فرجت

64 34 2
                                    

اشرت لجوري ان تذهب ، ودعت آدم ، و اسرعت في المشي كنت ورائي ، لان عطرك كان في الارجاء ، اتذكر ادق تفاصيلك ، التقيت  في الفناء  جوري ، و اخبرتها بحديثنا ، و قلت لها انهما سيتزوجان في سلطنة عمان ، و لكن قبل ذلك ذهبنا الى المول ، و اشترينا لها فستان عرس سكري بسيط ، و عقد بسيط ، و بعض اكسسوارات الشعر ، و لكن كانت تاكل هم ، الحجز و طمأنتها انني حجزت الى عمان ، و كانت مرة تضحك و اخرى تبكي ، ذهبنا الى المطار و انتظرنا قدوم آدم و الفتيات ...
في مكان آخر
آدم ( لا اعرف شعوري في هذه اللحظة ، هارب من سخط ابي ، فرح للقاء زوجتي ، احتضنت اختي و مسحت على شعرها و قبلت جبينها ، كان قلبي يتمزق ، قلت لها ساخذ نادرة و مريم لمدينة الملاهي ، فحضرتهما ، لم ارد ان اكذب عليها و لكن انا مرغم )
كتبت رسالة
الى ابي
اعتذر منك كثيرا، لم اكن الولد الذي يساندك ، رغم انك افنيت عمرك لاجلي ، لم تتزوج بعد وفاة امي ، انت دائما كنت وفيا لذكرها، اتذكر يوم وفاتها كنت اجلس على الدرج ، و كنت ابكي و انت حضنتني ، و قلت ناديني ماما ان شئت، احبك و اخشى هيبتك و تسلطك افهم شعورك ، اعلم انك تحمل همي في رأسك طوال عمرك ، لكن حاول ان تفهم وضعي ، ساعيش مع المراة التي احبها اخطات عند حرمانها من بناتها و ساصحح خطئي ، ارجوك يا ابي لا تغضب مني ، و لا تبحث عني 
من ابنك آدم
احيانا يعيدك شخص بعيد عنك الى الطريق الصحيح ، يريك العالم بصورة اوضح ، ممتن انا لكي يا صديقة جوري و يا مناف
لم تستطع جوري السيطرة على نفسها عند رؤية بناتها ، فبدل ان تجري بدأت تقفز للقائهن
جوري( الامومة شيئ عظيم ينعم الله به لك ، لم تحملني ساقي الى بناتي ، سميتها نادرة لانها جميلة و واثقة  و كانت رغم انها ابنتها الا انها كانت موطني ، سميت نصفها الثاني احلام ، لانها الرقة و العزة و لانها مثلت امنيتي )
حضنت جوري بناتها و بدات الفتيات بالبكاء و في خضم كل هذا كنت اراك ، كنت جالسا تشاهد كل مايجري ، تمنيت ان تكون في مكان آدم ، كما تمنيت ان اكون انا في مكان جوري
اعتذر آدم من جوري ، و وعدها انه سيتخلى عن جبنه لاجلها ، وهي سامحته ، لعلها لم تجد شيئا تفعله سوى ان تسامحه ، التضحية ما بين الطرفين هي التي تضمن استمرارية العلاقة ،
ركبنا  الطائرة ، جلست وحدي ، و جلست العائلة مع بعضها ، دائما انا اشاهد السعادة ، ولكن لما لم اعشها ابدا
اتصلت قبل ان نقلع بأبي ، طلبت منه ان يحجز لنا فندقا في عمان ، و يجهز للحفلة و لا يخبر احدا ، و ان يحضر ليكون الوصي الشرعي لجوري ، اخبرته بكل الحقيقة مع التحفظ على بعض الاشياء ،
وصلنا للفندق و ارسلت له طقما رماديا ، البست الفتاتين فساتينا صفراء و مشطت لهما شعرهما ، كانتا كالملائكة ، لبست جوري فستانها ، و تركت خصلات شعرها ، ووضعت لها اكسسوارات انيقة ، اما انا نظرت لنفسي في المرآة ، انا ارى انعكاسا لشخص آخر في المرأة ، لا اعرفه لبست فستانا ابيضا بسيط طويل ، اكمامه مطرزة و وضعت عقدا مكتوب عليه اسمي ، دخل ابي و قد اغرورقت عينه ، مات اهل جوري و هي في عمر الثلاثة رباها ابي كانها ابنته يعاتبها بنظرتها ، و يحظنها بكلماته
الاب( ابنتيا تتعذبان و انا منصرف عنهما ، لم اسال عن حالهما ، صغيرتيا تتألمان )
الاب : ماشاء الله ، من العروس ؟
انفال : احلام و نادرة
ضحكت جوري و حضنت ابي ، في صغري كنت اغار من التواصل بين جوري و ابي كان يحضنها هي ، و يلعب معها هي ، حتى في مراهقتها ، اهتم بها هي ، لم اكن اساوي شيئا امام حبه لها ،
جوري : آسفة ، والله آسفة ، لقد آخطئت و انا اطلب منك مسامحتي
الاب : مسامحك دنيا و آخرة ، انت سامحيني عن تقصيري معك
جوري : حفيداتك
الاب : و الله قمر ,  مثل امهم بالضبط
اهدا ابي جوري عقدا من الماس و اهدى بناتها كذلك ، فيما لم يهديني شيئا
في مجتمعنا العربي كونك عزباء افضل بكثير من كونك مطلقة
انهينا التجهيزات ، جاء كاتب العدل و نزلت جوري و حلوياتها ، ابي كان شاهد جوري و انت كنت شاهد آدم ، تيقنت من انك ستأتي ، بهيبة الاسود ، لما تحب ذلك اللون كثيرا يا مناف ، لما انت متعلق به ،
صافحك ابي بحرارة و كانه يريد قتلك ، ملامحك متغيرة ، و عيناك ذابلة ، كنت روحا دون جسد ، و انا كذلك
انهينا العرس على خير ، شكرتني و قبلتني جوري كثيرا و وعدتني انه لو رزقت بتوأم ستسميهما ، انفال و مناف ، اول مرة احس التجانس في لفظ اسمينا مرتبطان انا و انت اكثر مما نتوقع 
ودعنا الزوجين و حجز لهما ابي قاربا ، و ذهبا ، جلست على الشاطئ ، و كنت اتأمل ابداع الله في الكون ، سيفرجها الله ، املي به كبير
سمعت خطوات شخص ، اقترب شيئا فشيئا و جلس بجانبي ، تكلم بصوته التي لا يمكن ان انساه
ابي : انفال ، سنذهب الى البيت
انفال : لن اعود
ابي : انفال ، تطلقت و لم نقل شيئا ، سافرت دون علمنا و سكتنا ، و لكن ماذا سيقول المجتمع عنا ؟ ، بنت وحيدة و قليلة ادب ،
انفال : ان كان كل مايربطني بكم هو الاسم ، فتبرى مني ، اذ انت قلت انني قليلة ادب  ، فلا يهمني رأي الناس
جائني كف حار صادم ، لم اضرب في حياتي ، و لكن بسببك ضربت ، فقدت ثقة والدي ، حتى جوري التي تزوجت دون خبر ، لم توبخ مثلي ، في المدرسة كانت الفتيات تشاغب و انا ادفع الثمن ، طوال عمري و انا ادفع ثمن ما لم اقم به ، انا عالقة لا احب و لا اكره انا فقط اتنفس

احببتك لا تخذلني Where stories live. Discover now