اسنكمل

62 27 3
                                    

اتمنى كثيرا ان انام و لا اصحو ابدا ، ان ينتهي هذا الالم الذي يعتصر فؤادي ، انني اتآكل ، شيئ داخلي ينهشني شيئا فشيئ. يساهم في تدميري ذاتي ، انام و استيقظ و انا اعاني منه ، لم يعد النوم علاجا كافيا لأوجاعنا ، لا اعلم كيف ساتخلص منه فعلا ، و اريد ان اتعايش معه حتما ، لكنني عاجزة عن ايقاف توغله في اعماقي و قبوعه فيها ، احتاج فعلا لأحد كي ينجدني من هذه الدوامة ، و اعلم ان ذلك الشخص ليس سوى انا ، احتاج ان يعانقني احدهم و يسمح لي بالبكاء على صدره دون توبيخي، ان احكي له مشاكلي دون ان يقاطعني ، ان اخبره بخرابي دون ان يشمت بي ، محتاج لصديق لا يفعل شيئ سوى ان يفهمني كما انا ، يتقبلني بكل عيوبي .

انفال : انه الخوف
جيانيلجو : توقعت انك ستقولين الحب
انفال : حسب قاموسك فان الحب هو الخوف ، فنحن نخاف على من نحب فقط .
جيانيلجو : حسنا ، وافقت ارسلي لي اوراقه الطبية انا بانتظاركما غدا في نابولي
انفال : شكرا جزيلا سيدي ، سنراك غدا
اغلقت انفال الهاتف مع تسلل غبطة الى قلبها ، اسينجح هذا الامر ؟ ، اسيقبل بالعلاج مناف ، لكن سأحاول . 
احضرت له انفال الفطور ، و تناولته معه ، خرجا للحديقة ، و جلسا يتأملان جمال الطبيعة الساحرة
انفال : مناف  اريد ان اتحدث معك في موضوع مهم ، لكن الاهم هو ان لا تتحدث حتى انهي كلامي
اومئ مناف برأسه كي تباشر حديثها
انفال ( ساعدني يا الله) : لقد تحدثت مع جراح اعصاب شهير في ايطاليا  ، و اخبرني انه سيعالجك ان اردت فعلا ذلك
مناف : تكلمنا سابقا في هذا ، و اخبرتك انني لا اريد العلاج
انفال : اطلب اي شيئ سافعله ، لكن لا ترفض العلاج ، حاول على الاقل ، لاجل نفسك ، لاجل استعادت حياتك .
مناف : قومي بارجاعي الى غرفتي حالا ،  قد ضاقت انفاسي
انفال : لكن فكر في الموضوع
مناف : سافكر  لكنني لن اعدك بالقبول .
انفال : ضع جميع الاحتمالات داخا رأسك ثم اتخذ القرار و تأكد انه مهما كانت وجهة نظرك سادعمها و احترمها
نادى مناف من الممرض ادخاله ، بينما جلست انفال على احد تلك الطاولات

الا يعلم ان بتفكيره يسرق مني بدل الثوان عمر ، ارجو ان يقبل هذه المرة ، ارجو حقا ذلك

انفال : اه لقد نسي معطفعه
فجأة دخلت انفال لترى مناف ...
اتعلم معنى ان تحضر بكل اندفاعك
ان تحب بكل اجزاءك ، ان تصدق كل ما يقال لك ، ان و بسب طيبتك فان الجميع يستغلك ، اتعلم معنى ان تشعر في كل مرة بالخذلان ، و لا يخذلك سواك ، تقف عاجزا لتتذكر كل مامرت به ، اتعلم معنى ان اذناك سقوطك المدوي ،
جررت نفسي و نمت على السرير ، موجودة انا الآن في غرفتي ، ملامحي ساكنة و واضحة ، داخلي مهزوم ، غير مستقر , اصبحت غرفتي بمثابة أمي الحنونة ، تتحمل ثقلي ، تحمي ضعفي ، تخبئني عن هذا العالم  الضيق ، شددت على وسادتي ، رغبت لكنني و للاسف لم استطع البكاء
اتعلم ما يؤلمني اكثر من غرق البسكويتة في القهوة ؟  غرق البسكويتة الاخرى الموكل لها عمل الانقاذ
سحقا ، لقدر رسم داخلي اوجاعا لا تمحيها سنين.

احببتك لا تخذلني Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang