الفصل السابع عشر

5.1K 121 3
                                    

مر رمضان ... ستعيش "إيمان" عمرها كله تتذكره بابتسامة تشق شفتيها ... رغم ماحدث لها فى أوله و لكن عوضها "آدم" بحق ... حتى فى عبادتها ... لم تعبد الله حق عبادته كما فى رمضان هذا ... لم تنس فضل الله عليها ... كلما تتخيل حياتها فى السجن إن لم تظهر براءتها ... كلما أكثرت من شكر الله ... فقد كانت معرضة للسجن مدى الحياة ... لم تعرف قيمة الحياة من قبل ... لم تعرف قيمة الحرية إلا عندما حرمت منها ... شعرت بكم الحب المحيط بها من "سارة" و "شرين" اللتين أكثرا من الترحيب بها ... بل و أعدا لها احتفالا بمناسبة مرور أزمتها على خير ... سعدت بـ "آية" و "عمر" فما فعلاه معها فى تلك الفترة لن تنساه عمرها ... كما أنهما أخفيا الأمر عن والديهما حتى عادا من العمرة ... و أتمت فرحتها بخبر نجاحهما ... و التحاق "عمر" بكلية الهندسة كما تمنى ...

طرقت "إيمان" على غرفة "سارة" طرقات متوالية مم أزعج الأخيرة بشدة ... اتجهت نحو الباب و فتحته و هى تزفر قائلة :
-يا إيمان حرام عليكى منمتش غير بعد الفجر ... عاوزة ايه ...
دخلت "إيمان" قائلة :
-يا بنتى فيه حد بينام يوم العيد الصبح ... حرام عليكى يا سارة انا مش حاسة بالعيد فى البلد دى ...
جلست "سارة" على سريرها قائلة :
-و انا اعمل لك ايه بقي عشان تحسي بيه ...
قالت "إيمان" بحزن :
-مش عارفة ... بس انا متعودة اصحى على صوت التكبير فى المسجد ...و اروح صلاة العيد ... و بعدين الف على قرايبى و صحابى اعيد عليهم ... هنا بقي مفيش اي حاجة ...
قالت "سارة" و قد استفاقت :
-طيب ما تكلمى باباكى و مامتك عيدى عليهم ... و بالنسبة للتكبير ... ثوانى و املالك المكان كله صوت تكبير .. و بالنسبة للصلاة ... اصلا وقتها عدى خلاص ...
ثم قامت و شغلت هاتفها ... و رفعت صوت التكبير ... و عادت قائلة :
-دلوقتى حسيتى بالعيد ...
ابتسمت "إيمان" قائلة :
-اه يعنى ... يللا قومى بقى البسي ...
انزعجت "سارة" قائلة :
-البس ليه انتى رايحة شغلك ... لكن انا خارجة بعد الضهر ... حرام سيبينى أنام ...
-لا مفيش شغل انا اخدت اجازة عشان احس بالعيد ... و كمان اشتريت لبس جديد ... و اتفضلى دة لبسك انتى كمان ...
صفقت "سارة" بيدها قائلة :
-ايه دة خالو جاب دة امتى ...
ابتسمت "إيمان" ابتسامة خفيفة وهى تقول :
-يعنى لو مش خالو مش هتاخديه ...
وقفت "سارة" قائلة :
-ايه دة يعنى انتى اللى اشتريتى دة مش خالو ...
-اه ...
-طيب .... بس ...
-بس ايه ... مش هتقبلى هديتى يا سارة .. عموما براحتك ... بس انا كنت مفكرة انك بتعتبرينى اختك زى ما انا بعتبرك اختى ...
همت "إيمان" بالخروج ... و لكن لحقتها "سارة" قائلة :
-خلاص بقي يا إيمى ... و الله ما اقصد كدة ...و بعدين انتى عارفة انك غالية عندى اوى متقوليش كدة تانى ...
ابتسمت "إيمان" قائلة :
-يبقي خلاص تلبسي حالا علشان نخرج ...
أومأت "سارة" برأسها قائلة :
-حاضر ... بس هنخرج لوحدنا و لا معانا خالو ...
-لا لوحدنا ... آدم هيروح الجامعة ...
-ماشي ...

--------------------

استعدا و خرجا من مسكنهما ... فتحت "إيمان" الباب ... و همت بالخروج و لكن قدمها ارتطمت بشئ فعادت خطوة للخلف ... ثم انحنت و التقطت ما ارتطمت به قدماها و كذلك فعلت "سارة" ... و لم تلبثا أن قالتا فى وقت واحد :
-دى ليكى يا سارة ...
-دى ليكى يا إيمى ...
انفرجت ابتسامة على شفتيهما .. ثم تبادلا ما معهما ... دخلت "إيمان" تجلس لترى تلك الهدية الملفوفة ... و كذلك فعلت "سارة" .... و بعد قليل هتفت "إيمان" :
-عروسة ...
ضحكت "سارة" قائلة :
-طيب انتى يجيبلك عروسة لأنك طفلة ... انا بقي يجيب لى عروسة ليه ...
لم تنهى كلامها حتى دخل "آدم" قائلا :
-سامع ناس معترضة ... خير
وقفت "سارة" قائلة :
-اه انا معترضة ... انا مش عاوزة عروسة ...
تقدم "آدم" منها قائلا :
-امال عاوزة ايه ...
همست له "سارة" قائلة :
-عاوزة عريس ...
-بس كدة من عيونى ... هاخدك دلوقتى على اقرب سوبر ماركت ... و اجيبلك اللى انتى عاوزاه ... بس اهم حاجة يعجبك
ردت "سارة" بعدم فهم :
-هو مين دة ؟
-العريس ...
ضحكت "إيمان" على مزاحهما قائلة :
-الظاهر ان فيه عريس بجد يا سارة ...
نظرت "سارة" لـ "آدم" قائلة :
-ايه دة فعلا ...
رد "آدم" مراوغا :
-انا قلت كدة ... يلا جاهزين ...
ردت"إيمان" :
-اه جاهزين ... بس الجامعة مش رايح
نظر لها "آدم" قائلا :
-بعيدا عن انك خارجة كدة عادى ... و أخدتى كمان اجازة عادى ... من غير ما اعرف حاجة ... هاه ... انا كمان مش رايح الجامعة النهاردة ...
أخفضت "إيمان" رأسها و هى تقول :
-أنا بس مكنتش عاوزة اعطلك ... و كدة يعنى ...
ثم غيرت الموضوع سريعا قائلة :
-عاوزة اخرج خروجة عيد ... مش خروجة اى كلام
همتا بالذهاب فأوقفهما قائلا :
-ايه دة انتو هتخرجوا بالعرايس دى ... خارج مع أطفال و لا ايه ... يلا كل واحدة تدخل بتاعتها اوضتها ... و اما ترجع ان شاء الله تشوف فيها ايه ...
صفقت "سارة" قائلة :
-انا قلت برضه ... مش معقولة يبقي عيدى العروسة دى بس ...

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now