هكذا

65 34 3
                                    

حياتنا لا تظهر بأدق تفاصيلها  امام احد
هناك اشياء بداخلنا غير قابلة للاطلاع..

اخبرت امي انني ساذهب للتسوق قليلا ، و هي لم تمانع , اوصلني السائق، ولكن دقائق قليلة و غبت عن الوعي..
عند مناف
كنت في سيارتي، و كان قلبي ينقبض تارة و ينبسط تارة اخرى ، كان يؤلمني بشدة ، كنت اتنفس بصعوبة بالغة ،   بدأت اذكر الله ليخفف عني المي،   حين وصلتني رسالة من رقم مجهول كانت رسالة غربية لانها كانت عبارة عن ارقام
84433999 5536627 633
بقيت حائرا من تلك الرسالة ماذا تعنيه ، وصلت للوكالة و دخلت مكتبي ، و بدأت ابحث عن ذلك الرقم الذي وصلتني منه الرسالة ، بحثت مطولا عنه و لكن لم اجده ، فاستنتجت انه محمي دوليا ، لذا لا يمكن لا تعقبه و لا معرفة مالكه ، اتصل بي زوج عمتي ابو وداد ، فهمت من جل حديثه انه يريد مني المهر ، كان شخصا طماعا ، تزوج من عمتي لاجل مالها ، و ورثت عنه بناته نفس الصفة ، لكن لا يقلق لن اعطيه دولارا واحدا ، ليس لانني بخيل ، بل لانني لا اريد زواج مصلحته ابدا
...ً
ان عينايا تتغمضان و تتفتحان ، جسمي كله يرعش ، برودة قاسية طغت على اطرافي ، كنت اردد في قلبي
وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)
سمعت اصوات تهامس اظن انها لثلاثة رجال ،
ماذا يريدون مني ؟ ، يجب ان اخلص نفسي ، ماذا يحدث معي ؟
في صندوق السيارة الضيق بدات التمس الارجاء بدون اثارة جلبة ، وجدت  شيئا صغيرا ، فيه عدة ازرار ، اعتقد انه جهاز تحكم عن البعد ، او انه هاتف ، ليسوا اغبياء لوضع جهاز تحكم في صندوق سيارة
...
عند الرجال
مايكل : لقد تورطنا
جيبرن : ماذا دهاك يا ابله
سترونز : سنتخلص منها ، نضعها في مستودع ما ، مع الفئران ، و ستموت
مايكل : سيحاسبنا السيد
جيبرن : لكن كيف اخطئنا ؟
سترونز : فاتنا شيئ ما ، لم نخطئ ابدا ، انا اعرف وجهها
مايكل : الم يرى واحد منكم هاتفي
جيبرن : لابد انك وضعته في مكان ما
مايكل : سابحث عنه لاحقا ، عندما نتخلص من المصيبة التي في الصندوق
....
لقد بدا ينفذ الاكسجين ، انني بالتقريب احتضر ، لا اريد ان اموت ميتة باردة ، اكون فيها وحدي ،
قضيت حياتي وحيدة و سارجع الى ربي وحيدة ، لم اقاوم ، لما اقاوم ، ليس لي اي سبب لكي اعود الى الحياة ، سواك انت ، لذا كتبت رسالة باناملي ،  و ارسلتها الى رقمك كنت احفظه كاسمي تماما...
..
مايكل :  سترونز ضع تلك الحشرة في المستودع و اتركها
سترونز : حسنا
حمل سترونز انفال و وضعها في المستودع.
كان مستودع كبير ، يبدو كوكر  للاعمال الغير القانونية ، فيه دماء و فئران كان مرعبا بحق لو رأت انفال بعينيها لاغمي عليها به فئران و صراصير ، كان مزبلة حقيرة ، اغلق عليها المستودع و تركها تصارع مصيرها ، مربوطة اليدين و العينين ...
الاب : اين انفال
الام : ذهبت للتسوق
الاب : لما لم تذهبي معها
الام : قلت انها معكرة المزاج ، ساتركها تريح نفسها قليلا ، اوصلنا ابنتنا الى طريق مسدودة يا نجم الدين
الاب : قسوتي من محبتي لها يا عواطف ، عندما ترجع ساخبرها انني سجلت لها في الجامعة قسم طب ستفرح كثيرا
الام : ان شاء الله
اخبرت صديقي سعد بالرسالة ، سعد ( يعمل في فريق التحريات مع مناف ، و صديقه من نعومة اظافره ، و يعتبره مناف اخاه ، و صندوق اسراره ، عمره 26 سنة متزوج من سنتين ، و هو ابيض طويل )
و بحث سعد عن نوعية الهاتف التي ارسلت له منها الرسالة و علم انه من طراز قديم و من الصعب الحصول عليه حاليا ، زادت حيرة مناف ، و اتصل بانفال حوالي 80 مرة  و لم تجب ، لقد وقع معها خطب ما ...
‏‎: ليت الذي بيني وبينك عامرٌ ، وبيني وبين العالمين خرابُ..

صليت لله و طلبت ان افكر مثل تفكيريك ، و لم استطع ، استجمعت جرأتي و ذهبت الى منزلك سألت عنك ، و اخبرتهم انكي لست بخير ، حتى جاء السائق و اخبرنا بانه تلقى الضرب على رأسه ، شك والدك فيكي ، لانه خائف عليكي ،  افهم شعوره ، ففكرة انكي هربتي ، اهون من فكرة انك خطفتي ,
طلبت ان ادخل غرفتك ، رفضوا و خرجت ، كنت مضطربا ، عابسا ، خائفا ، مشردا ، كنت كعالم فقد فكرته ، او طبيب فقد مريضه ، اتصلت بي والدتك و قالت انه بعد تحرك والدك ان ادخل ، كانت تلك الدقائق ، كسنوات من الانتظار المرهق القاتل
انتظار الام لابنها المهاجر  القابع في وسط المحيط ،
هرولت الى غرفتكي ،  دخلتها فكانت تفتقد جزءا منك ، تمددت على سريرك و اخرجت الرسالة و قرأتها و تمعنت في تفاصيلها اذ هي كانت ..(الفصل القادم )

يا ليت الذي بيني و بينك باب يطرق!

احببتك لا تخذلني حيث تعيش القصص. اكتشف الآن