23) حــبلَى

298 37 3
                                    


--
لم تزل عينيها عن الورقة الّتي أمامها ؛ تمسكُها بيدها المتعرّقـة مُرتعبة ، وبيدها الأُخرى تحاليل المنزل ، تجول بنظرها على كلتا الحاملين للخبر .

من المُفترض أن يكون خبرا زُفّ اليها فتهللت وابتهجت ، ولكن على العكس ، فخطّي دموعها على وجنتيها ومقلتيها الضّبابية يظهران العكس ، بالتّأكيد العكس .. فهي حبلى من حبيبها الَّذي لا يبادلها مشاعر ، اتّخذها حبيبة مؤقّـتة لسبب تجهله ،ناهيك عن كونهِ غيرُ زوجها .

ماذا ستقول عائلتُها عنها ؟ عاهرة ، فاجرة ، مخبولة ؟
وماذا ستفعل بجنينها الَّذي تخشى إسقاطه او التخلّي عنه في أرضية قُرْب القمامة .. تخشى عليه من أيّ شيء حتّـى قبل ان يرى الدّنيا وحماقتها  ..

لم تُسعفها قدماها فسقطت أرضاً واضعة يديها على بطنها تتحسّسه بارتعاب وهي تذرف دموع الخوف ، الهلع ، والألم .

نظرت لهاتفها الملقي أمامها ينير باسم " إيثان " ، ها قد اتّصل بعد أن اتّصلت هي قبلاً ولم يُجيب ، ان أجابت فسيأتيها صوته متملّلاً متأفّفاً وهي لا تُطيق هذا ؛ يجب ان تنتظر حتّـى يحين الوقت المناسب لتقدّم الخبر .

امسكت بالهاتف مرتجفة وظغطت على - رفض - ليصمت رنينه المزعج ويُغلق نوره المضوي باسمه ، ايثان .. والد جنينها .

----
---

نزلت وهي تنشّف يديها المُـبلّلة بمناديل صافية بيضاء ، جابت بنظرها حول مقهى الفُندق بهدوء تبحثُ عن ملامحه المميّزة حتّـى وجدته في أقلّ من ثواني ، اقتربت بابتسامة لطيفة كانت جنّـة لعيناه .

خيّم الصّمت لدقائق معدودة فيها حاولت هايلي ترتيب كلماتها والأحداث ولكن بلا جدوى ، هي متوتّرة حدّ النّخاع .

هايلي
" إيثان .." .

أشار لها برأسه بمعنى - نعم - ، لتُـكمل هِيَ :

" لا أعلم كيف أُصيغ لك ما حدث " .

أجابها مُطمئناً بهدوء مُبتسماً ابتسامة صغيرة  :
" لا بأس اشرحي بالطّريقة الّتي تُريحكِ " .

قطعَ حديثهما صوت اتّصال هاتف إيثان ، نظر اليه ليرى اسم ؛ ديالا .
بينما هايلي خطفت نظرة سريعة لترى اسماً أشبه بــ : داليا ، دلايا ، أو شيء من هذا القبيل .

قطب جبينه وملامح الضّجر تجلّت على وجهه ، رفع هاتفه الى أذنه  ، نظر الى هايلي هامساً :
" دقائق فقط " .

أومئت له وأجاب متملّلاً كما توقّعت ديالا :
" أهلاً ديالا " .

جائه صوتهاً هلعاً مذعوراً :
" انظر ايثان ، توتّرت كثيراً قَبل ان اتّصل عليك ، ولكنّ الأمر هامّ " .

قال وجِلاً :
" ماذا جرى ؟ " .

ديالا
" الامر لا يُقال في الهاتف ، فلنتقابل " .

ايثان
" سأتّصل بكِ لاحقاً  انا في امر هام  " .

ديالا
" ايثان أُقسم لك انها ليست احدى فكاهاتي ولا أمراً تافه ، أمراً .. " .

ثمّ استأنفت بقلق :
" أمراً أهمّ من أيّ شيء بالنّسبة لي ، وقد يَكُونُ لك " .

انزعج من حديثها المُبهم وَالَّذِي أودى به للاضطراب فقال :
" حسناً قادم " .

وأغلق الهاتف .
بينما تفكير هايلي الحانق كان :
" من هي ديالا تلك ، ما الموضوع الَّذي أقلق إيثان ؟ وما هو الشّيء الَّذي بينهما ليتكلم ويبدو عليه الارتياح والاعتياد لديالا ؟ " .

نفضت أفكارها وقال لها :
" ديالا تحتاجني لأمر هام ، سأعود بسرعة أعدكِ " .

بدأ يخطو خطواته ويبتعد شيئاً فشيئاً ولكنّها قالت بصوت أشبه بالصّراخ ليسمعها :
" إيثان .." .

التفت لها واقترب بضع خطوات فسألت بخفوت :
" من هي ديالا " .

ابتسم في أعماقه وظهر شبح ابتسامته على شفتيه ثم تلاشت فوراً وهو يقول :
" لمَ تسألين ؟ " .

قلّبت عينيها بملل وهي تقول :
" فضول لا أكثر " .

فقال بسخرية وتهكّم :
" فضول إذاً ؟ " .

تنهّدت متذمّرة :
" أخبرني فحسب من هي ؟ " .

التفت وخرج قائلاً :
" منذ متى أتلقّى الأوامر منكِ ؟ " .

ضربت الارض بقدمها غاضبة تتمتم ببعض الشّتائم والاستهزاء وشقّت طريقها الى الغرفة عند آنابيلا .

_____________

-
البارت قصير آدري بس عشان اترك لكم مساحة تستوعبوا الصدمة .. ديالا حامل 😂😂 .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now