

قبل خمس سنوات:
كانت ملاك مصدومة من كلام مالك بشدة ولم تنتبه لصديقاتها اللاتى ينادين عليها ومنهم ديما التى عندما لم تجد امل من ردها ذهبت إليها لتشدها من يدها بقوة لتنتبه لها اخيرا ثم قالت بنفاذ صبر "بقالى بنادى على سعادتك اتحركى خلينا نروح نقعد عشان لينا كلام كتير هنتكلم فيه"ورمقتها بنظرة ذات مغزى قبل ان تسحبها من يدها وتتجه لطاولة اصدقائهم بالكافيتريا الموجودة بالاستراحة وصلوا لهم وجلسن بجوارهن فقالت عائشة وهى تصطنع الغضب "فين الشيكولاتة بتاعتى يا ملاك"نظرت لها ملاك بوجه برئ "معرفش هى مش معاكى ولا ايه"لم تستطع عائشة منع نفسها اكثر وابتسمت"بلاش الةش ده معايا انتى الوحيدة اللى شوفتيها والوحيدة اللى شنطتى كانت معاها وفوق انا شفتك وانتى بتطلعيها من شنطتك وبتوريها للى كان قاعد جنبك ده"نظرت لها نور بسرعة "اه صح فى ايه يا قائدة"قالتها وهى تبتسم ابتسامة خبيثة لم تنتبه ملاك لهذه الابتسامة وضحكت على كلامها والذى قالته لمالك فى الباص انهم يريدون معرفة كيف لها ان تتكلم مع شاب وهى من كانت تنهاهم عن ذلك نظروا جميعا لها بنظرات شك فقالت ديما "كنت حاسة"فأجابت ميرا "عادى من حقها ان ده يحصل كلنا كده اكيد"نظرت لهم بعدم فهم "اي اللى عادى يحصل"فقالت ميرا "يا بنتى متتوتريش عادى يعنى فيها ايه ده مجرد اعجاب برئ"احست ملاك من كلامهم انهم يعتقدون انها معجبة بمالك فنفت بسرعة"مفيش حاجة من اللى فى دماغكوا دى انتم فاهمين غلط"ردت عائشة"ده كان واضح جدا من كلامكم الكتير فى الباص فمتنكريش"اجابتهم مسرعة "ده مش كده خالص ده مستحيل يحصل اصلا ان انا بالذات افكر كده وده واضح من تصرفاتى فازاى تفكروغ بالشكل ده "قالت نور "كلامك مقنع بس الرغى ده كله كان فى ايه "اجابتها "انتم كلكم اتكلمتوا على فكرة وعموما هو احنا اتكلمنا بس كلام عادى واتعرفنا على بعض وهو طلب نكون اصدقاء وانا حسيت انه بيتكلم بصدق فوافقت"قالت ديما "صداقة ايه اللى توافقى عليها مع شاب وكمان اول مرة تشوفيه"اتنهدت ملاك بعمق وقالت بهدوء وهى تفكر"والله انا نفسى مستغربة اللى عملته بس معرفش وافقت من غير تفكير فى الوقت ده وعموما تقدرى تقولى دى صداقة قصيرة احنا مش هنشوف بعض تانى اصلا حتى اعتقد فى الرحلة دى وكان زمانهم مشيوا لولا اباقتراح اللى قالوا للمشرف ده""اقتراح ايه"سألتها عائشة بشك "ما هو اللى اقترح على المشرف انهم يفضلوا قاعدين لحد ما الباص بتاعنا يتصلح"قالتها ببساطة فاستنجت عائشة وهى تزم شفتيها "ليكون معجب"نظرت لها ملاك بصدمه"معجب مين اتهدى غجنا بنتكلم عادى جدا على فكرة ومفيش حاجة من اللى فى دماغكوا للى عايزة تتفتح دى احنا اصدقاء وبس"قالت ميرا بابتسامة خبيثة "كلهم بيقولوا كده فى الاول"قالت ملاك بغضب "بطلوغ بقى الاسلوب ده والا رد فعلى مش هيعجبكم"فقالت نور"بس فى حاج...."قاطع كلامها قدوم النادل فقالت ملاك "الحمدلله واخيرا خلصت من كلامكم كنت فين يا اخى"ابتسم على كلام هذه الفتاة ولكنه قال بكل ادب واحترام"حضراتكم تؤمروا بحاجة"فقالت ديما"واحد نسكافيه لو سمحت "واضافت عائشة "وتلاته قهوة"ونظرت تجاه ملاك وقالت "وانتى؟"اجابتها ملاك "ايه الهبل اللى انام طلبتوه ده"ثم وجهت نظرها للنادل وقالت"فيه هنا حاجة تتاكل "نظر لها النادل بتعجب وقال"لا"نفخت خديها بغيظ كالاطفال فقال بسرعة وبدون تفكير وهو يتطلع للطفلة امامه "بس فيه ايس كريم "ابتسمت بسرعة وقالت "طب انا عايزة واحدة وعايزة واحده كانز"كتب طلباتها وقال "اى حاجة تانيه يا فندم"اجابته بابتسامة "لا شكرا"ذهب النادل ليجلب طلباتهم فقالت ديما "ايس كريم ابه انتى مش تعبانة من السفر وعايزة تفوقى او اى حاجة من الحاجات دى "ردت ببساطة"انا مبحبش الحاجات دى انا بحب احافظ على صحتى دول منبهات كلهم "فقالت ديما بسخرية "والكانز بقى اللى هيحافظ على صحتك"اجابتها ببساطة شديده وهى تتطلع لها ببلاهة"بس بحبه"استشاطت ديما من ردود ملاك وتكلما كثيرا ولم يكونا بان هناك من كان ينظر لهما ويكاد يخترقها بنظراته وهى ينظر بغيظ لهما فهى تتكلم مع الجميع ببساطة ومعه هو ما يقال انها تتكلم اقل من القليل
