الفصل الأول:الخطيئة

ابدأ من البداية
                                    

لذلك تجرأت ووضعت كفها الصغير على يده التي أسندها على مسند الأريكة الخشبي، وقالت برجاء: أرجوك أبي، دمية واحدة فحسب! لن أطلب غيرها أبداً!!

لم يستطع تمالك نفسه أكثر، لم يتصور أبداً أنها ستتجرأ إلى هذا الحد! أراد أن يقول شيئاً، لكنه تراجع على الفور لحظة شعوره بتلك العيون التي تنظر إليه بحدة، فضغط على أسنانه بغضب، ثم أبعد يدها عنه بقوة ودفعها بعيداً عنه لتسقط على الأرض، ثم قال صارخاً باضطراب:اخرجِ من هذه الغرفة ولا تعودِ مجدداً أبداً، إذا ما رأيتك أمامي مرة أخرى فلا أحد يعلم ما سأفعله بك!

عندها قامت زوجته من مكانها ونهرته قائلة بعتاب: فريدريك! إن ديفيد هنا! ماذا لو سمع كلامك؟!

نظرت هي الأخرى لتلك الخادمة بقهر، ثم قبضت يدها وقالت بعصبية وهي تضغط عليها بقوة:ما هذا؟ لقد أمرت تلك اللعينة إيلي أن تبقيك في غرفتك وألا تغادريها أبداً! ماذا لو رآك ديفيد؟ سيكون ذلك سيئاً جداً!!

ثم أشارت إلى باب الغرفة وقالت بتهديد:اخرجِ حالا ولا تغادرِ غرفتك أبداً مهما حدث. هل هذا مفهوم؟!

نظرت إليها بخيبة، كان تقبل هذه الحقيقة صعباً جداً عليها... أن تدرك أخيراً أن والديها اللذان لطالما تطلعت إليهما بلهفة، هما في الواقع يكرهانها كثيراً لسبب لا تعرفه أبداً.

قامت من مكانها وقد تجمعت الدموع في مقلتيها. أغلقت عينيها بقوة لألا تتسلل تلك الدموع الساخنة من عينيها أمامهما، ثم ركضت إلى خارج الغرفة دون أن تغلق الباب وراءها، لتطلق العنان لتلك الدموع التي أخذت تتساقط من محجريها بغزارة...

لم يكن بيدها شيء تفعله غير البكاء بألم. ظلت تركض في ذلك الممر الطويل دون توقف، ودون أن تعرف وجهتها حتى! فقد كان كل شيء أمامها يبدو ضبابياً...

لكنها اصطدمت بأحدهم فجأة لتسقط أرضاً..
رفعت عينيها الباكيتين باتجاهه، إلى ذلك الشاب الأشقر الوسيم الواقف أمامها. نظر إليها مستغرباً بعينيه الزرقاوتين كزرقة السماء.

انحنى إليها ليسألها بقلق:هل أنت بخير؟
لم ترد عليه، ولم تعرف أصلا ما الذي تقوله له. بخير؟ بالتأكيد لا!

هذا ما فكرت به تلك الصغيرة وقتها، لتقوم من مكانها وتركض باتجاه غرفتها في الطابق العلوي، تاركةً ذلك الشاب وسط حيرته. حرك كتفيه بلامبالاة وقال بتفكير:لابد أنها ابنة أحد الخدم.

ثم سار متجها إلى تلك الغرفة في نهاية ذلك الممر الطويل، وتساءل في نفسه:لكن، لماذا كانت تبكي هكذا؟ لقد بدت متألمة جداً!

دخل ذلك الشاب إلى الغرفة وأغلق ذلك الباب الذي كان مفتوحا على مصراعيه خلفه، ثم سار باتجاههما... كانا يبدوان متجهمين جدا وقد اعتلت وجه سيدة المنزل نظرة حزينة لم يعرف تفسيرها.

Amy Horiston //the rejected girl..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن