القسم 28

158 9 0
                                    

مضت حوالي نصف ساعة، ثم قام بعدها الجنود بالانسحاب وبعد لحظات تفاجأت بالثلاثة يطرقون الباب ويسألون عن حالنا والقلق واضح عليهم، فابتسمت قائلة: ما بكم؟ لماذا تبدو وجوهكم شاحبة؟

فقال تشونغ يو: لقد قلقنا عليكم، الوضع حقاً خطير هنا.

فابتسمت قائلة: لا هذا عادي جداً بالنسبة لنا، فإن لم يقتحموا المدينة ما بين فترة وأخرى نشتاق لإزعاجهم.

فقالت شين مي بغضب: أيتها المجنونة!

كان كيم شين ينظر لي متعجباً، ثم دعتهم أمي للدخول وقررت عمل الشاي فلم يتبقى الكثير لأذان الفجر كما أننا لن نتمكن من النوم بسهولة بعد هذا الإزعاج.

جلسنا جميعاً وجلس كيم شين بقربي وما زال يحدق بي فقلت له: ما بك، لم تنظر لي هكذا؟

فقال بذهول: أنت حقاً لست خائفة، كنت أظن بأنك تدعين ذلك لتخفي خوفك أمامنا، ولكنك حقاً لست خائفة.

فضحكت وقلت: ولماذا أخاف؟ نحن معتادون على هذا. كما أنهم لم يجدوا عَلِي هنا فلو وجدوه لا قدر الله لرأيت حرباً هذه الليلة.

فقال باستهجان وقلق: ماذا تقصدين؟ ألن يقوموا باعتقاله فقط؟

فابتسمت بألم وقلت: كلا، المطارد يقومون بقتله على الفور وإن قاومهم ولم يستطيعوا الدخول وقتله بالرصاص يمكنهم قتله بالقنابل أو حتى قصفه بصاروخ إن تطلب الأمر. ذلك يعتمد على شدة مقاومته ومكان اختبائه.

مسح كيم شين وجهه بكفيه والتوتر واضح على وجهه ثم قال: كيف تعيشين هذه الحياة وتتكلمين بكل هذه البساطة عن القتل والقصف وما إلى ذلك؟

فابتسمت بتهكم وقلت: وكيف يجب أن أتحدث؟ لقد ولدت في الانتفاضة الأولى وعشت طفولتي ومراهقتي في الانتفاضة الثانية وترعرعت خلال حروب غزة ورؤية ما حل بها وأصبحت بالغة بمعايشة الانتفاضة الثالثة وما زال هناك المزيد، فكيف يجب أن أتحدث برأيك؟

بقي يحدق بي صامتاً ونظراته مليئة بالتعجب والقلق والدهشة، ثم أتت أمي تحمل الشاي فقلت لها: دعينا نذهب لبيت أبو علي ونطمئن عليهم فلا بد بأنهم قلبوا البيت رأساً على عقب.

وافقتني أمي، ثم قلت لهم بأن يبقوا هنا ويشربوا الشاي ريثما نعود فهب كيم شين واقفاً وقال: سآتي معكما.

وكذلك قال البقية من بعده، فخرجنا جميعاً وتوجهنا لبيتهم واستأذنا بالدخول وسمعنا صوت الطفل يبكي، فاقتربت من زوجة عَلِي وعانقتها وهنأتها بالسلامة ثم قلت لها: لا تخافي، لن يعثروا عليه. لقد كانوا يأملون بأن يجدوه هنا ظناً منهم بأنه سيأتي لرؤية الطفل.

فقالت والدموع في عينيها: لو لم تساعديه لما تمكن من رؤيتنا في المستشفى ولربما كان سيأتي للبيت ولا أريد تخيل ما كان سيحدث.

حلم لم يكتمل  🇵🇸Where stories live. Discover now