الفصل السادس عشر

5.1K 131 2
                                    

اتجه "ماجد" نحوهما .. حاول أن ينصت لشجارهما عله يصل لشئ ... و لكن يبدو أنه وصل متأخرا ... و لكن يكفيه ما سمع منهما ... من المؤكد أنه سيفيده بطريقة ما ...

بعد أن تركت "ريبيكا" الممرضة غاضبة حانقة ... انطلقت بسيارتها بعيدا ... بينما سارت الممرضة هائمة ... التقاها "ماجد" ثم صدم نفسه بها ... وقف معتذرا ...
ماجد : اه اعتذر بشدة لم أقصد ...
لم تعبأ له و أكملت مسيرها فأوقفها ثانية و هو يقول بصوت ملهوف :
-أوه "روز" عزيزتى اشتقت إليك كثيرا ... سامحينى أرجوكِ ...
انتبهت له قائلة:
-لست "روز" ...
قال و هو يتصنع البكاء :
-لا عزيزتى أرجوكِ ... سامحينى ... لن أغضبكِ ثانية ...
اندهشت الممرضة مم يفعل و قالت :
-أقول لك لست "روز" ...
نظر "ماجد" لها و هو يقول :
-حقا ... أوه انا اسف و لكنك تشبهينها كثيرا ...
ثم أكمل حديثه بطريقة درامية لكسب عطفها :
-لقد هجرتنى منذ عام ... أنا من أغضبها ... ارجوك اذا قابلتِها ... قولى لها ان تعود الى ... لقد اشتقت اليها كثيرا ...
نظرت له الممرضة بشئ من الأسي ... و لكن ليس وقته ... ينتظرها أمر مهم ... همت بالمغادرة فأوقفها قائلا :
-اطلبى منى اى شئ افعله لك ... انت تشبهينها كثيرا ...
لم تلتفت له و أكملت مسيرها ... سار خلفها و هو يقول :
-رأيتك تتشاجرين مع تلك المرأة ... هل أزعجتكِ ... ممكن أن أساعدكِ فى الانتقام منها ... لا استطيع رؤية دموعك ... فأنت تذكرينى كثيرا بروز حبيبتى ...
التفتت له تتأمل صدق حديثه ... بينما اصطنع هو الحزن و الأسي ... مم أثر عليها ... فهى الآن بحاجة لأى مساعدة ...
نظرت له بشك قائلة :
-من قال أنى أريد الانتقام منها ...
رد بثقة :
-هى أغضبتك ... يجب أن انتقم منها ... فأنا لا أقدر على رؤية روز غاضبة ...
ردت بملل :
-لست روز ...
-و لكنى أريد أن أساعدك ...
نظرت له بشك و هى تخرج ورقة من حقيبتها :
-إذا أردت مساعدتى فقط أحضر لى هذا الدواء ...
رد ببراءة :
-ألا تملكين المال عزيزتى ...
-هذا الدواء يجب أن يكتبه لى طبيب ... ريبيكا لم توافق ... بعد أن ساعدتها كثيرا ... رفضت أن تكتبه لى ....
التمعت عيناه و هو يقول :
-وإن أحضرته لك ِ ... ستنفذين ما أطلبه منكِ ...
قالت بدون تردد :
-أحضر لى الدواء و اطلب منى أى شئ ...

