حسنا !

67 26 8
                                    

لورنس : انفال سنقوم بدفنه بعد قليل الا تودين توديعه .
انفال : لا اريد فعل ذلك ، كيف ساستطيع توديعه  .
لورنس : تماسكِ يا أختي .
احتضنت وسادتها ، و انسكبت دموعها من جديد مكررة مسلسل الالم ، فما لبثت الا قامت و ذهبت الى المقبرة ، كان قلبها يُحتضر و هي ترى نعشه ثم كفنه و اخيرا قبره ، حين غادر كل الناس اقتربت
لعند قبر مناف مسحت انفال بيدها على تلك اللوحة و قالت : أنت تحبني ، اذا  لماذا تخلق لي اجنحة و تبترها ؟ لماذا كل هذا التناقض ، لقد كنت تبثني عشقا ، حبا و املا ، كنت طوق نجاتي و سفينتي كنت وطني ، وطني الذي يحتويني بآثامي ، لو تعلم كم تمنيت ان احضنك و اعانقك بشدة  في آخر لقاء لي معك ، عناقا يكفيني لكل هذه الحياة الخالية منك  ، اريد ان اشكي لك منك ، من بعدك و جفائك ، من هواني عليك .
سقطت على قبره و هي تردد : لقد خارت قواي يا مناف ، لقد اصبحت حياتي دونك جحيما ، أكان الامر سهلا لهذه الدرجة
لدرجة انك قمت بذبحي ، رغم هذا الا أنني مشتاقة لككثيرا ، لا اعلم لما ؟ ، لكنني مرتبطة بك بطريقة عجيبة تنخر عقلي و تربك قلبي ، عرفت انني مصابة بالسرطان ، لطالما كنت انت دائي و دوائي ، سرطان تعلقي بك يخنقني اكثر مما يفعل سرطان حنجرتي ، بكل القوة التي احببتك بها ، صرت امقتك و امقت نفسي بدرجة اكبر ، كل ما افعله هو شتم مشاعري البلهاء التي رغم كرهها لك متمسكة بك ، ماذا سأفعل كي انساك ،؟ سأخبرك امرا ، سأصبح أُما ، لابن كتب عليه ان يولد يتيم الأب ، و ربما يتيم الام ايضا ، كيف ستصبح حياته ؟
رجعت الى منزلها ، توضأت و صلت و دعت ان يفرج الله كربها ، فأحست بتشنج رهيب في حنجرتها ، شربت مسكنا دون ماء و اتصلت بطبيبها
انفال : مساء الخير ، سيد باسل كيف حالك ؟
الطبيب : مساء النور ، بخير
انفال : آسفة لازعاجك بهذا الوقت
الطبيب : لا مشكلة ، انت دائما على الرحب و السعة
انفال : اريد منك ان تشرح لي حالتي بالتفصيل .
الطبيب : انت مصابة بسرطان يمكن علاجه بالكيمياوي ، و لكن هناك خطر اجهاضك للطفل .
انفال : الا يوجد حل آخر
الطبيب : يمكن ان نقوم باجراء عملية جراحية لاستئصال الورم و لكن هناك خطر بفقدانك لصوتك ، ربما شهر او حتى سنة او ربما للابد  ، اتخذِ قرارا باقرب وقت .
انفال : حسنا شكرا لك
اقفلت انفال الخط ، و ربتت على بطنها ما رأيك صغيري ؟ ، يريدون مني قتلك ، لم يعلموا أنني لا احتمل الخسارة مرتين .

في مكان آخر
الطبيب : ستتعالج خلال ثلاثة اشهر بالأكثر
المريض : لكنها مدة طويلة ، فانا لن اصبر كل هذه المدة ، فارتباطاتي لا تسمح
الطبيب : صدقني بعد كل معاناتك ، ثلاثة اشهر ليست فترة طويلة
المريض : شكرا جزيلا
الطبيب : لا تشركني ، اشكر من كسرت قلبها .
المريض : سأفعل

في مكان آخر
نهى : لا استطيع فعل هذا .
المجهول : لديك خيارين اما والدكِ او الفتاة
نهى : حسنا ، متى موعد المهمة
المجهول : قريبا
اختفى المجهول في السراب ، و ملامح نهى متجمدة من الصدمة .

"‏وكل فترة يمرّ فيها الإنسان ربي يرزقه مع الأيام القوة والقدرة على تجاوز كل العقبات ، كل فترة الإنسان يتغير ويكبر ويتحمل مسؤوليات أكثر !

" لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها "
الإنسان قادر على تحقيق كل هدف يبنيه إذا هو متوكل على الله ومحسن الظن فيه سبحانه ويسعى بكل مافيه من قوة وحبّ🌿

احببتك لا تخذلني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن