الفصل الثامن والعشرون

4.6K 106 2
                                    

رغم جرحه المتكررلها إلا أنها قررت أن تحيا سعيدة ... سعيدة بنفسها ... لن تربط حياتها بأحد ... فهي في كل الحالات سعيدة راضية ... تشعر الآن بالرضا عن نفسها ... توكلت على ربها و أحسنت ظنها ... فما ينتظرها أهم كثيرا من غضب "آدم" منها أو رضاه عنها ... طالما فعلت ما يجب ... إذا لن تندم ... من المؤكد أن الخير فيم حدث لها ...

أما "آدم" فقد اتخذ قراره ... لن يبتعد عنها ...ألم يحمل نفسه مسئولية أخطائها من قبل؟ ... ألم يقل أنه سينقذها قبل الهاوية؟ ... لِمَ يتخلى عنها الآن؟ ... لِمَ يتراجع عن قراره الآن؟ ... ولكن الآن كيف سيخبرها ذلك ... كيف يخبرها أنه تراجع عن قراره ... يخشى تهورها ... يخشى أن تفهم ذلك كما يحلو لها فقد اعتاد على ذلك ... رغم التغير البادي على تصرفاتها ... إلا أنه لا يستطع فعل ذلك ... سيترك الأيام تداوي ما بينهما ... على أية حال فهو يراها طيلة اليوم ... هذا سيقرب بينهما كثيرا ...

------------------

أصبح العمل فى البحث قائم على قدم وساق ... لم يعد الوصول بعيدا ... هاهو الأمل يقترب وبشدة ... كانت السعادة تدغدغها لمَ تراه من تقدم هائل ... فقد أبلى اثنتاهما بلاءا حسنا ... لم يعد النجاح حلم صعب المنال ... بل أصبح بين أيديهما ... لم يعد يراودها في منامها ... بل استيقظت لتبني ما كانت تحلم به ... أصبح ما تمنته طيلة حياتها واقعا ملموسا ... تراه أمامها ... يتحرك .. يتنفس .. تعيش فيه ويعيش فيها ... لمسات بسيطة وتنتهي ... تصل ... تصل للقمة ... أو تثبت عليها ... فدائما كانت على القمة ... ويجب أن تحافظ على ذلك ...

يريان بعضهما يوميا ... لا حديث يجمعهما سوى العمل ... مجرد زملاء عمل فقط ... إلى أن جاءت "كارلي" ... تلك الفتاة التي تطيل الوقوف مع "آدم" بشكل مبالغ فيه من وجهة نظر "إيمان" ... لم تستطع أن تخفي حنقها عليه أو غيرتها البادية ... ذهبت تجاههما ووقفت تستمع لحوارهما ... لم يتعدى حوارهما إطار العمل ... ولكن لا تشعر براحة تجاه تلك الفتاة ... نظرات "آدم" لم تتجاوز الورقات التي يحدثها بشأنها ... يكاد لا يعرف ملامحها أصلا ... لكن حنقها يزداد من تلك الفتاة ... وما إن انتهت و تركته ... التفت يغادر ... فوجئ بـ "إيمان" الواقفة خلفه تحاول مستميتة رسم ابتسامة تخفي ما بداخلها ...

ابتسم تلقائيا ثم قال :
-فيه حاجة يا ايمان ...

قالت مقلدة "كارلي" :
-اوه دكتور آدم ... اريد فهم هذه الحالة بشدة ...

ضحك عاليا مم أثار حنقها أكثر قائلة :
-انت بتضحك على ايه ... فرحان اوي وانا كل شوية اشوفكم واقفين مع بعض ...

رد وما زالت آثار ضحكاته على وجهه قائلا :
-فيه ايه يا ايمان ... دي دكتورة امتياز ... طبيعي انها تسألني عن أي حاجة ...

قالت حانقة :
-ما تسأل أي حد تاني ... مفيش دكتور غيرك في المستشفى ...

رد مبتسما :
-للأسف إجابة السؤال دة عندها ... لو سألتني تاني هقولها معلش اصل مراتي بتغير متقفيش معايا تاني ... المستشفى فيها دكاترة كتير ...

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now