1-ماضي

3.5K 309 531
                                    

و في حياة الواقع .."أخبرني بكل شيء"قالتها تلك الطبيبة و هي تعدل نظارتها الطبية تجلس في وضعية رجل فوق رجل

"لن تخافي فحكايتني تمثلك"قالها ذلك المريض و هو ينظر نحوها بحدة محاولا منه ليلقي الرعب بداخلها.

لفت وجهها لتبتسم تلك الإبتسامة الجانبية الساخرة فليست المرة الأولى التي يتلاعب فيها أحد المرضى معها..

"لا لن أخاف"قالتها لتبدأ مسيرتنا .

ماضي نمقطه نحبه و نكرهه و يبقى الخيال أساس الحقيقة.

-----------------------

و في عالم الأحلام، العالم الذي نرسمه لنهرب من الواقع و لكن في الحقيقة هو أرغم عليها..

كان بين تلك الحوائط البنفسجية تجلس فتاة  في السابعة من عمرها على مكتب من نفس ألوان الحوائط و لكن بدرجة أغمق قليلا.

كانت ترسم صورة لامرأة شابة ذات ملامح منحوته لا تستطيع أن تستوعب أن هذا رسم لطفلة و كأن الرسم خلق ليكون بين يديها.

يقتحم الغرفة رجل بشعر بندقي  في الثلاثينات من عمره ليرمقها بحدة.

" أنجل لما لم ترتبي غرفتك"قالها و هو يجوب بعينيه  في تلك الغرفة المملوئة بالصناديق و حقائب السفر و كأن أحد قد انتقل إلى هنا لتوه.

"و كيف لي أن افرش غرفة و أنا في السابعة لوحدي..أنا حتى لا أستطيع أن أصل للدولاب"قالتها و هي تنظر نحوه من طرف عينها ،ليتنهد الأب.

"حسنا سأكمل صنع الغذاء و أتي لأساعدك"قالها  و لكن قبل أن يلتفت أوقفته"أبي أين صورة أمي"

"ستجدينها في درج المكتب"

اخرجتها لتمسح الغبار عنها لترى تلك السيدة الشابة ذات الشعر الفحمي و العيون الفسدقية الشبيهة بأبنتها

تعود لرسمتها لتستمع لتلك الأصوات"رسمك جميل"تلتفت يمينا و يسارا بحثا عن الصوت و لكن تعود لرسمتها

"اسمك جميل..آنجل أليس كذلك؟"تسمع تلك الجملة و لكن تلك المرة  يدب الرعب داخلها.

-----------------------

و في حكاية مريضنا حيث إنتهى ذلك الحلم وتقدم ذلك الطبيب  ليفيق تلك الفتاة

"آنجل ..آنجل..آنجل"

تفتحت عينيها لتراقب و تعود للواقع،نظرت لجسدها لتجده قد عاد كبيرا و رحل حلم الفتاة الصغيرة،نظرت نحو الذي أيقظها

"نمتي مرة أخرى"قالها ذلك العجوز السمين،طبيب في الستينات من عمره 

اعتدلت في جلستها لتومئ له رغم كونها كانت تلعنه بداخلها على كونه أيقظها.

"و هذه المرة الكم؟"

"الأولى"أجابته أنجل ليبتسم هو و يقول.

خيالي الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن