الفصل الحادي والعشرون

5.2K 130 1
                                    

و انفرطت أيام العام الثانى لها كحبات العقد المنثور ... لم تستطع "إيمان" لملمتها ... انفرطت من بين يديها تباعا ... حاولت التمسك بأملها قدر المستطاع ... عانت من ويلات وساوسها ... جاهدت نفسها مرارا ...

اصبحت تعمل بلا أمل ... تملكها اليأس و لاتدرى ما سببه ... فقط تحدثها نفسها بالعودة ... لا مفر من الفشل ... لا مجال للنجاح هنا ... مكانها وطنها ... ليلها بكاء و نهارها حزن ... الضياع سبيلها و الهم حليفها ... قل حديثها مع كل من حولها ...

يلاحظ "آدم" شرودها الدائم ... و لكن لا تتحدث ... لا تخبره ما بها ... هى أصلا لا تدرى ما بها ... لم تكن هكذامن قبل ... فقد كانت أملا مشرقا ... تفاؤلا وضّاء ... لا تدرى ما سبب يأسها ... لا تدرى ماسبب كمدها و حزنها ... فقدت الشعور بكل ما حولها ... تتجرع مرارة اليأس ...

حتى "هبة" و التى أصبحت صديقتها المقربة فى الشهور الماضية ... لم تحدثها بما فيها ... لم تتكلم مع أحد ... يكفيها ما فيها ... لم تتعود أصلا أن تبوح بما فيها لأى شخص كان ....

صحيح أنها لم تكن لها صديقة ... و هى من أحبت ذلك ... و صحيح أنها لم تتخذ من أمها أو أختها صديقة ... دائما ترى أنها وحدها كفيلة بنفسها ... لا تحب أن تشغل من حولها بهمومها ...

"هبة" تعتبر أول صديقة لها ... لا تدرى أهذا لتقارب عمريهما أم لبساطة "هبة" فلم تسعَ إيمان مطلقا لتكوين هذه الصداقة ... "هبة" من فعلت ...

كلما تمر الأيام ... كلما ضاقت عليها الأرض بما رحبت ... تشعر أن لا مفر مما هى فيه سوى العودة ... العودة فقط ... لا تريد هذا المدعو الأمــــــــــل ....

--------------------

ذهب "آدم" بأفكاره بعيدا إلى "إيمان" لا يدرى ماذا دهاها فى الآونة الأخيرة ... لم تعد "إيمان" التى يعرفها ... لم تعد مرحة كما اعتاد ... و انطفأت ابتسامتها التى تشرق حياته ... واجمة حزينة ...

يعلم أنها لن تتحدث معه و لن تخبره ما بها ... و لكن لا يجب أن يتركها هكذا تعصف بها الأمواج ... لا تدرى ما السبيل إلى النجاة ...

لقد حمل نفسه مسئوليتها كاملة ... و لم يتعود أبدا أن يتخلى عن مسئولياته ... لقد حملها معه فى سفينة هو ربانها ... طالما أنه لم و لن يغرق ... إذا فهى معه ... حقيقة أنه لا يعرف ماذا حل بها ... و لكن يعرف جيدا كيف يخرجها مما هى فيه ......

---------------------

جلست "هبة" جوار "إيمان" منهكة القوى ... نظرت لها "إيمان" قائلة :
-مالك يا بنتى ...
رت "هبة" بإرهاق :
-مش قادرة ... العيال اللى فى البلد دى كلهم تعبوا النهاردة ولا ايه ...
ضحكت "إيمان" قائلة :
-معلش ربنا يعينك ...
نظرت لها "هبة" قائلة :
-ياااه ... عارفة انا بقالى اد ايه مشفتكيش بتتضحكى ...
ابتسمت "إيمان" قائلة :
-انا ... ليه بس ... انا بضحك على طول انتى بس اللى مش مركزة معايا ...
استكملت "هبة" حديثها قائلة :
-مش مركزة معاكى ... مممم ... انا عارفة انك مش هتتكلمى لو فيكى ايه ... علشان خاطري يا ايمان قوليلى مالك ... فيكى ايه بس ... و الله انتى بقالك فترة كدة مش طبيعية ابدا ... مش ايمان اللى اول ما شفتها كانت ضحكتها مبتفارقش وشها ...
ابتسمت "إيمان" بحزن قائلة :
-مفيش حاجة بتفضل على حالها ....
ردت "هبة" :
-انا عاوزة اعرف ايه اللى غير حالك ...
نظرت "إيمان" أمامها قائلة :
-صدقينى انا نفسي مش عارفة السبب .. مفيش سبب معين اقدر اقولك ان اللى انا فيه دة بسببه ... معنديش كلام فعلا اقولهولك ...
قالت "هبة" مازحة :
-اوعى يكون الدكتور جوزك دة هو اللى مزعلك ... قوليلى و انا اروح اضربه ...
ضحكت "إيمان" قائلة :
-لا ملكيش دعوة بالدكتور زوجى علشان دة خط احمر ...
ضحكت "هبة" بدورها قائلة :
-بحب استفزك اوى و اشوفك و انتى غيرانة كدة ...
-يا سلام ... ماشي هتتردلك ...
-لا متقلقيش مش ناوية اتجوز ...

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now