تخاذل

61 32 3
                                    

كلما اردت الكتابة تغتال مني الكلمات
أتعلم  ، نحن لا نعلم مصيرنا

لا نعلم اين نذهب ، نحو اليمين او نحو الشمال ،

أيكون مصيرنا جنة ام نار ،
ماذا لو كان في قلب النعيم جحيم
و في قلب الجحيم نعيم !
أيعقل  ان تكون كل معتقداتنا خطأ !
_هناك اسئلة كثيرة تحوم داخل نفسي ، أيعقل ان تكون  ، لا لا مستحيل ، انا خرقاء ، أهي اختي ام انا اختها ، إكتشفت اخيرا ما كان يعنيه والد نهى بكلامه ، و لكن ان كان لنهى توأمتين
السؤال الاول : اين هما ؟
السؤال الثاني : لما لا تعلم نهى شيئا عنهما ؟
السؤال الثلاث : لما انا في قلب الاعاصير دائما ، متى سأرتاح ....

بدأت الرؤية تتضح قليلا ، رأسي يؤلمني كالجحيم ، اسمع اصواتا بداخل اذني ، احمد الله على استيقاظي اخيرا ، و لكن مهلا ، مهلا لما انا هكذا ...

استيقظت اخيرا ، و يا ليتني لم استيقظ ابدا ، اتمنى لو كنت مت قبل هذا ،
انا مناف الضابط الباسل في المخابرات المركزية ، اصبح فجأة عالة
انا الذي لم يهزني ريح و لم يسقطني رشاش ،
اصبح عاجزا ، تائها ....
عند انفال
نهى سأذهب لمناف قليلا ، هناك سارتاح و افكر قليلا ..
آه لو يعلم انه حتى في قربه اشتاق اليه
اشتاق اليه
الى لمسه
و الى همسه
              لدفئه
               و حضنه
                     و غمازاته
                          و وجوده
                               و كيانه
                                 و بروده
                                  و حواره
                                   ببساطة انا اشتاقه 
دخلت غرفته فوجدته نائما ، كانت فرحتي اشد من ان  تعبر عنها كلمات ، و اقوى من ان يحتملها قلبي ،  كان ينام بسلام ، لم يكن هناك اي جهاز يحيط به ، كلما اقتربت منه خطوة بدأ قلبي ينقبض ، بدا وجهه شاحب بارد ، كأن كسر بداخله شيئ عميق لا يأبى الاصلاح !
لمست وجهه بخفة ، و كأنني ارى حلما بعيد المنال ، لا اريد الاستيقاظ منه حتى ، لطالما كان نوم منافي خفيفا حتى كنت اناديه احيانا بالمنبه ، و كنت عكسه ، كان نومي عميقا لدرجة لو ضربني احدهم على وجهي ما استيقظت ، حتى كان يلقبني  ب  الاكولا
فتح مناف عينيه بخفة ، تخبرني مقلتاه انه يحب وجدي  كرغبته برحيلي الأن ، لم يكن يعلم  بان هذه المرة جئت و لن ارحل ، حتى لو طلب مني تركه لن افعل ، يا ترى لما تغيرت لهذه الدرجة ، يا ترى لما اصبحت سهلة الخدش ، استدار مناف بوجهه عني ، و لكنني قمت للجهة المقابلة له ، و ناظرته بعيني ، نظرة كادت ان تخرقه ، فتفصل رأسه عن جسده .
انفال : الهذه الدرجة تمقتني يا مناف
مناف : انفال ارحميني ، اذهبي ، اتركيني ، اعتقيني ،
انفال : سأذهب بشرط .
اومأ مناف برأسه لها ان تكمل حديثها
انفال بلهجة عتاب  : اخبرني لما كل هذا الجفاء القاتل , كدت ان اموت في غيابك ، كدت ان أجن حقا ، كنت امقت كل شيئ ، صارت حياتي بقعة من الظلام ، انا التي تبيع نفسها لاجلك ، تريد خروجي ليس من الغرفة فقط بل من حياتك ايضا .
سالت الدموع الحارة على وجه مناف ، فكانت تترك اثارها على وجهه ،  كانت ترسم على وجنتيه خيوط المرارة و الالم ، تعلم جيدا ان مناف لا يتألم الى عندما يتألم بشكل فظيع لا يطاق ، نزلت دموعها مع دموعه ، كان مناف يشهق حزنا و الما ، يشهق اياما و قدرا ، يشهق حنينا و غضبا ، لم تتمالك انفال نفسها عندما رأته ، لعلها لا تستطيع على أوجاعه ، رؤية رجلها منكسر ، يقتلها .
احتضنته بكل ما اؤتيت بقوة ، لعله يفرغ كبته فوقها ، تناست في تلك اللحظة كل مبادئها و قيمها ، حتى حرمة لمسها له ، بدا لها جسم مناف ثقيلا لدرجة تكسرت اضلاعها ،
من هول فهمها لما يجري ، قرصت رجله فلم يرفعها ، حينها صدمت انفال ، كككيييفف أ أ صببححت مشلولا ...
لما أصبحت ايها المنفى اقسى من الوطن !

احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now