الفصل الأول

18.8K 268 6
                                    

ظلت قابعه فى غرفتها أياماً تفكر فى حل يرضى والدها ويطمئنه، فهى لن تسافر إلا برضاه ، تعلم مدى خوفه عليها ولكن هو وعدها إن حصلت هنا على درجة الماجستير ، وجائت لها تلك المنحه فلن يتردد فى الموافقه ، وهاهو رفض الأمر برمته ماذا تفعل ؟؟أتتخلى عن حلمها! أتتخلى عن كل مريض حملت نفسها مسؤليته !! يموتون أمامها ولا تقدر على فعل أى شئ ..ماذا تقدم لهم ؟َ! كل ماتقدر على قوله أن تقدم العلم وقف ها هنا ،، وإلى الأن لايوجد علاج لهذا المرض الخبيث ،فقط انتظروا الموت مات أطفالاً أمامها وهى مابيدها حيله لإنقاذهم ، يجب أن تكمل بحثها وتجد علاجاً فعالاً .

حين يسألها ربها عن علمها ماذا عملت فيه ؟؟ بم تجيب ! يجب أن تكمل الطريق ، هى على يقين أنها ستصل ، ويجب أن تصل ، وأخيراً قامت إيمان من على سريرها ، وخرجت لوالدها ..
يجب أن تحسم النقاش فى هذا الموضوع ،، فلم يبقى
سوى أسبوع على سفرها .

جلس مصطفى على مكتبه يقرأ جريدته الصباحيه
قبل أن يذهب إلى عمله، ثم شرد فى ابنته
كيف يسمح لها بالسفر الى بلد اوروبيه وحدها ؟؟!
كيف له أن يوافق على ذلك ؟
قطع شروده طرقات الباب ، وجدها إيمان بعد أن سمح لها بالدخول
نظرت له قائله:- بابا ممكن أتكلم مع حضرتك شويه
أشفق عليها فعيناها حمراوتان من البكاء ،،
كما أنها لم تنام منذ رفضه لتلك البعثه .
أومأ برأسه إيجاباً فتقدمت وجلست قبالته قائله :-
* بابا أنا مش هقولك غير حاجه واحده غنك وعدتنى ، وقبل كده علمتنى إن الكلمه وعد فمعنى رفضك إنك مكنتش واثق فيا وان أنا أنجح النجاح ده أو مش واثق فيا لما أسافر لوحدى
تنهد قائلاً:
انتى عارفه يا حبيبتى أنا بثق فيكى أد ايه بس خايف عليكى
وبعدين مش انتى دايماً بتقولى انك مش هتسافرى من غير محرم!!
إيمان : والله يا بابا أنا كنت فاكره لما المنحه دى تجيلى هكون متجوزه أو ع الأقل عمر هيكون دخل اجامعه واخده يكمل دراسته معايا بس مينفعش هو لسه ثانويه عامه السنه دى! يعنى أنا مضطره وهدرو على صاحبه كويسه هناك صدقنى.

ظل يطرق طرقات متتابع على مكتبه ، مازال متردداً
ولكنه لم يفتر عن صلاة الاستخاره فى تلك الليالى ، وأخيراً حسم أمره مصطفى بعد تنهيده عميقه: موافق

حملقت فيه مذهوله ، لقد كانت تتوقع الرفض مع التبرير ككل مره
ولكنه وافق أخيراً
فقالت : بجد يابابا بتكلم بجد !!
مصطفى: بجد يا حبيبة بابا ، أعمل ايه ، طول عمرك مغلبانى دوناً عن أخواتك،، آيه وعمر عمرهم ما غلبونى كده
بس اقول ايه دايماً الكبير عاقل إلا الكبيره بتاعتى

ضحكت قائله:مجنونه مجنونه المهم إنك وافقت ، هروح أقولهم بقا
خرجت فقابلتها أمها التى صاحت قائله: شكله وافق المره دى
فردت إيمان: وأخيراً هسافر

ترقرقت العبرات فى عين زينب وقالت: يعز عليا افارقك 3 سنين مش عارفه هعمل ايه
إيمان: إيه يا ماما الدموع دى مانتى عارفه انى هكلمك كل يوم عالنت وهتشوفينى كمان ثم قبلت رأسها ويدها وضمتها إليها.
دخل عليها آيه وعمر فصاحت آيه: ايه شغل الدراما ده، وبعدين شكلها لحظات وداع يبقى بابا وافق صح
ابتعدت إيمان عن أمها وأومأت برأسها إيجاباً فصاح عمر:
طب اسمعى بأه يا حلوه مش عشان أنا الصغير تستغفلونى ده هم يدوب 10 سنين بس
ردت إيمان بسخريه: آه بس ......
قاطعها: عندك اعتراض ولا إيه ،، اسمعينى كويس
عارفه لو رجعتى لقيت طرحتك صغرت 1سم هعمل فيكى إيه؟!
بلاش دى ،، عارفه لو هدومك ضاقت 1مل هعمل فيكى إيه؟؟!
قاطعته آيه: انت بتكلم مين يابنى دى الشيخه إيمان مش بعيد تيجى منتقبه من هناك
عمر: إيه يا بنتى مش لازم ارسم دور الحمش شويه
هتفت إيمان: ارحمووووونى مش هخلص منكوا ايه ده O.o
أنا هروح الكليه وبعدين المستشفى وهتأخر يا ماما هاجى الساعه 8 إن شاء الله
*************************
دخلت غرفتها بروح جديده غير التى خرجت بها،، بدلت ملابسها وارتدت حجابها الفضفاض
ووقفت أمام مرآتها ، دائماً ماتشعر أنها ملكه متوجه بحجابها ،، يشعرها بأنها
دره مكنونه ،، تمتمت قائله "اللهم حسِن خلقى كما حسنت خَلقى" .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
دلف د/آدم عبد الرحمن إلى مكتبه بجامعة هامبريدج ، وقد استقبلته سكرتيرته الحسناء بابتسامه واسعه
جلس يستعد لإلقاء محاضراته لطلبة الماجستير .. ومن ثم يتناقش مع بعضهم انهمك فى عمله ولم يسمع رنين هاتفه المتواصل إلا بعد حين نظر إلى شاشته واتسعت ابتسامته فرد قائلاً:
آسف جداً جداً يا حبيبتى مكنتش سامع والله
فأجابت ساره: ماشى كل مره كده ، عموماً مش أنا اللى عاوزاك... دى ماما عازماك عالغدا النهارده إن شاء الله
آدم: حااضر وانا مقدرش أتأخر
عموماً أنا هخلص عالساعه 3 ،، وهقفل التتليفون دلوقتى عشان مشغول جداً
ساره:- ماااااشى مااشى كلامنا بعدين ... سلام
.................................................. ............................
وصلت إيمان للجامعة وأنهت إجراءات السفر ومن ثم انطلقت الى مركز الاورام التى تعمل به ،أنهت عملها وودعت
زملاءهها ومرضاها اللائي لم يكونوا سوى اطفالا..فهؤلاء الاطفال لطالما كانوا دافعها للبحث عن العلاج
لم تتحمل يوما فقدان احدهم....رحلت ايمان وتركتهم خلفها ....يعانون ويلات المرض ....تركتهم على وعد بأن تعود ...ستعود ومعها الحل ..ستكتشف العلاج الاكيد لهذا المرض ..لن يخذلها الله ابدا..مصممة أن تجد علاج يقضى عليه بنسبة مئة بالمئة

ومر أسبوع.......

سأعود بالأملWhere stories live. Discover now