19) مكالمة من جُرعات الألم

305 39 3
                                    

--

كانت تدور في غُـرفة المعيشة ذهاباً وإياباً بفزع وقلق . تضع يدها على رأسها تارّة بانزعاج ، وتمسح شعرها الى الخلف تارّةً أُخرى .

آنابيلا
" إهدئي ، كُلّ شيء على ما يُرام " .

هايلي
" كيف أهدأ بحق الجحيم آنا ، كنّا على هاوية السّقوط . على وشك أن نُكتشف " .

وقفت آنابيلا عاقدة يديها على صدرها ، اقتربت من هايلي .

آنابيلا
" ألم أقل لكِ أنّ هذا فندق والدي ؟ أي بإمكاننا التستّر والتخفّي كيفما نشاء " .

هايلي
" الاحتياط واجب ! " .

آنابيلا
" قُضيَ الأمر ! كين امر رجاله بـ تفحّص المدينة وها قد وصلوا الى موقعنا وتخطّوا أمره  ، لذا عزيزتي لا داعي بالقلق " .

هايلي
" لا تبدين خائفة البتّة " .

ابتسمت آنابيلا وهي ترفع كتفيها بلامبالاة .

قلّبت هايلي عينيها بضجر ثمّ قالت بتوتّر :
" آن.. آنا .. أشعرُ بالجوع ، لم أتغذّى على الدِّمَاء منذ فترة " .

آنابيلا :
" أتفهّم هذا ، ولكن لا يمكننا الظّهور هكذا أمام النَّاس لسرقة دماء او التغذّي عليهم "

ثمّ أستأنفت بعد برهة :
" كذلك لا يُمكن لأبي ان يعرف حقيقتي .. ليس الآن على الأقل " .

وبعد هنيهة ووهلة من الزّمن ، طرقت إحدى الأفكار أبوابها على ذهن هايلي ؛ ابتسمت ابتسامة عريضة وقالت لآنابيلا :
" أملكُ فكرة ! " .

آنابيلا
" أنيـريني " .

هايلي
" لـديّ .. آه ، " .

احتارت ، هل تقول أنّه صديقها وانطوى الحُبّ آنذاك بعيداً ؟ أم تخبرها بما تشعر به حقًّا ؟ .

فقالت أخيراً على مضض وباقتضاب :
" صديق يمكنه المساعدة " .

آنابيلا
" حقًّا ؟ هذا جيّد " .

" أجل سأتّصل به " .

قالت وقد سحبت سمّاعة الهاتف فوراً ، لم تّتصل به لطلب مساعدة ، بل ليعزف صوته على أوتار مسامعها كذلك ..

_________________

في الجهة الأُخرى ..

دخلت ديالا منزل إيثان بهدوء تامّ وخلعت نظّارتها الشّمسية ، تلفّتت لتتأكّد من عدم وجوده واقتربت من المطبخ ، وضعت حقيبتها جانباً وارتدت مريلة الطّبخ بسرور .

تناثـُر الأحمـَر Where stories live. Discover now