قرر مصيري

52 34 2
                                    

تركني نجم الدين اتخبط في دوامة جارفة من الخواطر الممزقة ، مسكتني من كتفي ، و قلت انفال اريد التحدث اليك
لم ارد ان اتكلم معه ، كل ما اردته في تلك اللحظة ان ابقى وحيدة ، استدرت لك حيث وجهي كان مقابل  وجهك
مناف : كيف الحال
(اردتها ان تقول انها بخير ، انها جيدة ، اردت ان ارى مدى صلابة انفالي )
انفال : الحمد لله ‏
(من الصعب جداً ان تتحكم في ملامح وجهك لتبين عكس ما تشعر به
- إظهار اللامبالاه في شدة الرغبه أو الغيره
- إظهار القوه في شدة الخوف
- إظهار عدم التأثر في شدة الإنكسار !
و كل هذا تعلمته في حياتي المنهكة و المرهقة)
مناف : سترجعين الى ارض الوطن
انفال : نعم ، و ربما اكمل دراستي هناك ، و الان ساذهب طائرتي بعد ساعتين
مناف و دون مقدمات : ساتزوج
انفال : يسعدني انك ستكمل حياتك ، و اتمنى لك الافضل ،
مناف (دائما كانت ردود افعالك مختلفة الى متى ستقاومين مشاعرك )
استرسلت :   انا ماضي بالنسبة لك ، اتركني و عش حياتك ، لقد عانيت كثيرا بسببك و عانيت انت بسببي .
مشيا في اتجاهين مختلفين و كل منهما يقول
انفال( تحب ان تجرحني ، و لكن اقسم لك انني لن اتركك تفعل )
مناف ( تحبين ان تهيني بكلامك ، و لكن اقسم لكي انني لن اتركك تفعلين )
رجعنا الى محطتنا الاولى و هي بيتي ، حضنتني امي  ، و طلبت من الخدم تجهيز غرفتي ، صعدت الى ثكنتي ، لطالما كانت الوكر الذي يحميني من الاعداء ، يحميني من ذاتي ، جلست على السرير ، و تمددت  كنت منهكة ، حزينة ، متعبة و فجأة
غفوت دون سابق انذار ، كنت اريد ان اكتب في رماديتي و لكن اجمل الاحاسيس تلك التي لم تبتكر الحروف لها كلمات لتقرأ
عند مناف
ذهبت الى بيتي و هناك اخبرتني امي انها ستخطب لي وداد ، انصدمت و رفضت و استغرب الجميع من ردة فعلي حتى انا
صعدت الى غرفتي ، و جلست اخمن وداد كانت حلم الطفولة و المراهقة كنت احب وداد ، لدرجة كان يرى الجميع ذلك ، لكنني لن اتزوج بها ، لانني لا استطيع حتى بناء حوار معها ، احبك انت ، احب تفاعلك ، احب عشقك للتفاصيل الصغيرة و ملاحظتها ، في ثمانية اشهر اصبحت الدم الذي يدور بعروقي ، احب كونك تفهمين مشاكلي قبل ان اطرحها ، تعرفين احتياجاتي  ، اتعلمين لما احببتك لتلك الدرجة لان رغم اختلافك عني فانت تكملينني ، سيعتقد الجميع ان رفضي للزواج جاء من نقطة انها مطلقة ، فليعتقدوا ذلك ، فزواجها من شخص كماجد لتغيضني يدل على حجم تفاهتها 
صعدت امي لغرفتي ، و بدأت تمارس على ضغوطها المعهودة ، حتى امي تستغل كوني احبها عكسك تماما ، رددت بكل حزم و ثقة
مناف : امي ،  لن اتزوج
الام : لا ، كرهتك في الحريم ، الله ياخذها بنت الحرام ،
مناف : لا تدع عليها
الام : اذا انت لم ترد ان اغضب عليك ليوم الدين ، تزوج وداد
مناف : ساتزوجها ، لكن دون عرس
الام : الف الف مبروك تستاهل يا حبيبي
مناف : انا متعب اريد ان انام
الام : طبعا ، تصبح على خير
مناف ( لما تفعلون هكذا معي ، لما تصرون على قتلي ، لما انت عنيدة و قوية و متجبرة يا انفال ، لما انا ضعيف و مهزوم و مجبر يا انفال ، تساعدين الجميع  ، و لما لاتساعديني انا يا أنفال ، لما تبدين بعيدة جدا)
في الصباح
عند انفال
نهضت بصعوبة بالغة من فراشي ، استحممت و غيرت ملابسي ، طلبت قهوتي السوداء كالعادة ، و جلست على شرفتي ، جلست افكر بما سيحل بي ،
واقعة انا في المنتصف ، كم موجع هذا  ، شيئ يلمس القلب و لا تصله الايادي  ، لا اعرف طريقا للامام ، لا اعرف حتى كيفية اشعال عود ثقاب ، لا اعلم من منا  الناس يريد اضاءة الطريق لي و من يريد حرقي
عند مناف
قمت توضأت و جلست و ناديت دون قصد انفال اين .. ، امسكت فمي كان سقط منه شيئا من دون قصدي ، تسبقينني دائما للصلاة يا انفال ، و ترددين قولك الشهير(ساسبقك بدرجة في الجنة ) ، صليت 
لبست ملابسي و ذهبت الى العمل دون لقاء امي

احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now