13) اختطـــاف

344 42 14
                                    

--

بدأت أنزُّ عرقاً وأنا ابتلع ريقي بصعوبة ،ركلني برجله فسقطت أرضاً ، تبعني الى الدّاخل واغلق الباب وهو لا يزال يصوّب مُـسدّسه نحوي .

قلتُ بارتباك وخوف :
" ماذا تُرِيد ؟ " .

" تعلمين جيداً ماذا اريد ، تعاملتِ معي بصبيانيّة وهربتي كالجبانة ، أتظُنّين حقاً أَنّي سأتركك تلوذين بالفرار ؟ " .
أجاب بخبث و غضب .

حاولت جمعْ الكلمات المُناسبة للرد ولكن الخوف كان المـسيطر وأخرسني .

نظراتُ الشرّ الّتي يبعثُها لي تجعلني أتعرّق أكثر .
_____

رنّ جرسُ الباب ، شعرت بمياه الفرج تُمطر عليّ فقلت بخفوت :
" ارجوك ، دعني ارى من وراء الباب ولن أفضحك في شيء ! " .

لعق شفتيه وهو يقول بتفكير :
" من المؤكّد أنّها ليست فيونا فرجالي قد أخذوها "

قلتُ بصوت أشبه بالصّراخ :
" ماذا !! " .

ركلني مرّة أُخرى و هو يقول :
" اخرسي ! " .

عاد رنين الجرس مجدداً يُعلن انتصاري فأمسك بطرف قميصي وعينيه تتطاير شرراً قائلاً :
" إيّاك والعبث معي مُجدداً ، إن فكرتِ أن تفعلي أيّ شيء فسأُقطّعكِ إرباً إرباً أتفهمين ؟ " .

اومئت والخوف يتسلل اليّ ونظرتّ له برجاء .

توجّه نحو النّافذة وبقي يتأمّلها لكي لا يتسنّى للطارق رؤية ملامحه إنما جسده فقط .

فتحتُ الباب ورايت إيثان امامي ، ازداد خوفي في ان يصيبه مكروه ، كان مُبتسماً ابتسامة صفيّة ونقيّة كنقائه . ابتلعتُ ريقي وكأن صخرة علقت في حنجرتي .

" هايلي أنا . . ." .

سُرعان ما تبددت ابتسامته و عقد حاجبيه حين رأى ظل رجل فاتبع نظره حتّـى رأى جسد كين من الخلف .

نظر الي بخيبة ورحل يجرّ أذال الخذلان وراءه وانا أرجوه ان يستمع اليّ . . !!
هل يظنّني فعلاً أخونه !

تنفّست بصعوبة أُحاول اللحاق به ولكن كين منعني وأخذ يجُرُّني الى ان القاني على الأريكة قائلاً بهمس :
" بضع دقائق فقط . . " .

رفعت حاجبي قائلة بارتعاب :
" بضع دقائق !؟ على ماذا ؟ ".

قال بتهكّم وابتسامة مكر جانبيّة :
" كُل شيء يحلو في وقتهِ " .
----

وصل بعد هنيهة رجاله ليجرّوني ورائهم مُختطفة الى إحدى مخازنهم المُعتمة والمخيفة .

رماني شخص من رجاله قويّ البُنية ، عريض المنكبين الى الدّاخل مُكبّـلة بالأصفاد وعقلي مشـوّش . .

قال وهو على وشك إغلاق الباب بسخرية :
" لا ضغينة شخصيّة ، كين من سيُقرر مصيركِ" .

وكان احد رجاله الآخرين يقف قُرْب الباب مُتّكئاً عاقداً يديه على صدره .

همستُ بضعف :
" أخرجني ، أرجوك ! " .

قلَّب عينيه بضجر وملل :
" هل سأضطر للاستماع الى هذه التّفاهات والرجائات يوميًّا ؟ " .

لعقتُ شفتاي ومُجرّد التّفكير بعودتي الى الماضي والايام الخوالي كان ضرباً من ضروب الجُنون . . لا يُمكن ان اعود الى سابق عهدي المؤلم ، فتاة بلا مشاعر . .
تقضي الأمسيات مع مصاصي دماء أمثالها وكين ليسرقوا ارواحاً في كلّ حانة وبين الأزقّة المُظلمة فقط ليُشبعوا نهماً ضيّعَهَا .
___
___

آسفة ع البارت القصير بس البارت الجاي ان شاءالله بيكون طوييل ): ❤️ .
⭐️ + 💬  .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now