أخيراً

132 24 17
                                    

أنت الاجمل بينهم حتى في الغياب 
بعد مرور 5 أشهر 
في المستشفى  
الطبيب : ستلد  السيدة أنفال  قريبا ، مبروك فهي حامل بتوأم .
مناف : ارجوك أيها الطبيب ، افعل كل شيئ لانقاذها حتى لو اضطررت أن تتخلى عن التوأم ، أريدها أن تعيش هي ، أنت لا تعلم ما اللذي   عايشته طوال حياتها .
الطبيب : سنفعل كل ما بوسعنا ، لكن الله هو القادر على انقاذها
مناف : و النعمة بالله ، أريد رؤيتها مجددا و كالعادة  رجاءا .
الطبيب : حسنا ، ارتدي الزي الطبي و ادخل للقائها لكن لا تطل .
دخل مناف لغرفة أنفال الباردة ، مربوطة بالأجهزة ، مسك يدها الباردة ليقبل كفها بحرارة و شوق و عتاب ، ليبدأ حديثه : كيف حالك أميرتي ، ستكونين بخير ، أعلم هذا ، فأنت محاربة و المحاربون لا يستسلمون ، بغيابك إفتقدت جزءا مني ، أنا لست أنا ، لذا عودِ إلي ، لنعيش و نكبر و نشيب معا ، سنصبح عائلة رائعة ، أقسم لك أنني سأسعدك ، سأكون سندك و حاميك ، لن أتخلى عنكِ أبدا ، لن يفرقنا سوى الموت .
بدأت الأجهزة تصدر  الاصوات ليسرع لمناداة الطبيب الذي أمر بتجهيز غرفة العمليات ، و اخراج مناف لانه قاد حان موعد الولادة .
اتصل مناف باهل انفال و اهله ليعلمه بالأمر بينما جلس هو يدعو الله كي يعيدها و يحفظها له ، بعد مجيء العائلتين أخبرت عواطف الجميع بالقصة ، ليطلب كل من نهى و لورنس المتزوجان السماح من مناف ، نعم لقد وجد كل منهما شريكه بعد أن ضاعا ، بعد مرور 3 ساعات ليخرج الطبيب و علامة الحيرة و الحزن بادية على وجهه ليقول : التوأم بصحة جيدة لكن آسف لخسارتك .
مناف: لا لا تقولها أرجوك ، لا تقولها هي لن تستطيع فعلها ، لن تذهب ، سأقتلك ان ماتت ، هوى على الارض من شدة الصدمة ، ليبدأ الصراخ اللامتناهي ...
الطبيب : تركت لك رسالة إقرأها  .
فتح مناف الرسالة بأيدي مرتجفة ليقرأ بعيون دامعة
إلى وطني
_اذ قرأت هذه الرسالة فهذا يعني أنني ذهبت إلى ربي ، منافي أسامحك رغم كل الأذى الذي حصدته بسببك ، و اعلم جيدا أنني كنت لاختارك بين الجميع ، احبك كثيرا لدرجة يعجز قلمي أن يخبرك بقدرها لانها لامتناهية ، اجمع شتاتك ، و ربي ولدينا إنهما فتى و فتاة أسميت الفتاة أوليندر لانها زهرة الأمل ، الامل الذي سيجعلك تعيش و تجرب من جديد ، أما الفتى فقررت بعد وفاتك أن اسميه  مناف لاملأ فراغك  به. ، لعله يصبح السند الذي غاب بغيابك ، لا تحزن ، و لا تغلق قلبك للحب أبدا ، أحببتك لا تخذلني .
ليغرق في أحزانه و هو ينوم أبنائه و يقول ‏رائحه المُوت لا زالت عالقة في ذاكرتي،هيبهّ العزاء،ألمُ الفقد،نظرة الشتات،أرتعاش النبضّ،أرتجاف الأيديِ،م زال خبَر وفاتك،في مسمعي،وطنين الأصَوات في اذاني،صورة وداعكَ الأخيرة،تحُرق قلبِي" اللَهم،أرحم روحَا،رحلت إليّك،وأخذت مَلاذ الدنيا معها"!!
لتربت على كتفه وهي  تقول عسى أن علمت ما كنت أعانيه في غيابك ، فذقت من نفس الكأس الذي شربت منه ، ليحتظنها و يحظيا بالسعادة
..................(النهاية)...........
اهداء
الى التي  تأخذ منا كل ما نحبه ، فنقدر بعدها قيمة ما نملك ، الى التي تدمي قلوبنا فتدمع اعيننا  : الموت .

الى التي نرمي عليها اللوم في فشلنا و دعاستنا و نريد التخلص منها : الحياة

الى العظيمات الثلاثة :
الى من علمتني حروف اللغة العربية و الى قدوتي  ، و  الى من حملتني الى هذا العالم ،

الى من كتبت لاجله 45 فصلا ، كل منها يحمل ملامحه رغم أنه لا ولن يقرأ.

الى التي دعمتني كل مرة ، و ربتت على كتفي ، الى التي همست دائما لي بأني قوية ، الى التي انهكتها صراعاتي فخلفت فيها ندوب الأمل ، الى نفسي .

الى كل من قرأ سطرا ، فأعطى رأيا ، الى كل من احترق شوقا ليرى النهاية ، اليك عزيزي القارئ
مني أنا #HMC

احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now