حقائق

86 24 15
                                    

الكل يسألك كيف حالك ؟
حسنا انا بخير  هل يعنيك ذلك حقا ؟
فلنفترض انني لست بخير  ماذا ستفعل حين اخبرك بالحقيقة ؟
ماذا لو اخبرتك  بانني حزين و وحيد أيضا هل ستقتطع  ضلعا من سعادتك  تهديه  لصدري الضائق ؟
ام ستترك كل من هو خلفك لتخنق وحدتي  بحضورك ؟
دعنا نقول الحقيقة  دعنا نتجرد من  مثالية  و مبادئ القدماء  انت تسأل  مجرد سؤال اعتدت عليه لا اكثر  و الحقيقة  ان كنت بخير  فهذا لا يهمك ايضا ، لاني عندما لا اكون بخير ، فأنت لن تفعل شيئا  لاجلي .

وصلت نهى الى بيت انفال ، فاستقبلتها انفال بشوق كبير  ،
نهى : اشتقت لك نونو ، كيف حالك ؟
انفال : اتنفس
نهى : كان صعبا
انفال : لدرجة تخنق الانفاس ، يشبه الاحتراق في خضم الليل .
نهى : ستنسين .
انفال : لا استطيع .
نهى : لما ؟
انفال : لانه جزء مني ، و ترك في احشاء جزءا آخرا ، لقد مثل لي العالم اجمع  ، لأنه متغلغل في عروقي و انتهى الامر ، انه لمن الصعب ان اشفى منه .
نهى : لكنه خذلكِ
انفال : لكنني احبه ، و لم يعلمني الحب سوى المغفرة
نهى : تتحدثين و كأنه حي
انفال : هو حي لأنه لم يمت ولا يوم بداخلي ، انه حي من خلالي .
نهى : ستتعذبين كثيرا يا انفال .
انفال : راضية انا بقدر الله
نهى : حسنا اريد ان ارتاح قليلا .
انفال ؛ اصعدي الى الاعلى اول رواق على اليسار ، تجدين باب وردي هي غرفتك .
نهى : شكرا نونو .
انفال : العفو ، سأخرج للتنزه قليلا .

نهى ( اتمنى ان تغفري لي ايضا ، لانني مجبورة )
ذهبت انفال لمنزلهما ، لاحضار ملابس طفولة مناف ، تدخل البيت الخالي من اي انفاس ، البيت الذي سوف تكمل فيه عدتها ، لا تطيق هذه الفكرة ، لأن في كل زاوية منه توجد ذكرياته ، ستنتقل اليوم اليه ، و هي مدركة ان الامر سيكون قاتلا ، لكنها ستصبر لاجلها و لاجل جنينها ، احضرت قلما و كتبت عند بوابة المنزل .
الى نفسي
_هذه ليست النهاية ، لا تنكسرِ ارجوكِ ، ستربحين ، اعدكِ بذلك ، ستسعدين في نسيانك ، ستتجاوزين .
_اقسم لكِ انكِ  ستنتصرين على كل شيئ
_ محتاجة لشخص يدفعها ، يبث الاطمئنان في صدرها ، وحدة كبيرة تحيط بها ، لكنها في قرارة نفسها متأكدة أن الله معها ، و هذا يريحها و لو قليلا .
في ايطاليا
_تشرق شمس مايو الحارة ، لعل حرارتها منخفضة مقارنة بحرارة شوق المريض لوطنه و اهله و بدرجة كبيرة حبيبته ، لانه وعد نفسه عند شفائه  ، انه سيرتمي عند رجليها طالبا المغفرة ، و هو متأكد انها ستسامحه حتى بعد كل العذاب التي ذاقته من اجله .
الطبيب : جسمك يتجاوب جيدا مع العلاج ، ستشفى قريبا
المريض : أستشفى مني ؟
الطبيب : ممكن
المريض : اريد سماع صوتها .
الطبيب : سأتصل بها و سإجعلك تسمع حديثنا
المريض : ارجوك الآن ، تحدث معها
الطبيب : اصبر قليلا ، بعد خروجي من العملية سأتحدث إليها .
المريض : كيف سأستطيع الصبر كل هذه المدة .
الطبيب : انظر لصورها و اقرأ رسائلها ، ستهون المدة .
المريض : أاحببت يوما ما .
الطبيب : احببت زميلتي المتزوجة .
المريض : مزاحك ثقيل
الطبيب : ارتح قليلا ، ثم اذهب للمسبح .
المريض : حسنا ، الى اللقاء

في ارض الوطن
المجهول : ستقتلينها
نهى : حسنا ، لكن بشرط
المجهول : لا يمكنك وضع شروط
نهى : يمكن ، فهو ليس ابي الحقيقي ، و بموته سأتحصل على الثروة
المجهول : انا اخيرك إما رقبتكِ او رقبتها
نهى : لكنها حامل
المجهول : لهذا سممت زوجها و أدخلته غرفة الانعاش ثم قتلته .
نهى : فعلت لاقتلها حية ، لانها أخذته مني
المجهول : لم تكن تعرفكِ حتى .
نهى : فليكن ، حتى انت لست أحسن مني .
المجهول : سنخلد قصة الحب في التاريخ
نهى : فلنحترق في الجحيم جميعا

احببتك لا تخذلني Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang