الفصل الثالث عشر: سأحميكِ دائماً

Start from the beginning
                                    

تهللت أساريره لما وافقت على ذلك، فركض مبتعداً بلا تفكير. هو بالتأكيد لا يريد البقاء بالقرب من أولئك المتعجرفين لثانية أخرى!

لما ظل يركض في الحديقة، توقف فجأة بعد أن سمع صوت بكاء طفل بالقرب منه..

أخذ يلتفت حوله في استغراب للحظات. لكنه سار ببطء متتبعاً مصدر الصوت، حتى توقف بالقرب من البحيرة الكبيرة الموجودة في الحديقة الخلفية لقصر جده.

بالقرب من ضفة البحيرة، كانت تجلس تلك الطفلة الصغيرة بينما تضم ركبتيها إلى صدرها، وقد حشرت وجهها بين ساقيها مطلقةً العنان لشهقاتها العالية..

اقترب منها بحذر حتى وقف إلى جانبها ليسألها بتردد:هل أنت بخير؟

نظرت إليه تلك الطفلة وسط دموعها الغزيرة بألم، دون أن ترد على سؤاله..

لقد كان متأكداً من أنه يراها لأول مرة. صحيح أنه لم يحب عائلته قط، ولم يكن يعرف الكثير عنهم. لكنها بالتأكيد ليست واحدة من أبناء عمومته..

أهي ابنة أحد الضيوف الذين قدموا إلى جده؟ هذا ما سأل به نفسه في تلك اللحظة.

لكن ذلك ليس مهماً في الواقع..فمنظر تلك الطفلة الباكي كان قد أقلقه كثيراً. هي جميلة جداً بعينين زرقاوين واسعتين، وشعر كستنائي طويل..

جلس إلى جانبها ليسألها مرة أخرى باهتمام:لماذا تبكين؟ هل حدث لك شيء سيء؟

أجابت الطفلة بصوت متقطع تخللته شهقاتها الباكية:ماما قد ماتت! انا خائفة جداً من دون ماما!

نظر إليها ديفيد بحزن دون أن يعرف ما الذي يقوله. لكنه رغم هذا اقترب منها أكثر وقال بنبرة هادئة: أتعلمين؟ لقد كانت أمي تقول لي دائماً أنه مهما حدث لك من أشياء سيئة، فسوف تحدث لك الكثير من الأشياء الجيدة بالمقابل.
إن الحياة هكذا. الحزن والفرح منقسمان بالتساوي. لذلك ليس على الإنسان أن ييأس أبداً!

نظرت إليه تلك الطفلة بدهشة للحظات رغم إنها لم تفهم معنى ما قاله تماماً. لكنها خفضت رأسها وقالت بخفوت وسط دموعها: هل ستحدث  الأشياء الجيدة لي أيضاً؟

ابتسم بعطف وقال بثقة:بالتأكيد! عليك أن تكوني مؤمنة بهذا..

نظرت إليه الطفلة لبعض الوقت، لكنها مسحت دموعها فجأة وسألته بتردد:أنت..أنت لا تعرفني لذا...لماذا تقوم بمواساتي هكذا؟

استغرب سؤالها وقال بحيرة: لماذا تعتقدين أنه من الغريب أن أقوم بمساعدتك؟

خفضت الطفلة رأسها وقالت بألم: لأن الجميع هنا هكذا...لا أحد يهتم بالآخر أبداً!

تنهد بضيق مفكراً في كلامها، لكنه سألها فجأة بهدوء غريب: هل أنت أيضاً تعيشين في هذا العالم القذر؟

"هذا العالم القذر"

تلك الكلمة بدت أكبر من أن يستوعبها عقل تلك الطفلة البريئة. لقد شعرت بالفعل بالبيئة المشحونة هنا. وجوه من حولها جعلها تدرك على الفور أن لكل واحد منهم نوايا خفية كثيرة، يخفيها خلف تلك الوجوه المبتسمة بنفاق.
إذا فهو عالم قذر بالفعل! لكنها لم تجرؤ على الإجابة عن سؤاله. أهي منهم؟ هي لا تدري حقا!

Amy Horiston //the rejected girl..Where stories live. Discover now