القسم 5

314 21 2
                                    

كانت الأيام تمضي ونظرات المدير الغاضبة نحوي لا تفارقه كلما التقينا مصادفة في أحد أركان الوكالة، ولم تتوقف محاولات التعطيل والتأخير والمشكلات الأخرى في التسجيل وغيره، ولكنني كنت دائماً أجد حلاً لها وكنت أعلم أنه وراء الأمر حتى يجعلني أفشل بمهمتي، ورغم علمي بكل ما يقوم به إلا أنني لم أواجهه، بل كان يكفيني أن أبتسم بثقة أمامه وأقول له أن كل شيء على ما يرام كلما سألني كيف تسير الأمور، فسؤاله هذا يعني مشكلة جديدة ومع الوقت بدأت أتوقع خطوته القادمة وأستعد لحلها مسبقاً. في أحد الأيام أتى المدير إلى مكتبي مغتراً بآخر مشكلة افتعلها حيث أننا كنا نحاول البحث عن مخرج لأغاني الفرقة حيث اعتذر أهم المخرجين بسبب ضيق الوقت وانشغالهم بأعمال أخرى وغيرها من الأعذار السخيفة، وكنت أبحث عن مخرج جيد يمكنه إخراج الأغاني الجديدة بشكل جميل وملفت للنظر حسب المفهوم الذي أردته لعودة الفرقة، فدخل وابتسم بغرور وقال: سمعت بأنك تبحثين عن مخرج، للأسف فأهم المخرجين مشغولون هذه الأيام هناك الكثير من الأغاني والبرامج والمسلسلات وجميع المخرجين ومساعديهم مشغولون. أعتقد أن عليك تأخير عودة الفرقة إلى حين تفرغ أحد المخرجين الهامين.

نظرت له بحدة وقلت: لا داعي للتأخير، سأجد حلاً لهذه المشكلة في أقرب وقت. لا داعي للقلق سيدي المدير.

ابتسم بمكر وقال: حسناً، ابذلي جهدك يا ... آنسة إيمان.

فأجبته بحزم قائلة: سأفعل.

خرج وهو واثق بأنني لن أجد مخرجاً يقبل بهذه الوظيفة رغم أن الجميع كان يتمنى القيام بها، ولكنني أعلم أن هذا المتغطرس هو السبب. جمعت أسماء بعض المخرجين من خارج كوريا مع مساعديهم وطلبت من الموظفين الاتصال بهم واستجاب البعض لنا وحددنا موعداً لكل منهم وبالفعل بدأت المقابلات لنختار الأفضل من بينهم والمدير يراقب ما يجري بحذر وقلق. الأعضاء وبقية الموظفون باتوا يشعرون بالحرب القائمة بيني وبين المدير، بل يعلمون، ولكنهم يتجاهلون فلا يستطيعون أخذ صفي أمامه، فمن يفعل ذلك سيصبح على قائمته السوداء. تمت المقابلات وتشكلت لجنة لاختيار الأفضل وبالفعل اخترنا مخرجاً ومساعداً له. كان المخرج أمريكي من أصل صيني ومساعده كندي من أصل عربي كلاهما لا يعيش في موطنه الأم. ليسا ذوا شهرة واسعة، ولكنهما جيدين ولديهما مستقبل واعد. تم الاتفاق على العمل معهما ووقعا العقد مع الوكالة حتى لا يفتعل المدير شيئاً يضطرهما للانسحاب فجأة، فأردت ضمان بقائهما.

بدأ الاستعداد لتصوير الأغنية الرئيسية من ألبوم عودة الفرقة. كان كل شيء يسير على ما يرام عدا المدير الذي كان يستشيط غضباً وقهراً وقد نفدت كل ألاعيبه أو هكذا ظننت في البداية. ما زلت حتى الآن لا أدري إن كان ذلك الأمر من تدبيره أم لا. لن أستبق سرده بين الأحداث. ذهبت لموقع التصوير للاطلاع على سير الأمور هناك وتحدثت مع المخرج، وأتى مساعده لإلقاء التحية كان اسمه عمرو، ليتني لم أتعرف إليه مطلقاً، بدأ أعضاء الفرقة بالتوافد لموقع التصوير مع مدير أعمالهم. لا أصدق أن أحدهم أتى بملابس النوم، هؤلاء الحمقى، لقد تكاسلوا عن تبديل ثيابهم بما أن عليهم تبديلها مجدداً في موقع التصوير. لا أنكر أن بعضهم أتى متأنقاً مثل قائد الفرقة روكي وكيم شين اللذان لا يتنازلان عن أناقتهما مطلقاً.

حلم لم يكتمل  🇵🇸Where stories live. Discover now