القسم 19

177 11 0
                                    

نظر لي كيم شين وابتسم قائلاً: ألن تقولي صباح الخير؟

فنظرت له ببرود وقلت: هل تتحدث معي؟ لن أقول لك شيئاً بعد اليوم، ولن أهتم بك على الإطلاق لأنك تصاب بالهلوسة، وتفقد عقلك، وتبدأ بنسج قصص وحكايات في خيالك.

فابتسم قائلاً: حسناً، قولي ما تشائين ولكن بالمناسبة، لم أكن أعلم أنك تبدين أجمل وأنت نائمة. كنت تبدين كطفلة صغيرة في غاية البراءة والجمال.

توترت وتلعثمت قائلة: ما الذي تقوله؟ هل كنت مستيقظاً؟

فاقترب مني وعلى وجهه الابتسامة ذاتها وقال: كيف لي أن أنام وأنت في الغرفة ذاتها؟ بقيت أتأمل وجهك طوال الوقت وعندما استيقظتِ للصلاة تظاهرت بأنني نائم وعندما عدت للنوم مجدداً أكملت ما كنت أفعله. أقصد التأمل.

فقلت باندهاش: أيها المنحرف! أنت حقاً منحرف. كيف لك أن تراقب فتاة وهي نائمة؟ ألا تخجل من تصرفك هذا؟

فقال ببرود: ولماذا أخجل؟ كنت أتأمل القمر الذي في غرفتي، فهل تأمل القمر يجعلني منحرفاً؟ لو كنت قد اقتربت منك وحاولت لمس وجنتيك الورديتين أو تقبيل شفتيك الجميلتين وأنت نائمة عندها يمكنك القول بأنني منحرف.

فصرخت بوجهه غضباً وقلت: هذا يكفي، إياك أن تتحدث معي بهذه الطريقة مجدداً، هل جننت؟

أخذت أغراضي وخرجت من الغرفة غاضبة ولم أستمع لندائه. خرجت من المستشفى وركبت سيارة أجرة لأذهب إلى أي مكان بعيد عن الأنظار، فلم يخطر في بالي سوى شقتي. دخلت الشقة ورميت أغراضي بغضب. كان قلبي عاصفاً ودقاته قوية. لم أعتد على سماع مثل هذا الكلام. كيف له أن يخاطبني بهذه الطريقة وأن يفكر بي هكذا. ربما لو كانت فتاة أخرى لبدأ قلبها يرفرف بعد سماع هذه الكلمات، ولكن شعوري كان مختلفاً. كان مزيجاً من الغضب والخوف. نعم خفت بأن يؤثر عليَّ كلامه. خفت من الوقوع في حبه كما قال. ليس الأمر بأنني لا أريد أن أعيش قصة حب جميلة، ولكن ماذا لو كانت مؤقتة؟ ماذا لو تغيرت المشاعر وتبدلت القلوب؟ ماذا لو كانت المشاعر مؤقتة كما هو حال كل شيء في هذه الحياة؟ فكل ما فيها مؤقت يأتي ويذهب بلا ميعاد. الأشخاص والمشاعر والفرص والفرح والحزن، كل شيء. وقد نلت ما يكفيني من الأشياء المؤقتة، ولم يتبقى سوى الشيء الوحيد الثابت في حياتي وهو الألم والموت الحتمي الذي سيأتي لكل شخص في نهاية حياته التي لا يدري متى ستكون تلك النهاية.

كنت متعبة ذلك اليوم ولم أستطع الذهاب إلى العمل ولم يكن لدي شيء مهم أقوم به فبقيت في البيت. كلمتني شين مي وسألتني لماذا لم أذهب إلى العمل وأخبرتها. شعرت بأنني منزعجة من أمر ما وقالت بأنها ستحاول القدوم وتناول العشاء معي الليلة.

مرت الساعات وقد حاول كيم شين الاتصال بي أكثر من مرة ولم أجب على اتصالاته. كنت لا أزال غاضبة منه ومن طريقة حديثه معي. كنت أفكر بأنه عليَّ أن أضع له حداً حتى لا يتجاوزه مجدداً، فكما يبدو أنه فهم اهتمامي به ذلك اليوم بشكل خاطئ. كيف يمكن أن يظن أن اهتمامي به بينما كانت حياته في خطر بأنه حب. نعم خفت وقلقت عليه أكثر من المعتاد، ولكن هذا ليس حباً. هذا ما كنت أقنع نفسي به طوال ذلك اليوم.

حلم لم يكتمل  🇵🇸Where stories live. Discover now