خيالي الحقيقي

27-العزلة

تختفي ستيفانيا لتترك آنجل مغطاة بالدماء و التي أخذت تركض بين الورود التي كانت تترابط لتعوقها ،حتى وقعت أرضاً لتستيقظ فوراً

شهقة عالية تنفضها من سريها لتجد نفسها في بيتها.

"كابوس آخر"صوت الأمان كان هو الأنيس ،صوت نايل كان هو الونيس.

و للعزلة جمال يرجعنا لأرض الأمان.

------------------------------
رحلت و عزلت قلبي معها رحلت و عزلت أنا بحبها.

يسير على خط الموت،يتجاهل كل من حوله،يسير على خط موتها نحو قبرها.

عزلة بينه و بين من حوله صرخات لورين التي تملأ المكان وجعها على ابنتها،و حسرة الباقين عليها.

كان جيمس يسير عريس في ليلة زفافه ،عيناه كلها أمل و حب ،يزداد بكائك لمجرد النظر لعينيه.

يرتمي أمام قبرها يتجاهل كل شيء،فلم يعد لديه شيء.

يمسك حفنة من تراب قبرها يقبض عليها بضحك يتبعه صرخات ،يسحب نايل يداه و قد غلبت الدموع عينيه.

"اتركني معها ،انزلوني معها ،اجعلوني اذهب إليها"تركه نايل و هو لا يدري ماذا يقول ،يعلم جيداً ما هو معنى أن تفقد أعز ما تملك.

يعيد جيمس نظراته المحبة التي تغرغرها الدموع.

"اخبريني كيف عليا أن أراكي،كيف أسطيع الوصول لك،كيف عليا أن أعيش بدونك؟!"

"اللعنة على كل لحظة تركتك فيها،اللعنة عليا عندما تخليت عنك،اللعنة عليا عندما تركت أخي ينهش فيكي ،اللعنة على جبني ،ستيفانيا"

يصرخ و صرخاته تملأ المكان تزيد من دموع البعض و تزيد من جنونه،آنجل تراقب و تبقي فقط ،تراقب و يزيد شعورها بالذنب.

فأحيانا عزلتنا تكون أخطر ذنوبنا ،تكون هي سر جرحنا.

يسحبه نايل و بعضاً ممن كان في الجنازة ،ينتشلوه من جحيم نفسه.

و لكنهم لم يعلموا أنهم هكذا يخرجوه من جنة حياته.

-----------------------------
لن أسامح عزلتي و سأبقى فقط لك.

تتقدم السيدة كولن لتفتح الباب و كعادتها تعانق آنجل فورما رأتها.

استسلمت آنجل للعناق لتبادله بإبتسامة معهودة،فهي حقا تحتاجه ،تحتاج لعناق أم لم تحظى بها.

"جيمس لم يخرج من غرفته منذ أسبوع أنا سعيدة أنك جئتي لرؤيته،و لكن أين نايل؟!"سألها أم جيمس مسببة توتر آنجل.

و الذي تابعته بإزاحة خصلة من شعرها خلف أذنها لتجيبها بخفوت"هو في العمل و لقد اخبرا نفسي أن أتي لأطمئن عليه"

ابتسمت السيدة و هي تدخلها غرفة جيمس و الذي حتى لم يلتفت ليرى من.

"جيمس"همست بحزن و هي تقاوم أن تنزل دموعها بتلك السرعة .