3-لقد وجدتك

Start from the beginning
                                    

"حسنا ..لقد اخبرتني أنك كنت تعيش مع طفل قبلي..هل هذا يعني أنني لست أنا من اخترعتك؟"

سألته تلك الطفلة و هي تبعد شعرها البني عن عينيها لكي تتمكن من رسم تلك اللوحة و لكن ليس عن الورق..بل على وجهه.وجه نويل

"نعم ..و لكن الموضوع ليس اختراع"قالها و هو يجلس على الكرسي بثبات منتظر منها أن تنتهي.

"حسنا..حسنا"قالتها و هي تقلب عينيها لتكمل"و لكن  أهذا يعني أن هناك طفل سيشاركني بك؟"

"لا لقد كنت صديق له بعدما توفي أخوه و لكن عندما كبر و نساني أحضروني لك"

"و لكن أن قلت أن لكل طفل واحد خاص به هو فقط ..أهذا يعني أنني بديل"قالتها  متذمرة و هي تعقد حاجبيها و تبعد الأقلام عن وجهه.

"لا..أنت  كنت بحاجة لي و لهذا  فقط لم تتخيلي شخص خاص بك"تابع و لكن تلك المرة كانت نبرته حزينة 

"في النهاية ستنسيني"ابتعدت عنه لتصرخ و هي تقفز 

"لقد انتهيت نويل"قالتها ليقف هو ليتجه نحو المرآة ليجدها قد رسمك وجهه كأنه مكسور،نصفه الأسود بعثر فيه يملؤه الغموض و بعض من الرعب،و النصف الأخر من وجهه كان يملؤه اللونين الأبيض و الأحمر و كأنه قلب ملئ بالحب الطاهر.

كان ينظر نحو المرآة بتفاجؤ و إعجاب مما رسمته تلك الطفلة التي لم تكمل عامها الثامن حتى.

خرج من تأمله عندما رأها تحتضن قدماه من الخلف بسبب قصرها فلم تستطع الوصول لخصره.

"لن أنساك نويل ..أنا لا أصدق أنني وجدتك"قالتها و هي تشد على عناقه ليبتسم هو تلك الإبتسامة الحزينة.

العالمان يلتقيان ليعلم أنها ليست كغيرها ،ليست هي من وجدته بقدر ما هو وجدها ،ربما هي طفلة و ربما عالمه يمنعه و لكن بالتأكيد القلوب ليس لديها موانع.

---------------------------

و في تلك الحكاية أخذ يركض نحو ابنته..

"ارحلي أنت الأن"قال لتلك السيدة التي كانت ملامح القلق تحتل وجهها و لكنها أجابته بحمل حقيبتها و الذهاب بعيدا.

كان يجثو أمام ابنته النائمة "آنجل ..آنجل"اخذ ينادي حتى تفتحت عينيها

و لكن على غير العادة كانت مشلولة لا تستطيع حتى أن تلقي تلك الدمعة و البسمة التي تلحق كل حلم،عذرا أقصد كل ذكرى.

لامسها أبوها فور شعوره أنها اصبحت كأصنام الجاهلية،زال ذاك الشلل و عادت الحياة لجسدها لتقوم لتعدل ملابسها.

حاول ابيها تبرير"تلك المرأة جارتنا و هي أيضـ"قاطعته هي.

"أبي أمرها لايهمني"قالتها و هي تتجه نحو باب المنزل و فور إمساكها للمزلاق لحق بها أبيها ليوقفها.

خيالي الحقيقيWhere stories live. Discover now