17) معجـزة هـُروب

316 36 3
                                    

--

" الى أين تأخذينني بحق الجحيم ؟ " .
هتفتُ بغضب وانا التفتُ لها .

" الم أقـُـل لكِ أن تضعي حزام الأمان ؟ " .

" أنتِ تتجنّبين الموضوع ! أجيبي السّؤال اللعين " .

زفرَت قائلة :
" حسناً انا أُريد ان أخُلّصك من ذُلّ كين " .

تنهّدتُ بارتياح ولكن ظنوناً بقيت تتطاير في ذهني الى ان قلتُ بريب :
" قلتِ لي أن اسمكِ آنابيلا ، هممم اذاً آنا ماذا إن كُنتِ تكذبين وهذا فخّ ليس الّا ! " .

" يالهي ، ثرثارة " .

" انا جادّة ! ما مغزاكِ او حتّـى ماذا ستجنين نفعاً ان ساعدتني ؟ " .

لم ترد فتأفّفت وبقيتُ طوال الطّريق متوتّرة أبحثُ عن إجابات .

" لن تأخذيني الى شقّتي أليس كذلك ؟ لا أُطيق .. ".

قاطعتني قائلة :
" بالطّبع لا ! سيكون يسيراً عليهم إيجادكِ ! " .

" الى أين إذاً ؟ " .

" إحدى الشقق في فُندق أبي ، بعيد قليلاً مما سيُعسّر عملية إيجادك " .

" مهلاً أبيك ؟ الستِ مصاصة دماء ؟ " .
أجفلتُ بتعجّب .

" لم يعلم بعد عن هذا " .
أجابت باستياء وأسى ثمّ أردفت بغيظ :
" أُصمتِ يا فتاة ، الا يتعب لسانكِ ؟!! " .

عقدت يداي على صدري الى ان وصلنا الى احد فنادق أبيها .

حين ولجت الى الداخل برفقتها كانت جُدرانه تصرخ بالفخامة ، أباها فاحش الثّراء بلا شك !
الأضواء بحدّ ذاتها تُشعّ بالأموال ..

استقبلنا احدى الموظّفين ببشاشة وهو يرّحّب بـ آنابيلا بكلّ سرور وكأنّها أميرة .

" أبيكِ يسألُ عنكِ منذ بضعة أيّام " .

تنهّدت وقد ابتلعت غصّتها العالقة في حنجرتها . 

حجزَت شقّة بغرفتين وغرفة معيشة وحمّام .
ألقت على يدي المفاتيح وقالت بابتسامة شاحبة :
" اذهبي الى الغرفة ، سأُوافيكِ هناك " .

اومئت لها وذهبت الى الغرفة لأُرتمي بنفسي على الفراش ، كان ناعماً يبعث السّكينة والهدوء فنعست واغمضتُ عيناي براحة .

______________
______________

خرج كين من الغُرفة ألّتي حجَزَ هايلي فيها ، كان وجههُ مُحمرّ غضباً وعيناه تتطاير الشرر منها كقذيفة لهب .

صرخ في الأنحاء ليجتمع رجاله مرتعبين .

" إإتوني بتلك اللعينة ! أين هي ؟؟؟؟؟ " .

" عمَّ تتحدث سيّدي " .
قال احدهم بتوتّر جليّ .

أمسك ياقته بيده وقال بحنق :
" تعلم جيّداً عمَّ أتحدَّث " .

ابتلع الرّجل ريقه وقال مُتلعثماً :
" أقسم أَنِّي لا اعلم عمَّ تتحدث " .

تركه كين ليسقط أرضاً وقال بصوت جهور يعتريه الانفعال :
" جدوا هايلي والآن ! اريدكم ان تبحثوا عنها في كُلّ مكان ، في كل إنش من هذه المدينة " .

__________________
__________________

كُنتُ على وشك أن أغطّ بنومِ عميق الا ان صرير الباب والخطوات الهادئة أيقظتني .

نهضت وفركت عيناي محاولة ان أُبصر ما حولي ، رأيت آنابيلا تدخل غُرفتها ولمحتُها تمسح دموعاً كانت على وجنتيها .

لحقتُ بها وطرقتُ الباب بخفّة ، بقيت صامتة قليلاً ثم قالت بصوت هادئ :
" تفضّلي " .

دخلت وجلست بجانبها على الطّرف الاخير من السرير ، قلتُ بخفوت :
" ما بكِ تبكين " .

" لا شيء حقاً " .

كوّبتُ وجهها بيدي وقلتُ برجاء وحنان :
" أخبريني " .

تنهّدت والتفّت على الجهة الاخرى ، لم تقابلني بوجهها ثم همست بضعف تحاول جاهدة كبت امطار عينيها المُتجمّعة في غيمة مقلتيها :
" منذُ أسبوعان تقريباً تحوّلت الى مصاصة دماء ، وضمّني كين الوغد الوضيع الى جماعته رغماً عنّي .. أشعرُ بالعار ! بالخزي ! لا يمكنني مقابلة عائلتي بهيئتي هذه ..." .

ربتُّ على كتفها برأفة وقلت مُطمئنة :
" لا تقلقي ، مررت بفترات عصيبة اكثر منكِ ".

ثمّ استرسلت وأنا احتضنها :
" كُلّ شيء على ما يُرام " .

همست بقلّة حيلة ممزوجة بأمل :
" أرجو هذا " .
____________________
أمّا في الجهة الأُخرى . .

كان كين يمشي يميناً ويساراً بحيرة وغضب عارم ، دَخلت فيونا بتوتّر واقتربت وهي تهمس :
" أكـلُّ شيء على ما يـُرام ؟ " .

التفّ لها و اصفرّت يداه من شدّة قبضته وهو يقول مُشدّداً على الكلمات :
" أُغربي عن وجهي " .

اتّسعت عيناها قائله :
" كين ما الَّذي يجري عزيزي !! " .

تنهّد وقال بحنق :
" هايلي اللعينة هربت !! ألديك أيّ فكرة أين تكون؟ " .

هزّت رأسها نافية وهي تقول :
" كَلَّا ! قد تكون في بيتنا ولكن لا اظن هذا " .

" ارسلت مجموعات للبحث عنها " .

اقتربت وهي تضع يديها على كتفه :
" لم تخبرني الى الآن ماذا اردت منها ولمَ كُلّ هذا البحث ! " .

نظر اليها مطولاً وفي ذهنه شريط تلك الذِّكْرَى يدور ليزيده غضباً فوق غضبه .
______
⭐️ + 💬 .
______

تناثـُر الأحمـَر Wo Geschichten leben. Entdecke jetzt