الفصل السابع

6.5K 145 2
                                    

وقفت "آية" أمام إحدى المكتبات تبتاع كتابا ... ظلت تبحث فى حقيبتها عن نقودها وهى تتمتم : يا ربى أنا عمرى ما حصلى الموقف دة أعمل إيه دلوقتى...
نهرها البائع قائلا : هتشترى الكتاب دة يا آنسة ولا لأ
نظرت له قائلة : معلش ثانية واحدة ... ثم أخرجت هاتفها لتحدث أسماء وما إن ردت عليها حتى هتفت "آية" بها : أسماء انتى فين
أسماء : انا فى الكلية
أية :الحمد لله أنا فى المكتبة اللى قدام الكلية تعاليلى حالا ..بسرعة يا اسماء الله يخليكى
اسماء : حاضر حاضر ان شاء الله دقايق واكون عندك
رآها "محمود" ورأى ارتباكها ... تبحث عن شئ ما ... ثم تتحدث فى الهاتف بتوتر واضح ...اقترب منها وقبل أن يتحدث سبقه البائع قائلا :هتاخدى الكتاب يا آنسة ولا ارجعه
لم تعرف كيف تجيب ... تظاهرت بإخراج نقودها ... عل أسماء تأتى وتنقذها من هذا المأزق...ولكن لم يسعفها الوقت وتحدث البائع مرة أخري بصوت أعلى قائلا : يا آنسة الكتاب
همت بالرد عليه ولكن سبقها "محمود" قائلا: ايه يا عم بتزعق كدة ليه ... وأعطى له النقود قائلا : هات يا عم الكتاب اللى مضايقك دة ...
نظرت له آية نظرة مبهمة ...ماذا سيفعل بهذا الكتاب.. لماذا اشتراه لم يتبقى سوى تلك النسخة ... ماذا ستفعل ان لم تجده ثانية ... أخرجها من شرودها وهو يمد يده إليها بالكتاب قائلا : اتفضلى
انتبهت له قائلة : إيه دة ؟!
محمود : الكتاب بتاعك...
ابتلعت ريقها بصعوبة ... ها هو قد علم ما ألم بها ... فردت بتوتر واضح :لأ خلاص هشتريه مرة تانية متشكرة جدا
محمود :أنا اشتريته ليكى أصلا ... أنا مش محتاجه
آية : إيه .. ليا أنا .. لا .. اصل ...اصل ..اه انا افتكرت انه عندى فمش هشتريه بقي خلاص ..
جاءت أسماء وقالت بسرعة : ايه يا آية فى ايه قولتيلى الحقينى وحاجات كدة انتى كويسة انتى يا بنتى انطقى
نظرت لها آية نظرة ألجمتها كى تفيق مم تقول .. فانتبهت أسماء الى محمود الواقف قبالة آية فقالت : اه انا اسفة
استأذنت آية وأخذت أسماء لتبتعد بها مسافة ثم قالت لها : هاتى فلوس
أسماء : إيه؟؟
أية : فلوس ..
أسماء وهى تخرج نقودها : اتفضلى ولو انى مش فاهمة حاجة خالص
آية : اخرسي خالص .. حسابنا بعدين
أخذت "آية" ثمن الكتاب والتفتت ل"محمود" وقالت وهى تمد يده بالنقود : اتفضل .. متشكرة جدا
محمود :لا شكر على واجب ..بس انا مش هاخد الفلوس
آية : لو ما اخدتش الفلوس انا مش هاخد الكتاب
محمود : صدقينى مش مستاهلة
آية بضيق:لو سمحت تاخد الفلوس بقى ... مينفعش وقفتى كدة
محمود: أنا آسف ... بعد اذنك
زفرت آية بضيق ثم التفتت الى اسماء التى تشاهد الموقف باستمتاع : بتضحكى على ايه انتى كمان
وجدت طفل يمشي جوارهم فنادته قائلة : لوسمحت يا حبيبى ممكن تدى الفلوس دى لعمو اللى هناك دة
انتظرت حتى رأته يأخذ النقود ثم سارت بجانب أسماء التى قالت من بين ضحكاتها : حتة موقف ... اللهم لا شماتة
آية : على اساس انك لسة مشمتيش بعد كدة لازم اتاكد من فلوسى قبل ما اخرج ... لولا بابا كان موصلنى الصبح كنت اخدت بالى ان نسيت الفلوس
أما عن محمود فقد أخذ النقود من يد الطفل وانطلق بسيارته مع ابتسامة حالمــــة

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now