الفصل الرابع والعشرون

4.5K 116 0
                                    

بمجرد وصولهما ... اختفت "سارة" فجأة ... بينما صاحت "إيمان" :
-حرام عليك يا ادم ... حرام عليك ...

نظر لها نظرة ألجمتها ... فازدردت لعابها بصعوبة قائلة :
-يعنى انت عارف انهم بيحبوا بعض ... يعنى يتجوزوا ...

تنهد "آدم" قائلا :
-يعنى اروح اقوله تعالى اخطب بنت اختى ... الهانم دى حسابها معايا بعدين ...

ردت "إيمان" قائلة :
-طيب ايه حكاية العريس المتقدم لها دة كمان ...

رفع كتفيه بلا مبالاة قائلا :
-عريس .. و جاي تشوفه ... هى حرة توافق او ترفض ...
ثم نظر لها قائلا :
-و ايه حكاية بيحبو بعض دى ... انتى تعرفى حاجة ...

ارتبكت قائلة :
-لا ابدا ... انا افتكرت انك عامل الفيلم دة علشان كدة ...

رفع صوته قائلا :
-فيلم ايه يا ايمان اللى هعمله ... يعنى انا وثقت فيهم هما الاتنين ... يقوموا يعملوا كدة ...

ردت "إيمان" بهدوء :
-ادم انت مش شايف انك مكبر الموضوع اوى ... دة لما سارة ضربته و هو كان هيضربها معملتش كدة ... وبعدين هى مغلطتش غلط كبير للدرجة دى يعنى ... لا راحت تقابله من وراكو و لا حتى كلامها معاه تعدى الشغل اللى بينهم الفترة اللى فاتت ... هى بس مشاعرها اتحركت ناحيته و معرفتش تتحكم فيها ...
ثم ثارت قائلة :
-وصاحبك دة انا كنت بحترمه ... بس خلاص نزل من نظرى ... لما هو رايح يخطب بكرة ... كان بيبصلها كدة ليه ... بيعلقها بيه ليه ...

ترك "آدم" سيارته ... تركتها خلفه ثم قالت :
-انت مبتردش عليا ليه ... و بعدين انت ازاى بكل سهولة كدة رايح معاه يخطب واحدة تانية ... مش دى سارة حبيبتك ... اللى مش بتطيق حد يزعلها ...

التفت لها قائلا بهدوء :
-روحى شوفى سارة ... و فهميها ان كل شئ نصيب و خليها تعقل شوية ... كلامى معاها بعدين ... تصبحى على خير ...

مضى تاركا إياها تزفر بضيق ... ثم ذهبت تجاه "سارة" ...

----------------------

جلست "سارة" فى غرفتها تبكى فى صمت لسبب لا تعلمه ... كانت تكرهه منذ فترة قصيرة ... ليتها ظلت على سابق عهدها ... قد تكون أعجبت به لما رأت فيه من مواصفات تتمناها فى شريك حياتها ... نعم أعجبت به فقط ...

من السهل أن تتذكر ما فعله بها و تكرهه مجددا ... و لكن لم يفعل معها شئ تكرهه ... هى من كانت دائما تسئ الظن به ...

و لكنها أخطأت كيف تنظر له هكذا ... كيف سمحت لنفسها بذلك أنسيت غض البصر ... أنسيت أمر ربها ... تستحق ما بها ... لم تحافظ على قلبها ... نعم فقد بدأت بنظرة فابتسامة...ماذا كانت تنتظر بعدها لم يعد سوي موعد ولقاء ...

أم أنها انتظرت أن يتقدم لخطبتها ... لو كان ينوى ذلك ... لجاء من البداية ... لن يرسل لها ابتساماته البلهاء مثله ... لقد اقترفت ذنبا تستحق العقاب عليه ... تستحق أن يجرح قلبها كما جرحت عهدها مع ربها ...

سأعود بالأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن