الفصل السادس والعشرون

4.3K 103 1
                                    

استسلمت لبكاء مرير و قد أيقنت نهايتها ... الموت قادم لا محالة ... استعادت شريط حياتها ... تمنت لو تعود أيامها ... فقد أضاعت كثيرا من عمرها هباء ... تريد إصلاح ما يمكن إصلاحه ... من المؤكد أن هناك وقت لتصلح فيه أخطاءها ... من المؤكد أنه ما زال فى عمرها على الأقل شهور أو حتى أيام ...

ولكن يجب أن تعود لأهلها ... إن كان الموت قريب فلتمت وهم حولها ... يكفى غربتها عنهم كل هذه المدة ... ولكن "آدم" أتخبره بم حل بها ... كيف سيتعامل مع الموقف ... أسيشفق عليها ... أم سيطلقها ... لا لن تتحمل شفقته أو الابتعاد عنه ... إن كانت ستموت لا محالة ... فلتخرج من حياته بهدوء ... يكفي ما عاناه لأجلها ...

إن طلبت هى منه الطلاق سيكرهها و بالتالى لن يحزن على فراقها ... وبذلك تكون رحمته كثيرا من مشاق هو فى غنى عنها ... ولكن إن طلبت هى سينفذ هو بتلك السهولة ... و لم لا ... و قد مر أسبوع تعانى ويلات مرضها و لم يعرها اهتماما ... لم تره مطلقا منذ آخر مرة يوم المناقشة ... لم يلتفت لغيابها ... فقد حبست نفسها أسبوعا و لم يشعر ...

كل يوم يمر عليها تكتشف عرَضا جديدا ... مم يؤكد أكثر إصابتها بالمرض ... يجب أن تعود لموطنها فى أسرع وقت ... لن يتحمل مرضها أحد هنا ... لن يتحملها سوي والديها ... يجب أن تحسم أمرها مع "آدم" لن تنتظر هنا أكثر من ذلك ... و لكن كيف ستطلب منه الطلاق ... ما هى أسبابها إن سألها ... لن يسألها ... أكيد سينفذ طلبها فى الحال ...

---------------------

خرجت تبحث عنه كالمجنونة ... أو الأدق أن نشبه الجنون بها ... فهذا حالها منذ اكتشافها مرضها ... قابلتها "سارة فزعة من حالها ... لم تلتفت لها ... انطلقت خارجا ... لا تعرف أين تجده ... أمسكت هاتفها تطلبه ... أجابها فى الحال ... بكلمات مقتضبة طلبت أن تراه ... موافقةً لجنونها ... كان بالمنزل فلم يتطلب حضوره إليها وقتا طويلا ...

ذهب نحوها مبتسما ... اقترب منها و قد اتسعت ابتسامته قائلا :
-طبعا وحشتك بقالك اسبوع مشفتنيش ...

بدون تردد ... قالت :
-طلقنى ...

حملق فيها قائلا :
-نعم ...

أجابت ثابتة :
-طلقنى ...

ابتسم قائلا :
-ايمان الحاجات دى مفيهاش هزار ...

ثارت قائلة :
-دة منظر واحدة بتهزر ... بقولك طلقنى و حالا ... عاوزة ارجع مصر ...

رفع صوته قائلا :
-فيه ايه هى الكلمة سهلة اوي كدة على لسانك ... هو ايه اللى طلقنى طلقنى ... ايه اللى حصل ...

خافت من نبرته ... و عادت رعشتها و بكاءها ... قبضت يديها محاولة إيقاف رعشتهما ... و لكن لم تستطع ... لم تعد قدماها تحملاها ... هوت على الأرض و قد زاد بكاءها ...

هبط إلى مستواها ... و قد لان صوته قليلا ...أمسك يدها يهدئها ... و لكن ما زادها إلا بكاء ... تكلم قائلا :
-فيه ايه بس يا ايمان ... هو الطلاق حاجة سهلة عندك كدة ... يعنى خلاص يا ايمان عاوزة تسيبينى ... للدرجة دى انا مش فارق معاكى ...

سأعود بالأملKde žijí příběhy. Začni objevovat