38) تعاهد المــَوت

229 34 7
                                    

--
--

امسك يدها بينما يده الاخرى تحمل السِّلاح ، كان مشوّشًا ما بين انقاذها وما بين إكمال محاربه من امامه ..

نهضت مجدّداً بعد ان سقطت على اشلاء وحطامِ الشـّـتلة ، كان وجهها متورّماً كبقية فرقتهم ، وغباراً طُبع على جسدها وثيابها . بقيت تسعل لعدّة ثواني ولكنّها استعادت قوّتها أخيراً ، ارسلت الى كين نظرات طعنته بالصّميم وكانت كمجموعة أسهم حادّة غُرست في صدره .

انفاسه الحاره الّتي تخرجُ منه .. تحمل معها كرهاً وشعوراً بالخذلان ، بالطبع فـ فيونا خذلته وطعنته من الخلف بينما كان يظنّه هو من خدعها

وانقلَبَ السّحرُ على السّاحرِ !

اقترب كين منها وهو يحمل سلاحه ، رفع كتفيه و قال متسائلاً بغيض :
" إذاً ، جمعتي جيشاً هائل العدد ، جعلتي من ظننتُ اني استغلّيتُهم ينقلبون ضدّي .. ماذا بعد ؟ " .

أجابــت باشمئزاز :
" السّــبب واضح كوضوح القمر ليلة البدر ! " .

كين
" أهوَ كذلك ؟ " .

قالت بمقت وكره :
" أجــل فأنا أكرهك ! اكرهك وأُمقتك بشدّة منذ ان حوّلتني وفـ .." .

قاطعها بصرامة :
" كفاكِ ! " .

اقترب اكثر وهو يقول مقرّباً سلاحه :
" اعترفِي هايلي ! انتِ تحبين نفسكِ مصاصة دماء لا كبشرية ، بودّكِ .. في كلّ ثانية ! في كلّ ثانية يراودكِ الشعور .. بأنّكِ تريدين لإيـثان ان يكون كما انتِ ! " .

استأنف وهو ينظر لعيناها ويحاول إخراج الحقيقة الّتي تكبـتها  :
" ان يتحول مثلك ويتحلّى بالقوة الزائدة والسرعة الخياليّة و الكثير هايلي .. اليس كذلك ؟ " .

قالت بغضب عارم :
" اصمت ! لم ولن افكر يوماً ما ! لم امتلك قلباً كقلبك ، اتعلَّم .. أستطيع ان اغرس السلاح في صدرك الآن واتخلص منك الى الأبد " .

ابتسمت بشرّ وحقد وهي تسترسل :
" ولكن كلّا كين ، أريدك ان تتعذّب ، ان تموت ببطئ ، ان تتمنى الموت بعينهِ ! اجل ، تتمنى عدوّك لما تراهُ من التّألُّمِ والوجع  !" .

قطّب جبينه ورفع شفتيه وقد عاد غضبهُ ، نظر لما حوله ، الجميع ، يقاتل كل واحد منهما الاخر بشراسة ، إمـّا موتاً او حياة ولا خيار ثالث .

كاد ان ينطق لولا انها اخرسته وابكمتهُ رصاصة أُطلقت على صدره ، نظر لها وهي تصوّب فوّهة المسدس نحوه ، الموت يتسلل له ببطئ كما تمنّت ، أغمض عينيه بشدّة مقاوماً الألم ، ألماً كالجحيم ! كعذاب فوق عذاب والرّصاصات  تتزايد ..

استبدل تلك الكلمات الّتي كاد ينطقها بصرخات متتالية ، اشفقت عليهِ قليلاً .. قليلاً فقط ..!

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now