24) حيرة وسط صدمة

296 38 3
                                    



--

أحاطت كوب قهوتها المرّة بيديها وهي تتأمّلها بشرود ، بللت شفتيها واحتارت فيمَ تبدأُ حديثها ؟ وكيف تقدّم الأمر .. تهوّرت كثيراً حين نطقت بكلماتها فجأة ودون مقدّمات :

" إيثان ، أن حامل " .

صمت لثوانٍ وهو يرتشف قهوته ثم نظر لها بسخرية وقال بتهكّم :
" أتهذين ؟ " .

زفرت بغيض وهي تخرج أوراق التحاليل من حقيبتها بارتعاشوتُلقيها أمامه ، نظر لديالا مُقطّباً جبينه ثم دحرج نظره الى الأوراق وامسكها بحذر وقلق .

بقي يحملق ويُعيد القراءة مراراً وتكراراً بغير تصديق وبريب ؛  اتّسعت عيناه حين تأكّد من صحّة الأوراق والتّحاليل المُكرّرة . فتحَ فيه بصدمة وانتفض جسده . حدّق بديالا مجددًّا ثم أغمض عينيه بشدّة وهو يقول بصوت أشبه بالهمس :
" اسقطي الجنين " .

من شدّة قبضتها شعرت بحرارة الكوب الَّذي تسللت سخونته ليدها ، فأبعدت يدها الى رأسها بغضب ، تخلّلت يدها خُصلات شعرها وهي تبعدها الى الخلف ،  نظرت الى الطّاولة وتقول :
" كَلَّا ، هذا طفلي ، انا حبلى منكَ يا إيثان .. طفلُنا  ! كما أَنِّي أشدّ حيرة وصدمة منك " .

وضع كلتا يداه على رأسه وأتّكأ على الطّاولة وهو يقول بين صرير أسنانه :
" دعيني استوعب الامر .." .

كادت ان تنطق لولا انه أردف بخفوت :
" أرجوكِ ، احتاج برهة لاستيعاب الامر " .

اومئت وهي تتحسّس بطنها الصَّغير الَّذي لم يكبُر بعد ، ابتسمت بضعف ثم تذكّرت كيف ستكون حياة جنينها وطفلها .. !
تلك هي نهايات التّهور .

خيّم الصمت لدقائق سوى موسيقى المقهى الهادئة والخافتة ، تحدّث وهو يقف بغصّة عالقة في حنجرته :
" احتاج دورة المياة " .

أومئت مجدّداً وتنهّدت وهي تغمض عينيها بإحباط ويأس .

ماذا فعلت بحق الله لتستحقّ هذه المُصيبة ؟ ولمَ هي بالتّحديد من تحلّ عليها هذه المصائب فوق رأسها كأمطار الشّتاء .. لا تتوقّف وغزيرة .. او كضفّة نهر مُمتد .

هكذا تردّدت الأفكار في ذهنها ، ومع ازدياد تفكيرها يزداد يأسها وتعلو شكواها .
نفضت أفكارها على قدوم إيثان ، سحب هاتفه وبعض أشيائه الّتي تركها على الطّاولة وهو يقول :
" وداعاً " .

ديالا
" الى اللّقاء ،، و - و اتّصل بي لاحقاً " .

_________

في مكان آخر .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now