8) نُزهة جلبت أَزمة

475 47 8
                                    


---

مرّت الأيام متشابهة بالنّسبة الى إيثان ، ساعات مُثـقّلة بالانتظار المُـمل لها .. وساعات تحمل في طيّاتها اليأس من عودتها او حتّـى سماع صوت اعتاد ان يكون نغمة معتادة ليومه ، صوتُـهَـا

- إهدأ إيثان ولا تقلق كل شيء على ما يُرام .

قالت كارا وهي تمسح ظهر إيثان .

- كارا ، ما السبب الذي يجعلها تأبى قبول مكالماتي او تصحيح الامور معي ؟!

- هيا سنخرج يجب ان تروِّج عن نفسك .

قالت بحزم ممسكه يده وهي تجعله ينهض .

- لا أُريد .

- لا احفل ما ان كُنت تريد ان تذهب ام لا لانّك ستذهب شئت ام أبيت .

- انظري اعلم انكِ تودّين ان أبدا حياة جديدة وأنسى من قضيت معها شهوراً او أدعها تنطوي في صفحات الماضي .. صدقيني هذا ينجح والان دعيني انام .

- على من تكذب تُرى ؟ صديقة تعرفك جيداً انت وأساليبك ! هيا انهض فحسب .

تأفّف ثمّ نهض وبدّل ثيابه وكارا تنتظره على أريكة غُـرفة المعيشة .

خرج بعد هنيهة ليقابلها بوجه متملل

- اللبس جيد رغم تكراره ، الحذاء جيد ، تصفية الشعر همم ، جيّدة ولكن هناك خطأ ما ..
قالت كارا وهي تتفحصه من الأعلى الى الاسفل بتدقيق ثمّ أردفت رافعة حاجبها ومُربّعة يدها على صدرها .

- الوجه ، وجهك شاحب وهذا الَّذي أطفأ بريقك .

- كُفّي عن التفّوه بالخرافات ولنذهب الى أيــًّا ما كُـنّا سنذهب اليه .
اجاب مقلّباً عينيه بملل .
_____________________

- إذاً الى أين سنذهب .

- لا وجهة محددة .

- حقًّا !؟ تجبرينني على الخروج معك " لأروّج عن نفسي " كما تزعمين وببساطة تقولين الان لا وجهة محددة ؟

- ما بك حانق هكذا ! كُنت امزح فحسب .

تمتم إيثان بتذمّر حتّـى توقّفا في حديقة واسعة تُدخل الى القلبِ سُروراً وتهللّ ، تقع في وسطها نافورة لها مظهّر جذّاب وتحيط بها الطّيور ، علاوة على تغريد الكناري الّذي أطرب مسامعهما  .. 
ومقاعد خشبية رائعة في كل زواية يجلس بها شخصان والبعض معهما أطفال .

- أتذكُر هذه الحديقة ؟
صاحت كارا ببهجة .

- وكيف أنسى مواقفي الحمقاء هُـنا !
اجاب إيثان بإحراج وضحكة جميلة .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now