الفصل الخامس عشر

5K 119 2
                                    

"آدم الحقنى أنا فى المستشفى وواقعة فى مصيبة " ...
انطلق يعدو من أمام "سارة" و بسرعة تسبق الريح قاد سيارته ... فى أقل وقت ممكن كان فى المشفى ... لم يصطبر للبحث عنها ... بل سأل الاستقبال و الذى ألقى عليه صاعقة :
-دكتورة إيمان قبض عليها ... هى الآن فى قسم الشرطة !!!!

لم يعرف ما الذى يتوجب عليه فعله ... لم يعرف كيف التصرف الصحيح فى هذا الموقف ... فقط كلمات قليلة فصلته عن العالم أجمع ... نزلت عليه كالصاعقة ... بلا رحمة أو رأفة بحاله (قبض عليها ) ... لم يتبقَ له من العالم حوله سوى تلك الكلمات ...

(أوعدك انك هتقضى معانا احلى رمضان في حياتك ... وعـــد)

فجأة وجد نفسه عندها ... متى و كيف ... حقا لا يدري ... فقط يردد "يارب .. يارب" ...

بمجرد رؤيته لها عادت روحه إليه ... ظمآن و أخيرا ارتوى أو شبه له ذلك ... فرؤيتها كانت أشد وطأة من عدم رؤيتها ... لم يحتمل رؤيتها كذلك ... هرع نحوها ... بمجرد اقترابه منها ... جذبها بسرعة بين ذراعيه و أطبق عليها بشدة ... بينما هى تشبثت به ... كغريق وجد أخيرا طوق النجاة ... لحظات ... يحاول تهدئتها ... و ما يزيدها ذلك إلا بكاء ... ظلت ترتجف بشدة ...
أخيرا أجلسها و جلس جوارها ... مسح دموعها بكفيه ثم قال :
-ممكن تهدى بقى أنا مش فاهم أى حاجة ...
قالت بصوت متهدج :
-مس ماربل ... مس ماربل ...
-مالها
-ماتت ... و بيقولو ان انا اللى ... انا ... بيقولو ان انا ...
لم تكمل و عادت للبكاء مرة أخرى ... حاول تهدئتها ثانية و لكن من الواضح أنها مهمة صعبة ... و أخيرا تحدثت بصوت متقطع :
-أنا قتلتها ... بيقولو ان انا ... اديتها جرعة زايدة من الدوا ... و عن قصد ... و بيقولو ان انا كنت بتخانق معاها ... و ان هى طردتنى من عندها كم مرة ...
حاول التحد بهدوء قائلا :
-هى فعلا طردتك ؟
-مش عارفة
-طيب اتخانقتى معاها قبل كدة
-مش عارفة
-طيب الجرعة الزايدة انتى فعلا كتبتى كدة فى التقرير
-مش عارفة
-امال عارفة ايه
-مش عارفة انا مش عارفة اى حاجة ....
حاول التمسك بالهدوء قائلا :
-طيب مين اللى بيقول الحاجات دى ؟
-الممرضة اللى كانت معايا ... و شوية ناس كدة فى المستشفى مش عارفة مين دول ...
عادت لنوبة البكاء مرة أخري ... حاول تهدئتها ثانية وهو يقول :
-بالله عليكى تهدى بقى ... ان شاء الله خير بس اهدى ... اهدى و افتكرى ايه اللى حصل ...
أومأت برأسها ... و حان موعد الفراق ... تشبثت به أكتر قائلة :
-انت هتسيبنى هنا ؟...
أغمض عينيه بتثاقل ... و تنهد ببطء ثم نظر لها قائلا :
-غصب عنى و الله غصب عنى ... هجيلك بكرة ان شاء الله ... بس عشان خاطري ركزى و حاولى تفتكرى ايه اللى حصل ...
أومأت برأسها و تركت قميصه ببطء و أنامل مرتجفة ... ربت على يدها و قال :
-أنا سايبك فى معية الله ...

--------------------

معية الله ... مجرد سماع تلك الكلمة هدأتها ... تذكرت قوله -تعالى- : "فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ " ... حقا نست ذكر ربها ... فى تلك السويعات القليلة التى مرت بها ... لم تذكر الله ... فقط انشغلت بالأسباب الدنيوية ... جلست تنظر لما حولها برهبة شديدة ... يلهج لسانها بذكر الله ... تحاول تذكر أى شئ مم حدث ...

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now