لن أغفر

97 21 20
                                    

لأنني اؤمن ان الغفران هو اعظم منزلة في الحب ، اوقن انه خلقت المرأة من جبل مغفرة ، كل الاشياء تستطيع غفرانها و لعلها لا تجد سوى الغفران لتقدمه ، غريزتها و جيناتها و كيانها منساب لهذا الامر لمحالة ، و لكن هذا الشيئ سيدمرها يوما ما لا محال ،
رن هاتفها معلنا وصول صوت طال غيابه
الطبيب : مرحبا ، كيف حالك ؟
انفال : انا بخير .
الطبيب : يسرني سماع هذا ، اين اختفيت كل هذه المدة
انفال : توفي زوجي و انا حامل و بعد نصف ساعة سأخضع لعملية استئصال ورم حميد في الحنجرة .
الطبيب : ماذا ؟
انفال : مثلماقلت لك ، و هناك احتمال كبير ان افقد صوتي
الطبيب : ستنهضين بخير فأنت لبؤة .
انفال اطلقت ضحكة ساخرة  : لكم اتمنى أن اسحق وجه المستمع لمكالمتنا .
الطبيب : لازلت ذكية و فطنة رغم كل مأساة
انفال : ستبقى فقط الجروح كي تزين روحي ، فتقيم معها عزاء الخلود في السماء .
لم يستطع تمالك نفسه أكثر سماعه لكلامها ، قتل كل محاولاته ، فأدمى فؤاده ، و مزق أنفاسه  و كسر كبريائه
مناف : كل هذا سيمر ، ستنجين لانه سيمضي .
انفال بدموع فرح ممزوجة بأنين حزن : لماذا عدت ؟ ، اقسم لك ان اجعلك تتمنى الموت و لن تجده ، سأحرقك في الجحيم ، سافعل بك تماما ما فعلته بي ، سانتزع روحك كما انتزعتها انت سابقا ، ستدور الارض معلنة عن موتك الحقيقي هذه المرة ، لن أسامحك أبدا .
مناف : فعلت كل شيئ لاجلك فقط.، اقسم أنني أموت هنا يوميا  ، اصبحت هاجسي ، فقط اسمعي مني ، سآتي قريبا ، ساشفى ، و ستشفين ، و نربي ابننا معا ، فقط سامحيني .
انفال : اسامحك ، بعد ماذا ؟ ، بعد أن سحقتني ، جعلتني جثة هامدة ، كدت أن أفقد عقلي ، جزء مني يخبرني أنك حي لانني لم أمت بعد ، و جزء مني يخبرني أنك مت ، لانني أحتضر فعلا ، انت فقط أفقدتني ايماني ، لو لم أعلم اني حامل لكنت انتحرت فعلا ، رغم كونك اكثر شخص أحببته الا انك اكثر شخص اذاني ، لقد آلمتني حد الجحيم ، لذلك لا ترجع الى هنا ابدا .
مناف : ستغفرين لي يوما ، انا متأكد من هذا ، أنت تحبينني ، و انا كذلك .
انفال : لازلت لا تعرفني ابداً ، لست أنا من أتنازل لأجل شخص دمر كبريائي ، و أسال دموعي التي احتجزتها لسنين ، أنا لم و لن أغفر لك ما حييت ، و اذ كان على ابننا ، أتعهد لك بشرفي ، انك ستحلم برؤية وجهه ، القدر يسخر مني و انت كذلك تفعل ، لذا لا تحلم أن أسامحك .
أغلقت انفال الخط ، و هي في صدمة ، كان موته تمثيلية لعينة ، هو هناك يمرح و انا اداوي انكساراتي التي تزيد هشاشة بمرور الايام ، لا أصدق كنت أعلم ان تلك الرائحة ليست رائحته لكنه كيف فعلها ، انت الذي لم اتوقع يوما أن يقسى علي  ،ملجأي عند فقدي الامل ، يفقدني الحياة .
الممرضة : حان الان موعد العميلة
انفال : حسنا
دخلت انفال غرفة العمليات ، التي سيتم فيها تخدير فقط الجمجمة ، لتفادي اي ضرر على الجنين ، قبل ثوان من بدأ العملية ، ربتت انفال على بطنها بخفة و هي تحدث جنينها : كان والدك يخدعنا حبيبي  ، هو لم يمت ، سيصبح لديك أب ، لا تكن مثله ارجوك ، لا تتخل في وسط الطريق ، سنتغلب على عثرة أخرى بطلي .
اعطت انفال الاشارة للممرضة كي تبدأ بتخديرها...
في مكان آخر
المجهول : سنجعلها تتألم قليلا ، ثم سنقتلها
نهى : الولادة هي ثاني أشد الم بعد الحرق حيا .
المجهول : حسنا ، لترى ابنها المعتوه ثم فلتمت
نهى : انا اكرهها لاجل مناف ، انت لما تكرهها ؟
المجهول : ......


‏“لقد قضيت عمري أخبر نفسي أني أبالغ، أو أنني أكثر حساسية من الطبيعي.. لكن الأمر ولا مرةً كان كذلك! كان فعلاً مؤذي وجارح جدًا ومخيّب.. ورداتُ فعلي واحساسي لا يبالغ، وإن الوحيدة التي تبالغ هي هذه الحياة التي تُسقط المرء كلما هم بالنهوض”

احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now