الفصل السابع عشر: تريدها حرباً إذا؟

Start from the beginning
                                    

سارت نحوه حتى وقفت أمامه، لتضع يدها على خده برفق بينما تتحسسه بأناملها الرقيقة.
تتذكر كم كان صغيراً جداً عندما التقته أول مرة. كانت تنحني إليه دائماً كلما أرادت أن تفعل هذا، لكنه الآن أطول منها بكثير، لذلك كان عليها الوقوف على أطراف أصابعها من أجل الوصول إليه.
تساءلت وقتها...متى كبر وصار هكذا؟

ابتسمت بألم وقالت بعد أن سالت الدموع من عينيها: اعتني بنفسك جيداً.

فاقترب منها ديفيد أكثر ليضمها إليه برفق ويقول هامساً: أجل، أراكِ قريباً جدتي.

بعد أن بقيا هكذا لبعض الوقت، ابتعد عنها بعد أن قبّل جبينها بلطف. ليلتفت بعد ذلك إليها، إلى ايمي..

كانت قد انزوت على نفسها بعيداً عنهم، بينما تنظر إلى الأرض في شرود. فسار نحوها، ثم جلس القرفصاء أمامها حتى صار في مستوى بصرها، ليقول بلطف بعد أن وضع يده على رأسها: ايمي...انظري إلي...

رفعت بصرها نحوه بتردد...فهي لا تريد أبداً أن تضعف أمامه.

ظنت أنها استعدت لهذا، لكن الأمر كان أصعب مما تصورته بكثير...
رؤيته وهو يرحل هكذا كان مؤلماً بحق...لقد اعتادت على وجوده إلى جانبها، لذلك لا يمكنها أن تتخيل أنها ستعيش بعيدة عنه من الآن فصاعداً!

لكن مهما كان ما تشعر به، فهي لن تبكي أمامه أبداً. تدرك جيداً أنه كان متردداً جداً من البداية، لذلك فهو قد يغير رأيه إذا ما رآها تبكي...وعلى كلٍ، هي لا يمكنها أن تظهر مشاعرها أمام لوسي بطبيعة الحال.

ابتسمت بألم وقالت بصوت واهن: اعتني بنفسك...أرجو لك التوفيق.

ضمها ديفيد إلى حضنه وأخذ يربت على ظهرها في حنان...ثم همس في أذنها قائلا: ايمي، أنتِ أروع أخت في هذا العالم! لقد اكتشفت أنكِ أقوى مني بكثير. إنكِ تمدينني بالقوة كلما نظرت إليك. رؤيتك وأنت تكافحين وتضحكين بسعادة رغم كل ما واجهته، يجعلني أحتقر نفسي حقاً. لم أتعرض ولو لجزء بسيط مما تعرضتِ له، لكنني مع هذا كنت أكره حياتي أكثر مما تصورين.

ثم ابتعد عنها ونظر إليها بعطف ليقول هامساً بثقة: أنا واثق من أنكِ ستتجاوزين كل ذلك حتى لو لم أكن موجوداً إلى جانبك. ربما لم تدركي ذلك بعد، لكنكِ أقوى بكثير مما تتخيلين. لذلك عديني أنك ستظلين قوية دائماً!

دمعت عيناها بألم لما سمعت كلماته تلك. أهي قوية حقاُ كما قال؟ لم تكن واثقة من هذا أبداً!

اقتربت منه وأحاطت رقبته بيديها الصغيرتين، لتقول وهي تضمه إليها: سأشتاق إليك كثيراً.

فوضع يداً خلف ظهرها، في حين وضع الأخرى على مؤخرة رأسها مخللا أصابعه بين خصلات شعرها الأشقر، ليضمها هو الآخر ويقول بهمس: وأنا أيضاً...ايمي...

قال هذا ليقوم من مكانه ويوصيها قائلا بابتسامة هادئة: ادرسي جيداً، واستمعي إلى كلام كارل وجدتي... اتفقنا؟

Amy Horiston //the rejected girl..Where stories live. Discover now