----------------------

جلس "ماجد" فى سيارة "آدم" و هو يقول :
-كدة معانا أول الخيط ...
شغل "آدم" محرك سيارته قائلا :
-خيط ايه ... ايه اللى انت كنت بتعمله دة ... ساعة بتتكلم مع الممرضة ... و كنت بتعيط ليه ؟
اصطنع "ماجد" الاندهاش و هو يقول :
-أنا ... أنا معيطش ... هو فى راجل بيعيط ... أنا بس ممثل شاطر و الدليل انك صدقتنى ...
نظر له "آدم" قائلا :
-ممثل شاطر ... طيب يا ممثل سمعت حاجة منهم ...
ضرب "ماجد" جبهته و هو يقول :
-فكرتنى دة انا سمعت اهم حاجة ...بس قولى اول ايه الدوا دة ...
قالها و هو يعطيه ورقة ... أخذها منه "آدم" ... قرأ ما فيها ثم قال :
-نهارك مش فايت ... ايه اللى مكتوب دة ...انت عاوزة فى ايه ...
ابتسم "ماجد" قائلا :
- تكتب لى روشتة بيه ؟
أوقف "آدم" سيارته و هو يقول :
-انت بتستعبط ... انت عارف الدوا دة ايه ... م الاخر دة مخدرات ...
تحدث "ماجد" بلا مبالاة :
-مخدرات هتتباع فى الصيدلية ... يا سلام ...
-يا بنى ادم ... دة دوا مسكن ... موجود فى الصيدليات بس مبيتصرفش غير بروشتة ... لأنه بيسبب ادمان ...
-ما انا عارف ...
قال "آدم" بصوت عالِ :
-ماجد متجننيش ... لما انت عارف عاوزة ليه ...
رد بهدوء :
-اسمعنى كويس ... الدوا دة للممرضة ... ريبيكا ماسكاها من ايدها اللى بتوجعها ... بتكتب لها الروشتات ... و هى تصرف الدوا ... و الممرضة بتعملها اي حاج عشان خاطر الدوا دة ... سب الخناقة ان ريبيكا مش راضية تكتب لها روشتات تانى ... و طبعا انت عارف الكيف بيذل -قالها ساخرا - ثم أكمل : انا هخليها تحت امرى انا ... كدة هتطمنلى لأن انا اللى بجيبلها اللى هى عاوزاه ... و اساعدها طبعا تنتقم من ريبيكا ... ما هى خلاص معدتش محتاجاها ...
قال"آدم" معترضا :
-مالى أنا و مال اللى انت قلته دة ... انتقامها من ريبيكا هيفيدنى بإيه ... و بعدين أخلاقى كطبيب متسمحليش اكتب الدوا دة ...
-مالك ازاى يا بنى ادم انت ... احنا مش شاكين فى ريبيكا دى ... لا دة مش شك بعد اللى انا سمعته انا متأكد ان هى اللى ورا اللى حصل ...
-سمعت ايه ؟...
-ملكش دعوة و سيبنى انا اتصرف ... خليك انت بعيد ... ها هتكتب الدوا ...
قال "آدم" مترددا :
-مينفعش يا ماجد ...
-صدقنى مش هديهولها ... هعرف منها اللى انا عاوز اعرفه بس ... صدقنى ... يلا يا آدم ... انت مش عاوز دكتورة ايمان تخرج ...
بتردد شديد أخرج قلمه و دفتره .... توقف ثانية ... فحثه "ماجد" قائلا :
-انت مش قلت انه مسكن ... طبيعى انك هتكتبه لمريض ...
رد بقلق :
-اكتبه لمريض مش لمدمن ..
قال "ماجد" حاسما للموقف :
-يلا يا آدم ... الوقت مش فى صالحنا ... صدقنى هتصرف ومش هديهولها ...
كتبه "آدم" بسرعة خشية أن يتردد ثانية ... بمجرد انتهائه .. خطف "ماجد" دفتره و أخذ الورقة و هو يقول :
-اطلع بقى على بيتها ...
حملق فيه "آدم" و هو يقول :
-بيتها انت ناوى تعمل ايه ؟ ...
-متقلقش يا "آدم انا مش هدخل ... المفروض انى هعزمها ع الغدا برة ..
-انت هتجننى انت لحقت اتعرفت عليها و عازمها على غدا كمان .. و هى ايه عادى كدة مشكتش فيك ... و بعدين انت مش صايم ..
قال "ماجد" مصطنعا الدهشة :
-قولت لى ليه ؟ انا كنت عامل نفسي ناسي ... و بعدين انا تأثيري ع البنات لا يقاوم اصلا ...
-لا يا راجل ...
-انا عارف انك غيران منى عشان انا وسيم وجنتل وانت لا ..
-بدأت اقلق منك ...
رد "ماجد" مبتسما :
-انا عارف انا بعمل ايه كويس ... متقلقش ... انا كبير بما يكفى ان انا اعرف الصح من الغلط ... و بعدين انت مش واثق فيا و لا ايه ...
-ربنا يستر ...
-يبقى خلاص توكل على الله ... ايوة اقف هنا ... و اخلع انت بقي ...
-اخلع ؟!!
-اه ملكش فى اللغة دى ... طب ما سمعتش اخلع يعنى امشي يالى مبتفهمشي ...
ضحك "آدم" قائلا :
-ايه الروقان اللى انت فيه دة ... و بعدين انا مش هخلع انا هفضل وراكم بالعربية ...
وافق "ماجد" متذمرا و هو يقول :
-براحتك ... بس اوعى تخليها تشوفك ... سلام ...

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now