القسم 30

159 9 0
                                    

كلمت الصحافي واتفقنا على موعد للقاء في تلك الليلة وذهبت وحدي دون إخبار شين مي. طلبت منه مساعدتي بعد أن شرحت له الظروف التي أمر بها وسألني كيف بإمكانه مساعدتي فقلت: في البداية أريدك أن تنشر سلسلة من المقالات التي تتحدث عن وضعنا في فلسطين وحالة الأسرى وها هي كل التقارير وتسجيلات المقابلات مع الأطباء والفحوصات الطبية من ضمنها التي أجريتها هنا لعينة من دم أخي وتسجيل مع الطبيب ويمكنك زيارته لأخذ معلومات أكثر وقد أعطيته الإذن ليتحدث معك في الأمر عندما تذهب إليه.

فقال: حسناً سأفعل، هل من شيء آخر؟

فترددت في البداية ثم قلت: بحكم عملك وبحثك عن الأخبار فلا بد بأنك تعرف أشخاصاً من العصابات والمهربين وما إلى ذلك، أليس كذلك؟

تردد في البداية ثم قال: نعم أعرف البعض، ولكن لماذا تسألين؟

فقلت: أريدهم أن يهربوا لي بعض الأشياء التي لا يمكنني أخذها معي، وسأدفع لهم ما يريدونه.

فقال: اسمعيني جيداً، أنت فتاة صادقة وأثق بك، ولكن التعامل مع هؤلاء أمر خطير، فهم لا يفهمون سوى لغة المال والسلاح.

فقلت له: وهذا ما أريده، دعني أتواصل مع شخص موثوق يمكنه مساعدتي في الأمر.

فأومأ برأسه موافقاً عندما رأى إصراري على الأمر. في طريق عودتي لبيت شين مي اتصلت بي أمي تسألني عما حدث، فأخبرتها بما قاله الطبيب في المختبر وانهارت باكية وبكيت معها. لا أدري كيف أواسيها وأي أمل أقوله لها.

أنهيت المكالمة وعزمت على تنفيذ ما قد خططت له وبالفعل في اليوم التالي ذهبت مع الصحافي للقاء أحدهم وأخبرته بكل الظروف التي ستواجههم وسألته إن كانوا يستطيعون تهريب ما طلبته وإيصاله إلى هناك في فلسطين، فنظر لي باستخفاف وقال: يمكننا تهريب أي شي ولأي مكان، ولكن في هذا البلد الوضع صعب إلا أنه ليس مستحيلًا، لذلك ستدفعين أكثر.

فقلت له: سأدفع نصف المبلغ في البداية والنصف الآخر بعد التسليم.

في البداية رفض وطال النقاش بيننا، ولكنني كنت صارمة معه وتمكنت من إقناعه بما أريد. عندما أتذكر ذلك اليوم لا أدري من أين أتتني الجرأة لفعل ذلك. لم أكن أشعر بأدنى ذرة من الخوف فكل ما كنت أفكر فيه هو الانتقام لأخي أوس.

عدت إلى بيت شين مي وبالطبع لم أخبرها أين كنت عندما سألتني وكنت أكتفي بقول إنني كنت أتمشى هنا وهناك وهي تتعجب من فعلي هذا في البرد القارص وسط الثلوج.

في المساء كنت أجهز حقيبتي لأسافر، فأتت شين مي وطلبت مني أن نخرج قليلاً ونتناول العشاء في الخارج ووافقت بسبب إلحاحها وهناك في المطعم تفاجأت بكيم شين ينتظرنا وكنت قد طلبت من شين مي ألا تخبر أحداً بقدومي، فنظرت لها بغضب وقلت: أنت من دبر الأمر. ألم أطلب منك عدم إخباره؟ لم فعلت هذا؟

حلم لم يكتمل  🇵🇸Where stories live. Discover now