"حسنا لا بأس ..هيا إذا أباك في إنتظارك"

يقولها ليخرج لتعود لتبتسم على ذلك الحلم الذي راودها ،ذلك الحلم الذي أعاد لها أول ذكرى معه.

---------------------

غرفة بيضاء ناصعة تملؤها رائحة المستشفيات الخانقة،يجلس الطبيب على مكتبه  الخشبي و هو يعدل نظارته الطبية استهلالا للحديث،أمامه كانت تجلس آنجل و أمامها رجل في خمسيناته شعره البندقي و الذي إلى حد كبير يطابق شعرها رغم قصره.

"حسنا آنجل لقد انتهت رحلة علاجك معنا ..عليك أن تتناولي ادويتك بشكل مستمر حتى نحافظ على تقدمنا"

"هل من الممكن أن أعود لأراه؟"سألت بخفوت و هي تداعب أناملها  و تتجاهل النظر نحو أي منهم.

"إذا توقفتي عن الأدوية ستعودين لرؤية الأشياء"

"الأشياء"غمغمت لنفسها و كأنها إعتبرتها إهانة أو ماشابه.

"آنجل يمكنك البقاء حتى تتعافين بالكامل"قالها ذلك الرجل الجالس أمامها  مع نظرته القلقة و هو يضع يده على ركبتها بطمئنان.

ارتجلت من على الكرسي الجلدي و هي تنظر نحو الرجل المتحدث معها بحدة لتجيبه.

"هيا أبي ..أنا بخير"

----------------------

تجلس في تلك السيارة في طريق عودتها ،تراقب تلك الأشجار التي تمر بجانبها ،قطرات المطر الخريفية ،حديث بينها و بين قلبها.

دائما يقولون اركلي الماضي و أنظري للأمام و لكن كيف أركلك و أنت أمامي.

يقولون أنه إنفصام ،أضحك عليهم و ابكي عليك ،هل كانت لمساتك و انفاسك ،حنينك و شوقك كلها خيال.

أكره كوني بشرية ،و أستحقر كوني من عالم غير عالمك.

يقولون الماضي الأسود و أقول المستقبل جحيم ..

"آنجل"ناد الأب لتلتفت نحوه لتستمع لأحاديثه و التي لا تشغل بالها إطلاقا.

"لا تنامي"قالها محذرا بمرح و هو ينظر أمامه مراقبا للطريق.

"ليس بيدي"قالتها لتعود التحديق في النافذة  لتبدأ بعدّ الشجر ليقاطعها.

"لقد أشتريت لك لوح رسم إلكتروني جديد "قالها لتومئ هي دون حتى أن تلتفت ليحاول هو تلطيف الجو ليحمسها"إنه كبير و بنفسجي كما تحبين"

"لقد توقفت عن حب اللون البنفسجي"قالتها و هي تكمل عدها للشجر

"آنجل لقد اتصلت شركة الويبتون يريدون التحدث معك بخصوص العمل"تجاهلت كلماته و حتى أنها لم تومئ ،فقد أخذت تتابع عدها و لكن بصوت أعلى.

"صحيح ما اسم قصتك المصورة؟"سأل و هو يخطف نظره نحوها ليجدها على نفس وضعيتها صحيح هي لم تكن طوال حياتها بالفتاه المرحة و لكنها لم تكن كئيبة و لكن منذ عامين تغير كل شيء ،إزدادت كؤب و من الواضح أن المشفى لم يغيرها.

خيالي الحقيقيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن