--أحاطت كوب قهوتها المرّة بيديها وهي تتأمّلها بشرود ، بللت شفتيها واحتارت فيمَ تبدأُ حديثها ؟ وكيف تقدّم الأمر .. تهوّرت كثيراً حين نطقت بكلماتها فجأة ودون مقدّمات :
" إيثان ، أن حامل " .
صمت لثوانٍ وهو يرتشف قهوته ثم نظر لها بسخرية وقال بتهكّم :
" أتهذين ؟ " .زفرت بغيض وهي تخرج أوراق التحاليل من حقيبتها بارتعاشوتُلقيها أمامه ، نظر لديالا مُقطّباً جبينه ثم دحرج نظره الى الأوراق وامسكها بحذر وقلق .
بقي يحملق ويُعيد القراءة مراراً وتكراراً بغير تصديق وبريب ؛ اتّسعت عيناه حين تأكّد من صحّة الأوراق والتّحاليل المُكرّرة . فتحَ فيه بصدمة وانتفض جسده . حدّق بديالا مجددًّا ثم أغمض عينيه بشدّة وهو يقول بصوت أشبه بالهمس :
" اسقطي الجنين " .من شدّة قبضتها شعرت بحرارة الكوب الَّذي تسللت سخونته ليدها ، فأبعدت يدها الى رأسها بغضب ، تخلّلت يدها خُصلات شعرها وهي تبعدها الى الخلف ، نظرت الى الطّاولة وتقول :
" كَلَّا ، هذا طفلي ، انا حبلى منكَ يا إيثان .. طفلُنا ! كما أَنِّي أشدّ حيرة وصدمة منك " .وضع كلتا يداه على رأسه وأتّكأ على الطّاولة وهو يقول بين صرير أسنانه :
" دعيني استوعب الامر .." .كادت ان تنطق لولا انه أردف بخفوت :
" أرجوكِ ، احتاج برهة لاستيعاب الامر " .اومئت وهي تتحسّس بطنها الصَّغير الَّذي لم يكبُر بعد ، ابتسمت بضعف ثم تذكّرت كيف ستكون حياة جنينها وطفلها .. !
تلك هي نهايات التّهور .خيّم الصمت لدقائق سوى موسيقى المقهى الهادئة والخافتة ، تحدّث وهو يقف بغصّة عالقة في حنجرته :
" احتاج دورة المياة " .أومئت مجدّداً وتنهّدت وهي تغمض عينيها بإحباط ويأس .
ماذا فعلت بحق الله لتستحقّ هذه المُصيبة ؟ ولمَ هي بالتّحديد من تحلّ عليها هذه المصائب فوق رأسها كأمطار الشّتاء .. لا تتوقّف وغزيرة .. او كضفّة نهر مُمتد .
هكذا تردّدت الأفكار في ذهنها ، ومع ازدياد تفكيرها يزداد يأسها وتعلو شكواها .
نفضت أفكارها على قدوم إيثان ، سحب هاتفه وبعض أشيائه الّتي تركها على الطّاولة وهو يقول :
" وداعاً " .ديالا
" الى اللّقاء ،، و - و اتّصل بي لاحقاً " ._________
في مكان آخر .
YOU ARE READING
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...