القسم 27

161 12 0
                                    

أتى أعمامي وزوجاتهم ودخلن لمساعدة أمي، وكل واحدة منهن أحضرت طعاماً وحلويات أيضاً، وبدأنا بنقل الأطباق للخارج، فقام الثلاثة لمساعدتنا فقلت لهم: ابقوا مكانكم نحن معتادون أن نقوم بإعداد الطعام والرجال جالسون.

فقال جوني: هذا ليس عدلاً، هل على الرجال أن يأكلوا فقط؟

فضحكت وسألني أحد أعمامي عما قاله وأخبرته، فقال إن هذه هي العادات وقد عملت كمترجمة في ذلك الحين عندها قال تشونغ يو: ولكن هذا ليس من خلق الإسلام فالرسول الكريم كان يساعد زوجاته ويقضي حاجاته بنفسه، فلماذا يتمسك الناس بعادات كهذه ولا يتمسكون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ويتصفون بأخلاقه؟!

فابتسم عمي بعد أن ترجمت له كلام تشونغ يو ثم قال: أنت محق، هيا بنا لنرتب الأطباق ونسكب الطعام فيها قبل قدومهن.

بدأت محاولاتهم اليائسة وقامت ضجة كبيرة ولا يعرفون كيف ينظمون العمل بينهم وتم سكب بعض الشراب على الطاولة فقلت بانزعاج: كفى، توقفوا جميعاً. لا تلمسوا شيئاً. شكراً جزيلاً على مساعدتكم، عودوا لأماكنكم.

ثم نظرت إلى تشونغ يو وقلت: هل ترى لماذا نجعلهم يجلسون فقط؟ لأنهم يدمرون كل شيء. لا يمكنهم القيام بهذه الأمور.

فضحك ثلاثتهم فقال أحد أبناء أعمامي: ماذا قلت لهم ليضحكوا.

فأجبته: وما شأنك؟ قم بتوزيع الخبز، هل يمكنك ذلك؟

فابتسم قائلاً: حسناً، كما تأمرين.

فنظر لي كيم شين بتحفز عندما رأى ابتسامة ابن عمي لي وقال: ترجمي ما قاله.

فابتسمت قائلة: لا شيء مهم.

عدت إلى الداخل وبعد دقائق خرجنا جميعاً، وكان الجميع مستمتع بالطعام والأكثر بهجة هو جوني الذي يسأل عن كل شيء كعادته ويعيد نطق اسم كل طبق وعندما رأى الزيتون قال: آه هذا أعرفه لقد أكلناه من قبل في كوريا.

فقربت منه الطبق وقلت: هذا طعمه مختلف. إنه لذيذ جداً، فالزيتون الفلسطيني مصنف بأنه الأفضل جودة عالمياً.

ثم قال تشونغ يو: كيف لا يكون كذلك وقد ذكر في القرآن الكريم وقد بارك الله هذه الأرض وما حولها. استشعار هذه الآيات وأنا هنا له شعور مختلف حقاً. لقد بت أفهم سبب تمسككم بهذه الأرض ودفاعكم عنها. أنتم حماة هذه الأرض المقدسة، فكيف لكم ألا تكونوا مميزين في كل شيء؟!

ابتسمت ولكن ليس كلامه هذا ما لفت انتباهي، بل نظرات كيم شين الغريبة الذي يبدو وكأنه تأثر بهذا الكلام وبدأ يفكر فيه فأكملت قائلة: بالطبع نحن حماة هذه الأرض المقدسة، فما دمنا نستمد قوتنا من ديننا وكتاب ربنا فمن على الأرض من المخلوقات يمكنه أن يهزمنا؟! لقد ذكر في القرآن الكريم على لسان بني إسرائيل بأنهم قالوا عن ساكني هذه الأرض" إن فيها قوماً جبارين" ولهذا فقد رفضوا دخولها في البداية خوفاً من شعب هذه الأرض وقوتهم. طالما أنك تقرأ القرآن فستعرف كم هم شعب جبان ومجرم ووقح مع الرسل والأنبياء لدرجة أنهم قتلوا أنبياء الله. شعب متذمر ومتعجرف لا يهمه سوى نفسه. ماكر جداً منذ قديم الأزل، ونحن نؤمن بأن المسيح عليه السلام رفعه الله إلى السماء وسينزل في آخر الزمان وسيقاتل الدجال ومن معه من اليهود وغيرهم الذين سيأتون لاحتلال أرضنا من جديد.

حلم لم يكتمل  🇵🇸حيث تعيش القصص. اكتشف الآن