--
كلماتُها كانت كـ عاصفة مُدمّرة ، لم تدمّر أرضاً ولا سكناً بل دمّرت قلباً بنى أحلاماً ، كقصر يبنى من طين .
أغمضت عينيهَا مُحاولة قدر الإمكان كبتَ غضبها ودفنـهِ في أعماقها وخُـلدِها لئلّا يتّضح الحنق من نبرتِها المهزُوزة ويـُفتح الجرح الدّامي في قلبِها مرّة أُخرى ، حاولَت ان تتجنّب اتّباع مشاعرها وان تتحدّث عمّا اتّصلت لأجله ، أن يُساعدها .
كانت آنابيلا تنظر اليها باستنكار على صمتها ، فتداركت شرودها وقالت بصرامة :
" أُريد محادثَة إيثان ، الآن رجاءً " .ديالا
" بصـفتكِ من تحادثيـه يـا .. آنسة ؟ " .--
لم تُدرك ديالا مقدار خطورة ما أقحمت نفسها فيه ، لقد اقتحمت خصوصيّته وأجابت دون ان تُكلّف نفسها استئذانه ، هي لم تعلم أنّه سيكون بهذا الشرّ حين يتعلق الأمر بـ " هايـلـي " ، او التّدخل في ما لا يعنيها ، ياللمصيبة .
ادركت ذلك حين رأته يقف بـغضب عارم ، الشرر تتطاير من عينيه كقـذيفة لهب ، مُقطّباً جبينه وعاقداً يديه على صدره وهو كأسد على أهبّة الاستعداد للانقضاض على فريسته .
ابتلعَت ريقها بصعُوبة وهي تضَع الهاتِف جانباً بينمــا تتجـاهل نداءات هايلي المُتكرّرة من الهاتف ، تُـكرِّس كَـافّة تركيزها على عينَيه الغاضبة .
قالت أخيراً بعد صمت تصادم فيه ارتعابها و شرّه :
" لقد طال رنين الهاتف وتأخّرت أنت .. فـ " .قاطعها :
" فأجـبتي ؟ " .لا تعرف حقًّا بِمَ تُجيب . تمنّت لو تُشقّ الأرض وتبتلعها ، ألقت ردّها الَّذي ستُجيب به بعيداً بتوتّر بينما هايلي صامتة بحذر تستمع لمحادثتهم الّتي تحتضنها وتتلحّفُها الأجواء مشحونة .
اخترقت عيناه خاصّتها بغيظ ثم تخطّاها متوجّهاً نحوَ هاتفه ، تنهّد تنهيدة عميقة مملوءة بالعواطف ، أمسك به ووضعه على أُذنه قائلاً
" أهلاً " .
بقيت صامتة قليلاً ثمّ أجابت بصوتها المهزوز كـبداية اتّصالها .
هايلي
"أ-أهـلاً " .إيثان
" إذاً ؟ " .هايلي
" في الحقيــقة ، ثمّة أُمور حدثـت ، في الأيام الماضيـة .. يجب ان نتحدّث " .ايثان
"حسناً اممم .. أين نلتقي ؟ " .هايلي
" ولكن أحتاجُ مساعدة .. رجاءً ، فهل تُمانع؟ "ايثان
" على الإطلاق " .اتّسعت ابتسامتها برضى رغم جرحها الَّذي لم يُبرى ولكنّها أجابت متصنّعة السرور واللمبالاة ، كعادتها ;
" بضع أكياس دماء من شقّـتي ، و- و سأُرسل لك موقعي الآن " .سألها بعد تردّد :
" قادم ولكن هل إنتِ في مكان يُسمح بإدخال .. هذه الأُمـور ؟ " .هايلي
" أنا في فُندق ، سيقومون بتفتيشك لا تمانع البتّة فقط خبّئهم تحت بضع ثياب و مشروبات غازيّة " .--
استنكر أمر فعلتها تلك ، لمَ لا تذهب هي ، ولماذا تمكُـث خارج شقّتها المعتادة .. وماهي الْأمُور الّتي حدثت في تلك الأيّام ؟ .
تردّدت الأسألة على ذهنه باستمرار ولكنّه أصرّ على التّجاهل وفعل ما طلبت منه .
نظر الى ديالا نظرة ازدراء أخيرة وخرج تاركاً إيّاها في عتمة غضبها وقهرها الَّذي ينمو شيئاً فشيئاً بجعبتها .
تنهّـدت بضيق وهي تنظر الى شتّى أنواع المأكولات ، صنعت لَهُ كلّ مالذّ وطاب بقلب إمتلأ بالحب ففاض على كُلّ قطعة من ذلك الطَّعَام .
مسحت دمعة هربت من محجرها وجلست على الكُرسي بجوارها تندُب حظّها وتتحسّر على حُبّها لقلبٍ أدركت للتوّ أنّـه لا يبادلها الحُبّ ذاته ، تصرّفاته في الآونة الأخيرة بحدّ ذاتها كانت كفيلة لأن تفهم ديالا الأمر .
إن كانَ لا يُريدها فهي لم تجبره على مواعدتها او البقاء معها ، لا شيء يوقفه مِن ان ينفصل عنها ..
فما السّــبب !هذه العلاقة المزيّفة ، هي لا تعلم ما يُخفيه ورائها حتّـى ، لذا ان تنسحب بهدوء ممّا إنخرطت فيه كان أفضل خيار في نظرها .
موقّتاً على الأقل او مدى الدّهر .. لا تعلم .
--
أسعد جداً لما أقرا تعليقاتكم وآرائكم بالشّخصيات والاحداث وغيرها ، أسعدوني 💗 .
⭐️+ 💬--
YOU ARE READING
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...