عند الشباب:
كان مالك ينظر لملاك وهو غير منتبه لما يدور حوله تماما لا يعرف لماذا ولكنه حقا من وقت رؤيته لها اول مرة وهو يريد التحدث معها وان يكونوا اصدقاء لأنه شعر بكونها مميزة عن باقى هؤلاء الفتيات الطائشات صاحبات العقل الصغير كان عمر يتحدث معهم ويتفق معهم حول ما سيطلبونه من النادل فى الوقت الذى شعر فيه بشرود مالك
عمر بهدوء "مالك"فلم يجد ردا فناداه مرة اخرى وكان الجواب نفسه وهو الصمت فذهب ناحيته وضربه فى كتفه بقوة وهو يصيح "مالك"انتبه له مالك وقال بألم "ايه يا بنى العنف بالراحة شوية وايه الصوت ده هو انا اطرش قدامك"
عمر باستهزاء"هو انت اطرش بس ده انا بقالى ساعة بنادى عليك وانت ولا هنا ايه اللى شاغلك اوى كده"
مالك متداركا للموقف"اه معلش كنت سرحان شويه ومش مركز ادينى بصتلك عايز ايه بقى"
عمر "معدش ليه لازمة خلاص ما انت مش مركز معانا من بدرى"
مالك "يا سيدى قول يعنى هتخسر حاجة لو قلت"
عمر ببساطة"عادى يعنى كنت بشوف المشاريب اللى هنطلبها "
مالك بغضب مصطنع "بقى جاى وبتضربنى عشان تسألنى اشرب ايه وكمان لسه مجاش ناحيتنا ياخد طلبنا خلاص متجبليش حاجة اصلا"
عمر باستفزاز "يعنى كنت بتفكر فى ازمة الامم المتحده عادى يعنى وعالعموم وفرت مش جايبلك حاجة"
مالك ببرود "وهو حد قالك انى مش عاوز حاجة اتنيل روح هات قهوة"
تدخل حينها احمد قائلا بفضول "سيبكم من الهبل ده بقى وبصلى كده يا استاذ مالك ايه الرغى اللى كان فى الاتوبيس ده"
مالك ببلاهة "رغى ايه"
احمد بخبث"ايه احنا هنبتديها استهبال ما الكلام واضح انت والبت اللى كانت جنبك ايه الحوار شكلك جبتها سكة"
مالك بانفعال واضح لا يعلم سببه"مسمهاش بت دى ليها اسم تتنادى بيه ثانيا دى محترمة جدا ومش من حقك تتكلم عنها بالاسلوب ده "
احمد بنبرة متريثة محاولا تهدئته"انا مش قصدى حاجة انت اللى فهمت غلط الموضوع  انك كنت بتقول انها مش معبراك وفجأة لقناكوا بتتكلموا احنا كلنا سكتنا وانتم فضلتوا تتكلموا وتضحكوا كأنكوا تعرفوا بعض من زمان وده مش محتاج كل العصبية هو انت اتضايقت كده ليه"
مالك بنفاذ صبر "لا اتضايقت ولا حاجة بس انا وهى بقينا اصدقاء ومش هسمح لحد انه يجيب سيرتها فى حاجة وحشة "
احمد بنبره لعوبة "اصدقاء بس "فلم يجد ردا من مالك سوى نظرات لوكانت تقتل لأردته قتيلا فصمت ولم يكمل والتفت لعمر قائلا "ما تنطق يا عم عمر "انتبه عمر لهم الذى كان شاردا منذ لحظات ثم نهض واقفا وقال"ماليش دعوة انا بالحوارات دى انا رايح الحمام وهشوف الطلبات واجى"ذهب عمر للحمام ولم ينتبه للاتيه امامه فى عكس الاتجاه تحاول ارتداء الساعة التى ترتديها ولا ترى امامها فاصطدما ببعضهم وكادت الفتاة ان تقع لولا ان امسكها عمر من يديها بسرعة وحال دون سقوطها فقالت هى دون ان ترفع وجهها له "ايه يا استاذ مش تفتح وانت ماشى "
فقال عمر بضيق"هى دى شكرا بتاعتك وعموما انتى المفروض تاخدى بالك مش انا"
ترفع الفتاه وجهها لتقول بغضب "انت ازاى تتكلم معايا بالاسلوب ده انت واح..." قاطع كلامها همس عمر المصدوم "انتى"لترفع عينيها لتقابل عيناه وتقول بصدمة اشد"انت"..............................................................................................................

 رحلة الحب و الانتقامWhere stories live. Discover now