7) لست وحدكَ من اشتاق

504 54 6
                                    


تسللت خيوط الشّمس الذهبية الى عيناي  فأغمضتها بكسل واضعه يداي على وجهي .

فتحَت فيونا الباب ودخلت بعد ان تنهّدت :
- استيقظي أيّتها النّاعسة !
وضعتُ الغطاء على وجهي قائلة :
- لم أنل قسطاً كافياً من النّوم .
- سأذهب للبحث عن عمل اذاً وانتِ ابقي هُـنا ككل يوم تأبين الخروج !!!
- لا يهم .
قلت ووضعت الوسادة على راسي .
- الم يعد يهمك شيء ! لم نأتي الى هُـنا لكي تُفرّغي حزنك !!

لم أُطق سماع شي ، أبعدت الوسادة ونهضت منفجرة بغضب :
- نعم أتينا لنهرب ونهرب ونهرب دون ان نأبه او ان نلتفت لما خلّفه احدنا وراءه ، نترك من نحب ونهتم له في سبيل الهروب من الحقيقة أليس كذلك ؟!!!

صمتت قليلا ثمّ أستأنفت :
- ان كنتِ تريدين الذّهاب فاذهبي لا داعي لان تستفسري عن حالي وانتِ تعلمين ما أعانيه في الآونة الاخيرة .

تنهّدتُ وأغمضت عيناي بغضب وقد توجّهت نحو دورة المياه دون الاستماع الى ردّها .

________
--

وضعتُ الماء ورغوة الاستحمام ذات الرّائحة الزّكية والزّيوت العطرية في حوض الاستحمام ثم ألقيت نفسي فيه لأُحاول الاسترخاء ؛ وَالَّذِي يأبى ان اتحلّى به منذ رحيلي عن ڤيرجيـنيا ، او بالتحديد عـــنـه ..

تشتت افكاري وتبعثرت ، أغمضت عيناي لأصفّي ذهني .. ولكن بلا جدوى ! لا ينفك عقلي عن التفكير ويأبى طرد الذّكريات ..

مكثت وقتاً طويلاً في الحوض ، حتّـى تناهى الى مسامعي صوت خطوات فيونا والّتي علمتُ انها عادت ..
وضعت منشفتي على جسدي وتركت شعري مبللاً تتساقط منه قطرات الماء ، امسكت بمنشفة اخرى وخرجت ..

وعلى غير عادة فيونا ، لم تلقي التحيّة او تقابلني ببشاشة ، بل بقيت تُقلّب قنوات التلفاز بلامبالاة لحضوري وكأنني هواء لا يُرى .

- هلّا مررتي لي هاتفي على الطاولة الّتي بقربكِ؟
- قدماك لم تُكسر بعد أليس كذلك ؟

تأففت وعلمتُ انها غضبت ، اعلم اني كنت قاسية وغليظة صباحاً ولكن مزاجي كان مُعكّرا كعادته هذه الأيام يجب ان تتفهم هذا الامر ..

أخذت هاتفي وعُدت الى غرفتي ، فتحتُ أُغنيتي المفضّلة ذات الموسيقى الرّائعة والّتي كثيراً ما كُنت استمع اليها وانا معه ، كلانا عشقها ولا يكتمل يومنا دونها . .

بدأت أُمشّط شعري وأُصففه بهدوء مُستمعة الى الموسيقى ولكل مقطوعة ذكرى خاصّة في قلبي الى ان رنّ هاتفي .

_______________________Ethan ❤️
is calling you

Decline 📵. Accept ✅
_______________________

رفضت المكالمة على مضض ، قلبي يحترق ، وضميري يؤنبني .
تنهّدت بألم وعاود الاتّصال ، أردت رفض المكالمة ولكنني دون شعور نقرت على زر القبول . .

جائني صوته من الطّرف الاخر خائراً متلهّفاً في آن واحد ، شعرتُ برعشة تسري في جسدي عند سماع صوته ولكنني لم أنبس ببنت شفة بل بقيت استمع اليه ودموعي الحارّة تنهمر على وجنتيّ .

- هايلي !! أين أنتي بحق الله ؟

أطبقت شفتاي وأغمضت عيناي وأردف هو :

- بحثت عنكِ في المدينة بأكملها ، اتّصلت عليك للمرة الرّابعة بعد الخمسين وتأبين قبول المكالمة !

تأوّه وقال :
- وترفضين الحديث الان !!! الا تعلمين أَنِّي افتح عيناي صباحاً بأمل ورجاء للُقياك وتبديد شوقي وأغلقهما ليلاً بخيبة ويأس ؟!!

- لستَ وحدك من اشتاق ..

قلت بنبرة اكتساها ابتئاس وشوق .. ولكن لا يمكن ، لا يمكن ان أُعرّض من احب للخطر ثانية .. أأبى ان يحلّ به ما حلّ بأُختي وأُمّي ، وأعيد تكرار اخطاء الماضي .. ما رحل لن يُـكرر او يعود لذا حبّاً بك تركتك لا بغضاً ولا برضى منّي .. بل كي تنعم بحياة تخلو من الشرّ .

اغلقتُ الخطّ دون ان استمع الى ردّه ، وضعت هاتفي وخارت قواي فأجهشت بالبكاء ..

عاود الاتّصال مراراً وتكراراً ولكني لم أُجـب الى ان فقد الأمل ..

_______________________
⭐️+ 💬

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now