وجع ٌ

62 24 4
                                    

رغبت كثيرا ان تكون طفولتي جامحة ، او حتى مراهقتي جامحة ، لكن لطالما كنت هادئة ، هادئة انا كثقب اسود بلع الشمس  ، كنت اعاني من وحدة فظيعة في صغري ، كنت أجلس دائما في مكان بعيد عن كل أقراني ، لم أكن لا مرغوبة او حتى محبوبة ، و من نعومة اظافري إعتدت على الألم ، ألم النبذ القاتل .
تزورني ذكرياتنا كثيرا ، لعلها اصبحت مؤنستي في وحشة فقدك ، لا تبارحني ثانية ، علمتني ان أكثر اللحظات السعيدة ، تصبح بمرور الوقت ، أداة لجلد المرء .
انا مغرومة بالرسائل أحبها و اكتبها بصورة لاطبيعية و لاعقلانية ، و أنت لطالما سخرت من هذه العادة ، حينما كنت اعاتبك على تأخرك عن الرجوع للمنزل ، كتبت لك
"كانت تعض ابهامها حيرة ، كانت تشب و تنطفئ غيرة ، كانت تموت و تحتضر و كانت ابدا ما تنتظر غيره"
اذكر ان اسبوعا كاملا و انت تحاول مرضاتي ، كنت قد سامحتك فعلا ، فقلب كقلبي لا يعرف سوى المسامحة ، لكنه يجيد العتاب ...
في ارض الوطن
اجتمعت انفال مع اهلها على طاولة الطعام ، كان الجميع
مندهشا ، اما هي فبدأت تأكل في هدوء تام ، ما أن انهت طعامها حتى بدأت تتحدث
انفال : كما تعلمون جميعا أنا مصابة بالسرطان و كذلك انا حبلى ، اتصلت بالطبيب و أخبرني بالوضع ، و بناءا على ذلك قررت  ان أقوم بالعملية و سأتحمل مسؤلية نفسي  و طفلي ، ارجو ان يحترم الجميع قراري .
احترم الجميع القرار و لم يرغب احد منهم ان يجادلها ، لأنهم  يعرفون عنادها .
قامت و توجهت   لغرفتها  فسمعت رنة هاتفها فرأت الاسم نهى
انفال : مرحبا نهى
نهى : اهلا نونو كيف حالك ؟
انفال : الحمد لله مشتاقةلكِ .
نهى : لذا أنا أبشركِ انني سآتي غدا .
انفال : مفاجئة سارة أنا بانتظارك و في جعبتي خبر .
نهى : حسنا نونو سأركب الآن الى اللقاء
انفال : الى اللقاء لا تنسيّ مهاتفتي .
نهى ( فلتسامحني يا ابي لن أفعل شيئا لانقاذك ، سأهرب بعيدا عن الجميع )

ايطاليا
الطبيب : لن أسمح برحيلك الآن
المريض : لكنني لا اريدك لا انت و لا علاجك ، لا اريد شيئا من الحياة التي حرمتني اعز شيئ .
الطبيب : لقد قطعت نصف الشوط ، جسمك يتقبل العلاج ، اعلم انه مؤلم حد اللعنة ، لكنك قوي .
المريض : أنت لا تعلم ما الذي أخوضه ، يعز على المرء ان يفقد الشغف ، شغفه للأشياء التي كان يدفع من عمره ثمنا لاجلها .
الطبيب : قد لا أعلمه ، لكنني أقدرك على المحاربة ، بقي القليل القليل .
المريض : إنني اعاني من الأرق و الكوابيس
الطبيب : سأحقنك بمهدأ ، لتنام و تسترخي جيدا
المريض حسنا ..
لطالما كنت تقول لي حينما احزن ،خاصة  بعدما فقدت قطتي أن : ‏" الحزن ضيف ثقيل الظل .. لكنك لن تستطيع منعه من زيارتك ..
تحدث معه .. تعلم منه .. لكن لا تسمح له بالمبيت "
انا لم اتعلم من أي شيئ كان فقدها موجعا ، لكنه لم يساوي وجعي منك و بك شيئا ، لعله في ءلك الوقت كنت أنت من يواسيني ، لكنني الآن فاقدة للداعم ، موت كسر كل مافي ، فتت قوتي الى اشلاء لا استطيع لمها ، كنت أقسى خسارة على الاطلاق ، أحيانا أحس انك لم تحببني قط و لو حتى قليلا ، اؤمن ان الحب يبنى على الاهتمام لا محالة ، و لكن و منذ عرفت تغيرت نظارياتي و معتقداتي و كل الأشياء التي آمنت بها ، لعلي ضربتها عرض الحائط بقصد او دون قصد مني ، فالانسان الواقع بالحب هو انسان يعيش في حالة من اللاوعي او اللادراك  الكبيرين ، قرأت ذات يوم أن الواقع في الحب سعيد ، لكن ما الذي جنيته من حب لك غير الكثير و الكثير من الوجع ...
يتبع


احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now