---مرّت الأيام متشابهة بالنّسبة الى إيثان ، ساعات مُثـقّلة بالانتظار المُـمل لها .. وساعات تحمل في طيّاتها اليأس من عودتها او حتّـى سماع صوت اعتاد ان يكون نغمة معتادة ليومه ، صوتُـهَـا
- إهدأ إيثان ولا تقلق كل شيء على ما يُرام .
قالت كارا وهي تمسح ظهر إيثان .
- كارا ، ما السبب الذي يجعلها تأبى قبول مكالماتي او تصحيح الامور معي ؟!
- هيا سنخرج يجب ان تروِّج عن نفسك .
قالت بحزم ممسكه يده وهي تجعله ينهض .
- لا أُريد .
- لا احفل ما ان كُنت تريد ان تذهب ام لا لانّك ستذهب شئت ام أبيت .
- انظري اعلم انكِ تودّين ان أبدا حياة جديدة وأنسى من قضيت معها شهوراً او أدعها تنطوي في صفحات الماضي .. صدقيني هذا ينجح والان دعيني انام .
- على من تكذب تُرى ؟ صديقة تعرفك جيداً انت وأساليبك ! هيا انهض فحسب .
تأفّف ثمّ نهض وبدّل ثيابه وكارا تنتظره على أريكة غُـرفة المعيشة .
خرج بعد هنيهة ليقابلها بوجه متملل
- اللبس جيد رغم تكراره ، الحذاء جيد ، تصفية الشعر همم ، جيّدة ولكن هناك خطأ ما ..
قالت كارا وهي تتفحصه من الأعلى الى الاسفل بتدقيق ثمّ أردفت رافعة حاجبها ومُربّعة يدها على صدرها .- الوجه ، وجهك شاحب وهذا الَّذي أطفأ بريقك .
- كُفّي عن التفّوه بالخرافات ولنذهب الى أيــًّا ما كُـنّا سنذهب اليه .
اجاب مقلّباً عينيه بملل .
_____________________- إذاً الى أين سنذهب .
- لا وجهة محددة .
- حقًّا !؟ تجبرينني على الخروج معك " لأروّج عن نفسي " كما تزعمين وببساطة تقولين الان لا وجهة محددة ؟
- ما بك حانق هكذا ! كُنت امزح فحسب .
تمتم إيثان بتذمّر حتّـى توقّفا في حديقة واسعة تُدخل الى القلبِ سُروراً وتهللّ ، تقع في وسطها نافورة لها مظهّر جذّاب وتحيط بها الطّيور ، علاوة على تغريد الكناري الّذي أطرب مسامعهما ..
ومقاعد خشبية رائعة في كل زواية يجلس بها شخصان والبعض معهما أطفال .- أتذكُر هذه الحديقة ؟
صاحت كارا ببهجة .- وكيف أنسى مواقفي الحمقاء هُـنا !
اجاب إيثان بإحراج وضحكة جميلة .
YOU ARE READING
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...