28) ذُبول جـسدٍ ورُوح

262 36 6
                                    

--
بارت صغير بس شكر لكل الي يدعم ويقدِّر ، و رجاء لحد يقرأ بصمت (: !

*
وكبرنا وانـقضتْ أحلامُنا
بيدينا ندفِنُ الحلمَ الجميلْ
قد مضـت ذكـرى وأبقت عندنا
طيفها المحزونَ يبكي كالأصيلْ
كمْ بكينا تلكمُ الذكـرى أسى
أيعيدُ الدمـعُ ما قبـلَ الرحيلِ
أيهـا القلـبُ اتّئدْ لا تشتـكي
إنمـا الدنيا سـرابٌ لا يطيلْ
*
--

ظلّ يُحدّق بالأرضِ بينما عيناها لا تكفُّ عن إرسال علامات استفهام له ، وملامُحها الذابلة تملكُ ألف سؤال ، غرقت ببحرٍ من الحيرة والأسأله وهي ترجوه أن يتفوَّه بحرفٍ ما فقط ليُسكت الصّوت المزعج بدواخلها وَالَّذِي يدندن بالشكوك .

وبعد أن يأست من محاولات حديثُ العيون والتّلميح ، أمسكت بيده وظغطت عليها قائلة بحزم :
" إيثان ما الأمر؟ ما بها التّحاليل ؟ أهُناك خطبٌ ما ، تحدّث رجاءً ؟ " .

تنهّد وهو يُبعد يده وينظر لعيناها الغائرة بـتردّد ، حاول قدر الإمكان الخروج من الموضوع فقال مُبتسماً :
" كُلي طعامكِ كاملاً " .

زفرت غير مطمئنّة وهي تقول بخفوت :
" لقد فقدت شهيّتي في الآونة الأخيرة ، أظنّه .. بسبب الحمل ربما ؟ " .

أمسك بيدها وهو يقول :
" كَلَّا يجب أن تأكلي ، لقد خسرتِ الكثير من الوزن ديالا .." .

بللت شفتيها ووضعت يديها على رأسها بضيق قائلة :
" لا اعلم ، لم أظنّ الحمل بهذا القدر من الألم " .

بقي يحدق بها و هو يتخيّل مصيرها .. كَلَّا يا ديالا ليس كُلّ هذا ألمُ حملٍ ، تنهّد وشريط ذكرى الأمس لا زال يتكرر .. ديالا مريضة بالسّرطان ؛ وكلمات الطّبيب لازالت تتردّد على مسامعه ، موقفه بعد ان تصرّف كالمجنون أمامه يكرر تكذيبه .. ويقول ان جنينه ووالدة جنينه سيعيشان بخير . ولكن الحقيقة قاسية جداً لا ظلّ رحمة عندها ، فهي حتماً لن تستشيرك في حلاوتها ومُرّها بل ستأتيك على حين غُرّة كعاصفة دون سابق إنذار ، هكذا هي الحقيقة .

ديالا
" ما بكَ شارد ؟ ما الخطب ؟ " .

ايثان
" لا شيء على الإطلاق " .

بقيت تعبث بِالطَّعَام بملعقتها دون أن تأكل ، وتُصدر صوتاً خفيفاً من الصّحن بينما هو محتارٌ لا يعلم كيف وأنّــى يتصرّف .

رنّ هاتفهُ فوقف بعد أن رأى اسم هايلي وهو يقول :
" سأُنهي الإتّصال وآتي ، يجب عليكِ أن تكملي الطَّعَام اتّفقنا ؟ " .

أومأت وهي تَقَلُّب عينيها بتملل بينما خرج إيثان للفناء الخلفي مُجيباً على هايلي .

ومنذُ أن ظغط زرّ القبول للمكالمة ، جائهُ صوت هايلي غاضباً من الطّرف الآخر وهي تقول :
" لماذا بحقّ الجحيم تفعلُ هذا معي ؟ ألا يكفي المرّة السّابقة وغفرتُ لك فعلتك والآن ؟ ما عذرك ؟ " .

ايثان
" إهدأي ، ما الخطب ؟ " .

تنهّدت وتجاهلت سؤاله وهي تسترسل :
" أم أنّك مع داليا الل .." .

قاطعها :
" هايلي ! ما بكِ ، ماذا حدث ؟ " .

هايلي
" إيثان ، أنتَ حتّـى لم تسأل عنّي في الأيّام الأخيرة الماضية ولم تزُرني وأنتَ تعلم أَنِّي في حالٍ مُزرٍ كلّما حاولتُ شرحهُ لك .. تجدُ عذراً وتهرُب ..! " .

ايثان
" أنتِ لا تعلمين ما أمرّ به هايلي ، الأمرُ صعب .. أصعب ممّا تظنّين " .

صمتت قليلاً ثمّ قالت بهدوء :
" إذاً أُريد أن اعرف " .

إيثان :
" لا تريدين أن تعرفي .. " .

هايلي
" ولمَ لا ؟ " .

ايثان
" فوضى عارمة تكتسح حياتي لا أعرف أيُّ جهة أُوَاجِه أولاً , ولا أُريد لكِ أن تُقحمي في هذا هايلي .." .

هايلي
" انا معكَ بالحلوِ والمرّ ، أنتَ لن تُقحمني بل أنا جُزءٌ من هذا ، أنا أنتَ وأنتَ انا اتّفقنا ؟ " .

ايثان
" إذاً سأشرحُ لكِ لاحقاً ما دُمتِ تريدين هذا " .
وابتسم وهو يعلم أنّها لن تراه ولكنّها قطعاً ستشعُرُ بهذا . وقبلَ أن يُغلق الخط ؛ استأنف هامساً بخفوت :
" أُحبّكِ دوماً وأبداً " .

وجّه نظرهُ نحو النّافذة الواسعه المُطلّه على الغرفه الّتي تجلسُ بها ديالا ، كانت كـ وردة آن أوانها وبدأت بالذّبول .

اما هايلي ؟ لم تُبعِد الهاتف عن أُذنيها بل ظلّت كلماته الأخيرة تتردّد مراراً وتكراراً على أوتار مسامعها دون توقّف .
-

دَخل الى غرفة الطَّعَام راسماً ابتسامة مُصطنعة على ثغره ، بالمقابل ، ابتسمت لَهُ بوهن .

صحيحٌ أَنَّهُ لم يُحبّها يوماً ولكن أيُّ قـلبٍ هذا الَّذي لن يرحم مريضاً وبالسّرطان ؟ علاوة على هذا فإنّ في رحمها جنينٌ سيكون أباً لَهُ يوماً .. وإن كان جاء عن طريق الخطأ وبلا تخطيطٍ .

---
---

* Note * ملاحظة صغيره * :

الّي يسألون عن كم باقي بارتات ؟ ولله مدري ما حددّت يعني كل الأحداث خططت لها بس مادري كم بارت باقي ولله (: 💜 .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now