القسم 8

257 19 0
                                    

انتهى الأمر وقبلت أمي بقراءة الفاتحة فقط، وطلب عمرو من أمي رؤيتي للتحدث معي ولم أقبل الخروج حتى أنه حاول الاتصال بي بعد مغادرته ولم أجب على مكالماته. هدأت العاصفة ولم تعد أمي تضغط عليَّ، بل حتى أنها كانت تتجنب الحديث معي سوى للضرورة، ولكنها كانت تراقبني كلما أردت الخروج من البيت. كنت أعلم أن الكثير من الأشياء كانت تدور في ذهنها بسبب كلامي، ولكنني لم أقل هذا إلا لتتركني وشأني.

مضت الأيام وحان الوقت لأسافر وأمي لا زالت منزعجة مني، ولكنها ودعتني بحب رغم ذلك وقالت: اعتني بنفسك واتصلي بي كل يوم. لا تقومي بأي تصرف غبي فهناك ما يكفيني من الهموم.

فأجبتها: حسناً، لا تقلقي.

وصلت إلى كوريا واستقبلتني شين مي في المطار، واطمأنت عليَّ، وأخبرتها بما حدث بعد وصولنا إلى الشقة. شعرت بالإحباط من أجلي وقالت: هذا محزن، ولكن يا إيمان فكري بالأمر مجدداً، فسكوته على كل ما قلته وفعلته أليس دليلاً على أنه يحبك كثيراً؟!

فأجبتها: لا، لا أعتقد أن تصرفه نابع من الحب. هناك شيء آخر لا أدري ما هو، ولكنني سأعرفه قريباً. هذه الفترة سأراقبه جيداً، سأنتظر أي خطأ يرتكبه لكي أتخلص منه وتكون حجة لي أمام أمي.

فقالت شين مي: حسناً كما تريدين، أخبريني إن احتجت مساعدتي. آه صحيح، لقد بدأت الفرقة جولتها في دول جنوب شرق آسيا، لذا لن تريهم لفترة من الوقت، ولكنهم كانوا دائماً يسألون عنك كلما سنحت لهم الفرصة.

فقلت لها: آه فهمت، كنت أرغب برؤيتهم، فقد اشتقت لأولئك المجانين وتصرفاتهم اللطيفة.

ذهبت في اليوم التالي للعمل ووجدته في استقبالي ومعه باقة ورود، تباً إنها نقطة ضعفي لا يمكنني رفضها أو رميها بعيداً، فأخذتها ببرود وأيضاً كنت أخشى أن يشتكي لأمي، فأردت أن أبدأ فترة هدنة إلى أن أجد سبباً مقنعاً لأمي يخلصني منه.

مضت أيام وهو يحاول دعوتي للغداء أو العشاء وأنا أتهرب بحجة العمل، وبالكاد نشرب شيئاً في الشركة ونتحدث قليلاً، حتى تكون هذه الدقائق حجتي أمام أمي بأنني أعطيه فرصة للتعرف عليه أكثر.

عاد أعضاء الفرقة من جولتهم مساء وذهبوا إلى مكان سكنهم، وفي اليوم التالي وجدت غالبيتهم في الشركة، فألقيت التحية وفرحوا برؤيتي مجدداً وأنا بدوري هنأتهم على جولتهم الرائعة، فقد تابعت بعض حفلاتهم وبقيت على اتصال بمدير أعمالهم للاطمئنان عليهم. بعد لحظات قال جوني بمرح: آنسة إيمان، لقد وعدتنا بأن نذهب في رحلة إن نجحنا، فمتى سنذهب؟

فعلت أصواتهم جميعاً يتساءلون عن موعد هذه الرحلة وإلى أين، فابتسمت وقلت لهم: سنذهب بالطبع فقد وعدتكم. سأبحث عن مكان مناسب لنمضي فيه وقتاً ممتعاً، وسنذهب في عطلة نهاية الأسبوع، ما رأيكم؟

حلم لم يكتمل  🇵🇸Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon