الى اين ؟

62 27 2
                                    

اتعلم امرا ، مشكلة البشر انهم في اول معترك لهم يختارون الفرار .
الطبيب : انها تمر بمرحلة صعبة جدا ، وبعد اجراء التحاليل سنعرف حالتها الصحية ، اعطيتها منوما سيدوم لساعتين فقط حتى اعود
لورنس (اخ انفال): شكرا جزيلا لك ، سأوصلك
الطبيب ': العفو واجبي ، تعازي الحارة مرة أخرى .
جاء كل قريب و بعيد ، كل من يعرف العائلة ، و كل اصدقاء مناف الذين   بعضهم احب مغادرته كما مقتها كثيرون ، هكذا هو مسلسل الحياة دائما تجد فيه قطبين  .
،بدأت انفال تستيقظ شيئا فشيئ ، الم كبير يحيط بها ، لا تعلم ماذا ستفعل ، ضائعة  كثيرا ، تتأمل الفراغ ليس الفراغ المقابل لها ، بل فراغ وجدانها ، لقد كُسر مجدفاها اللذان كان في كل مرة يوصلانها للشاطئ ، لكنها الان قابعة في المحيط .  حتى النوم لم يثقل جفونها الدامعة ، لم ترتح حتى بعد نومها ، للأسف لم يعد النوم راحة ابدا .
بدأت بالنهوض  بصعوبة بالغة و هي تمسك الأغراض لتتكأ عليها ، الم كبير في بطنها و حنجرتها ، دخلت للحمام و استحممت بماء بارد و هاهي الذكريات تزورها من جديد ،
مناف : انفال قلت لك مئة مرة ، لا تأخذِ حماما بارد ، ستمرضين ثم ستموتين و سأتزوج بامرأة جميلة و أُنجب فتاة و سأسميها انفال .
انفال بضحكة ملأت البيت : هه لكن لا تنس ان تضع معهم الزهور على قبري .
مناف بعصبية ' اغربِ عن وجهي ، اقسم انني سأجن من ورائك .
اوقفت الماء و هي تردد : ستنسينه مع مرور للزمن لا شيئ يستمر .
رن هاتفها ففتحته
الطبيب : السلام عليكم
انفال : و عليكم السلام
الطبيب : كيف اصبحت ؟
انفال : اتنفس و الحمد لله
الطبيب : احمل لك خبريين احداهما سار و الآخر محزن
انفال : تكلم حضرة الطبيب ، اقسم ان بعد موته لم يعد قلبي يؤلم .
الطبيب : اعانك الله ، اولا انت حامل و لكن مصابة بسرطان حنجرة ، ابق قوية لاجل طفلك رجاءا .
اغلقت انفال الهاتف و هي مصابة بذهول شديد ، لا تعلم ماذا ستفعل ؟ ، وقع عليها كل شيئ فجأة ،فربتت على بطنها و هي تتكلم مع صغيرها : لن اسامح هذه الايام الثقيلة على اطفائها للضوء الذي كان بداخلي و لا على سرقتها للشغف العظيم الذي كان يسكن بقلبي و استبدالها له ببرود ساحق ، اعدك جنيني .
و استرسلت ؛ سنواجه السرطان معا ، اليس كذلك بني ؟، انت ستكون شجاعا تماما كأمك ، ستكون رجلا وفيا و صامدا ، ستكون بطلي  ، و طاقتي ، اعدك سأنجبك حتى لو فقدت روحي ، سأعطيك الحياة حبيبي  ، اريد ان افرح بوجودك كثيرا ، لكن القدر يمنعني ، لقد حُطم بداخلي شيئ ما لم استطع اصلاح و لم اجرؤ قط على ذلك .
نهضت و هي تردد في قلبها ( و اصبر لحكم ربك فانك بأعينينا ) ، لبست ملابس حدادها و نزلت على الدرج بخطوات متثاقلة تحمل كل معاني التحطم و الانكسار ، جلست على الكنبة و لبث الجميع يعزيها في وفاة الفقيد ، لانه لم يكن هناك اي شخص متماسك عداها و عائلتها ، اما اخوات مناف فيصرخن و ينحبن فقدانه ، خسارتهم ثقيلة و هولهم عظيم ، لقد فقدوا جميعا ركن من اركان ارتكازهم ،
جاءت والدة انفال بعد ان سمعت الخبر من الطبيب
_عواطف : لقد كبرتِ يا ابنتي و ستنجيبين لنا حفيدا
_انفال : لم اكبر يا امي !
_"كاذب هو جسدي و تاريخ ميلادي ، كاذبة هي ملامحي و ثوب احلامي ، لم اكبر مازلت بذلك الضعف ، انا بحاجة للاتكاء فوق كتفتك و البكاء "
عواطف : توقفِ عن فعل هذا ، انت ستصبحين اما ، اتعلمين ما معنى كونك ام ؟ ، اي انك  ستكونين وطنا ،  وطنا يحوي داخله كل مايتمناه صغيره ، اعلم ان في غيابه صعب ان تربيه ، لكن لا تجعليه يتيما و انت على قيد الحياة .
تركتها والدتها تتخبط بين افكارها ،

احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now