الفصل التاسع والعشرون

5K 119 0
                                    

هل شعرت يوما أن السعادة ملك ليمينك ... أو أن النجوم بين قبضتيك ... أو حلقت يوما في سماء الحب تريد أن تبسط شعورك لكل من حولك ...

هل ارتديت يوما قناع السعادة رغم أن ما تخفيه بعيد تماما عن الفرحة ... إن لم تفعل فنصيحتي لك أن تفعل ذلك الآن ... الآن الآن ... إن علقت سعادتك على الظروف فصدقني لن تسعد ... كن أنت صانع السعادة ... كن أنت صاحب البسمة المرسومة على وجوه من حولك ...

لا أعلم إن كنتم ستصدقوني أم لا ... إن أخبرتكم أن من تكتب هذا الكلام هي "إيمان" ... فهي الآن في عالم آخر ... عالم رسمته لنفسها قد يكون لبعضنا أشبه بالحلم ... ولكنه واقع ... واقع تعيشه بكل حواسها ...

فما كانت تحلم به يوما وقيل لها أن من المحال تحقيقه ... ها هو اصبح ممكن ... يتجسد أمامها ... تراه في لمعة عينيها ... لمعة التحدي التي تخبرك أنها ما أخطأت حين أصرت على الوصول ... تخبرك أن رغم ما حدث لها لن تيأس ... تخبرك أنها ما تأخرت خطوة إلا عوضتها خطوات ...

وكما كانت حياتها على وشك الانهيار بسببها ... ها هي تبنيها مجددا بيديها ... وكأن الله أراد أن يقربها منه ثانية ... رآها ابتعدت ... فأراد لها الخير ... ولن يكون الخير إلا في القرب منه ...

أصبحت دعوتها الثابتة "رب إن رأيتني أبتعد عنك فردني إليك ردا جميلا "

تعيش لذة القرب من الله في كل نفس ... تحلق عاليا بين الحلم والأمل ...

الأمـــل ... أخيرا ستعود بالأمــل ... أخيرا ستصل لما أرادت ... ستحقق ما تمنت وما حلمت به يوما ... سترى البسمة مرسومة بريشتها على وجوه كانت قد اتخذت اليأس طريقا ... لك الحمد ربي أن أعنتها على ذلك ...

---------------------

"آدم" ... حامل الأمل ... فإن وصل الأمل أخيرا لقلب "إيمان" فمن ساعدها على ذلك هو "آدم" ... وكأن الله أرسله في طريقها ليكون عونا لها ... فما وقعت يوما إلا مد يده لها ... وما تأخرت يوما إلا وكان هو الدافع لتقدمها ... ولم لا ... وطاقة الحب هي أعلى طاقة إيجابية في الكون ... فما بالكم بحب أرضيا فيه ربهما فأرضاهما ...

سعيد جدا بما وصلا إليه في بحثهما ... فها هما أصبحا على طريق الناجحين ... أصبحا على طريق العلماء ... وإن كان هذا لا يهمه كثيرا قدر أهمية ما وصلا إليه من خير سيفيد غيرهما ... فهذا ما قدمه في علمه ... هذا ما سيسأل عليه ... هذا ما سيبقى له نهرا من الصدقات بعد موته ... دائما ما يدعو الله أن يرزقه الإخلاص ويتقبل منه ما صنعت يداه ...

بقي له حلم المشفى أو الصرح الخيري الذي أراد بناءه وقد أعده مفاجأة لـ "إيمان" ... وحلم آخر ... أراكم تعرفونه ... بالطبع هو ما جال في بالكم ... حلم أن يجمع الله بينه و بين "إيمان" ... حلم أن يبني أسرة أساسها طاعة الله و تعمير الأرض ... حلم أن يرزقه الله ذرية ينشئها على طاعته و حب رسوله ... يناجي ربه دائما بدعاء سيدنا زكريا (رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ) ....

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now